يواجه الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» الذى أعيد انتخابه لولاية ثانية عدة أزمات خارجية مازالت عالقة، والتى يرى كثيرون أن سياسته لن تختلف حيالها كثيرا، وفى مقدمتها الملف النووى الإيرانى الذى يعتبره كثيرون أحد أهم التحديات التى ستقف أمام الرئيس أوباما ما لم يتحول القادة الايرانيون عن المسار الحالى ويقررون تعليق عملية تخصيب اليورانيوم، حيث سيتطلب تحدى البرنامج اتخاذ خطوات إضافية تقدم عليها الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولى خاصة بعد التزام «أوباما» بمنع إيران من امتلاك السلاح النووى ورفضه سياسة الاحتواء التى أثبتت فشلها، وتأكيد أوباما أنه لن يترك أى خيار سياسى أودبلوماسى إلا طرقه مؤكدا على أهمية الاستمرار فى برنامج العقوبات. ويرى «بروكينجز جاستين فايس» الأستاذ بمركز دراسات العلاقات الخارجية بواشنطن أن الأزمة النووية الإيرانية ستكون من أكثر الملفات المطروحة على أوباما سخونة لأنه قطع وعدا صريحا باسم الولاياتالمتحدة بأن ايران لن تحصل على القنبلة. وأنه سيحاول اللجوء إلى مبادرة دبلوماسية ستكون أكثر حسما وتوفر مخرجا دبلوماسيا للخلاف مع الإيرانيين. أما بخصوص سوريا، فقد كان أوباما صريحا فى مناظرته الأخيرة عند تحدثه عن سوريا إذ لم يشر من قريب أو من بعيد إلى إمكانية إسقاط النظام السورى أو دعم المعارضة عسكريا ويرى «فايس» أن الإدارة الأمريكية بقيادة أوباما أكثر حذرا فيما يخص الأزمة السورية تخوفا من تغلغل تنظيم القاعدة فى صفوف المسلحين السوريين. أما على صعيد النزاع الفلسطينى – الإسرائيلى، فيرى كثيرون أن الوجه الأمريكى لن يتغير لأن أوباما لن يتمكن من تغيير الاستراتيجية الأمريكية وأنه على غرار كل أسلافه لن يحقق أى تقدم فى ملف النزاع الاسرائيلى – الفلسطينى، وهو ما بدا واضحا فى حملته الانتخابية، حيث اعتبر أوباما أن إسرائيل هى أعظم حليف لواشنطن فى المنطقة وأنه سيقف إلى جانبها فى حال إذا ما تعرضت لهجوم من أى أحد ويرى أن الالتزام بعملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين لا بد أن تنطلق من الحفاظ على الأمن الإسرائيلى، ولأول مرة يدعو أوباما إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل. كما حسم أوباما موقفه من أفغانستان بعد تعهده بسحب قواته من أفغانستان بحلول نهاية عام 2014. وبالنسبة لموقفه من روسيا، فقد أكد أوباما أن روسيا ليست العدو الأول لأمريكا لأنها ليست تنظيم القاعدة لذا أعاد العلاقات مع روسيا ووقع معاهدة ستارت الجديدة التى تنص على الحد من عدد الرؤوس النووية التى تقوم البلدان بنشرها، كما قام بدعم انضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية، كما توصل لاتفاق مع موسكو فى شأن العقوبات على إيران. وبالنسبة للصين قال أوباما أن الولاياتالمتحدة لا تسعى إلى احتواء الصين، فوجود الصين فى صورتها القوية والمزدهرة يمكن أن يعنى مصدر قوة للمجتمع الدولى ، كما أنه يسعى إلى علاقة تقوم على التعاون منتقدا ممارسات بكين وتلاعبها بالعملة. أما عن موقفه من دول أمريكا الجنوبية فقد طغت على سياسات أوباما خلال ولايته الأولى مجموعة من الأزمات المحلية والدولية التى مثلت عنصرا للضغط على شكل هذه العلاقة رغم وعوده بالدخول فى شراكة بشكل جديد مع دول المنطقة.