تتجه العلاقات بين الصين والهند نحو مرحلة جديدة من الخلافات بسبب جوازات السفر الصينية، وقد أبدت الهند ودول آسيوية أخرى منها فيتنام وتايوان وبعض الدول التى تربطها حدود مشتركة متنازع عليها مع الصين استياءها من الخريطة التى وضعتها بكين على جوازات السفر الجديدة، والتى تتضمن مساحات من الأراضى المتنازع عليها كجزء من الصين ، مما أثار غضب المسئولين الهنود. واحتجت كذلك فيتنام والفلبين وتايوان، على جوازات السفر الصينية، وطالبت هانوى بكين بإزالة المحتوى الذى وصفته ب«الخاطئ» من جوازات سفرها الجديدة، وردت الهند على ذلك بإصدار تأشيرات للمواطنين الصينيين تظهر الخريطة الخاصة بها، والتى تصف تلك المناطق بأنها تنتمى للهند، حيث تدعى بكين أحقيتها فى كامل بحر الصين الجنوبى تقريبا وأجزاء كبيرة من الأراضى سواء داخل الهند أو التى تطالب بها الهند، وتضم «اروناتشال براديش» و«اكساى تشين» حيث تدير الهند حاليا منطقة «اروناتشال» بينما تدير الصين منطقة «اكساى» وترفض الهند الحكم الصينى على 38 ألف كيلو متر مربع من الأراضى فى اكساى وتدعى الصين أحقيتها ل90 ألف كيلو متر مربع من الأراضى فى اروناتشال. وتسببت الحدود فى توتر العلاقات الصينية الهندية التى شهدت تحسنا فى السنوات الأخيرة بعد أن خاضت الدولتان حربا عام 1962 عقب إقدام الهند على إيواء الدلاى لاما عام 1959، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة آنذاك بين الطرفين تدهورت إلى حد نشوب حرب شاملة بينهما فى أكتوبر عام 1962 عندما هاجمت قوات صينية بشكل مفاجىء القوات الهندية المرابطة فى المنطقتين المتنازع عليهما. وقد استمرت الحرب بين الجانبين أربعين يوما وانتهت بانتصار الصين التى أعلنت عن وقف إطلاق النار من جانب واحد، إلا أن هذه الحرب لم تحسم الخلاف لصالح الصين إذ ظلت مسألة رسم الحدود بين البلدين مختلف عليها وموضع توتر بين الجانبين إلى أن وقّعا اتفاقاً فى التسعينات لاحتواء الأزمة مما مهد الطريق للاتفاق الذى وقعته الدولتان قبل أربع سنوات حول حل النزاع، إضافة للتحسن الملحوظ فى العلاقات والذى دعمه اعتراف الهند عام 2003 بمنطقة الحكم الذاتى فى التبت كجزء من الدولة الصينية.