احتدمت معركة الكر والفر بين المقاومة الفلسطينية فى غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلى، إذ تشهد كواليس الهدنة بينهما حرباً إعلامية ترهيبية، جاءت فى إطار حرب نفسية تنتقم بها حماس لموت قائدها الشهيد أحمد الجعبرى، وتثير بها إسرائيل أعصاب قيادات حماس لتفسد عليها حالة التعزيز العربى والدولى التى حصلت عليها مؤخرًا. وتخوض حماس هذه الحرب الإعلامية منذ بدايات تصعيد العدوان الإسرائيلى على غزة بنشر مجموعة من الفيديوهات سجلت بها خططا لجماعة المقاومة بغزة لضرب قلب تل أبيب بصواريخ يطلق عليها فجر «5» لإثبات قدرة إطلاق صواريخ بعيدة المدى يمكنها اختراق القبة الحديدية الإسرائيلية، ونشرت جاء بصحيفة يديعوت أحرونوت تحت عنوان «لم يعد سراً للغاية «تقريراً كشفت فيه عن وقوع سبع وثائق سرية لجيش الاحتلال الإسرائيلى لعام 2012 فى يد جماعات الجهاد الإسلامى بغزة، فور توقيع الهدنة، بواسطة عناصر إسرائيلية من داخل دائرة مخابرات الجناح العسكرى الإسرائيلى، تحتوى هذه الوثائق على تفاصيل شخصية وعسكرية لأكثر من 100 جندى إسرائيلى، وترجمت هذه الوثائق إلى العربية وتم نشرها فى العديد من وسائل الإعلام الفلسطينية، فهى تحتوى أيضاً على تفاصيل لمجموعة من العمليات الحربية وملخص للأيام التحضيريه التى أعد لها ضباط الاحتياط فى الفترة الماضية. وقد لعب الإعلام العربى دوراً كبيراً فى مساندة الحرب الإعلامية التى تخوضها حماس، حيث ساهم بها ثلاث وسائل إعلام رئيسية بالعالم العربى هى إيلاف السعودية والجزيرة القطرية والميدان اللبنانية، بمشاركة وسائل الإعلام الإيرانية التى عرضت عملية اغتيال القائد الحمساوى أحمد الجعبرى بشحة عاطفيه زائدة أثارت غضب إسرائيل، بعد إعلان فخرها الشديد بردود الفعل العسكرية الفلسطينية القوية ضد العدوان الإسرائيلى على غزة. وعلى الجانب الآخر، شنت وسائل الإعلام الإسرائيلية موجة أخرى من الحرب النفسية ضد حماس، زاعمة تخوفها من عمليات مفاجئة يمكن أن تقوم بها جماعات المقاومة غزة للثأر للزعيم الحمساوى أحمد الجعبرى، ونشر الإعلام الإسرائيلى مجموعة من الفيديوهات التحريضية رصدتها الشبكات الاجتماعية وصحيفة هآرتس الإسرائيلية التى نشرت بمجموعة من الصور زعمت بها حالة الرعب التى يعيشها الإسرائيليون من صواريخ حماس فى بئر سبع وباقى المدن المحيطة بالسياج الحدودى الإسرائيلى لغزة، كما عرضت القنوات الإسرائيلية مجموعة من الفيديوهات باللغتين العربية والإنجليزية زعمت أنها تحتوى على سيناريوهات سرية حصلت عليها المخابرات الإسرائيلية ستقوم بتنفيذها جماعات الجهاد الإسلامى بشن حربً على جميع الدول المساندة لإسرائيل، بضرب برج إيفل الفرنسى وساعة بيج بن وتمثال الحرية الأمريكى . كما قادت صحيفة يديعوت أحرونوت دعوات تحريضية ضد ما تبقى من زعماء حماس وعلى رأسهم إسماعيل هنيه ورفاقه، وما أكده الصحفى الإسرائيلى حجاى سيغل فى مقالته بيديعوت أحرونوت، منتقداً سياسة ضبط النفس التى زعمت إسرائيل أنها إتبعتها أمام حماس الفترة الماضية داخل غزة، واعتبرها دليلاً واضحاً على ضعف الجيش الإسرائيلى، وداعيًا إلى شن عملية رصاص أخرى جوية داخل قطاع غزة لإعادة حالة الرهبة والخوف فى قلوب زعماء حماس.