نشاط دبلوماسى مكثف تشهده جامعة الدول العربية خلال الأسبوع الحالى، حيث ينعقد اجتماع وزارى عربى يليه اجتماع مشترك لوزراء الخارجية العرب والأوروبيين، واجتماع ثالث للجنة الوزارية المعنية بسوريا. وسوف تركز هذه الاجتماعات على إيجاد مخرج للازمة السورية وصولا إلى وقف اطلاق نار دائم والانتقال إلى مرحلة الحل السياسى الذى يرضى تطلعات الشعب السورى كما تبحث الاجتماعات قضايا فلسطين والسودان. ويركز جدول الأعمال على المبادرات والأفكار التى طرحت مؤخرا للتعامل مع الأزمة السورية خاصة مبادرة الصين ومواقف روسيا ونتائج اجتماعات المعارضة السورية فى الدوحة وترى مصادر الجامعة العربية أن سوريا أمام خيار واحد إما الحل السياسى ووقف اطلاق نار دائم وإما الوصول إلى صومال جديد. وأوضح نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلى ل «أكتوبر» أن الجامعة العربية سوف تشهد نشاطا حافلا الأسبوع الحالى حيث يعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب للبحث والتشاور حول مجمل الأفكار والمبادرات التى طرحت مؤخرا من روسيا والصين والمعارضة والحكومة السورية لتحديد مسار الأزمة السورية والتحرك المقبل كما تعقد اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا اجتماعا لها وفى اليوم الثانى يعقد اجتماع مشترك لوزراء الخارجية العرب والأوروبيين فى محاولة لإيجاد مخرج لوقف اطلاق النار ثم الذهاب إلى الحل السياسى والمرحلة الانتقالية وحول موقف الجامعة من المبادرة الصينية قال بن حلى إن الموقف سوف يتحدد بعد كل الاجتماعات والمشاورات التى ستجرى على مدار الشهر فى الجامعة العربية لبلورة موقف جماعى عربى ودولى داعم للحل فى سوريا. وكان وزير الخارجية الصينى «يانغ جيه تشى» قد قدم اقتراحا من أربع نقاط بشأن حل سياسى للنزاع السورى، وحث كل الأطراف فى سوريا على وقف إطلاق النار وأعمال العنف وبدء فترة انتقال سياسى فى أقرب موعد. وتقترح الصين أولاً، ضرورة قيام الأطراف المعنية فى سوريا ببذل كل جهد لوقف القتال وأعمال العنف والتعاون بنشاط مع جهود الوساطة التى يقوم بها الإبراهيمى. كما يتعين قيام الأطراف المعنية بتنفيذ خطوات فعالة تجاه وقف إطلاق النار، على سبيل المثال منطقة بمنطقة ومرحلة بمرحلة، وتوسيع مناطق وقف إطلاق النار وتحقيق فك الاشتباك وفى النهاية الوصول إلى إنهاء كافة أشكال النزاع المسلح وأعمال العنف. ثانيا، يتعين على الأطراف المعنية فى سوريا تعيين محاورين مفوضين فى أسرع وقت حتى يمكن بمساعدة من الإبراهيمى والمجتمع الدولى صياغة خارطة طريق للانتقال السياسى عبر المشاورات، وإقامة جهاز حكم انتقالى بقاعدة عريضة، وتنفيذ الانتقال السياسى من أجل إنهاء الأزمة السورية فى أقرب وقت. ولضمان تحقيق انتقال آمن ومستقر وهادئ يجب الحفاظ على استمرارية وفعالية مؤسسات الحكومة السورية. ثالثا، يتعين على المجتمع الدولى العمل بسرعة ملحة ومسئولية أكبر للتعاون الكامل مع وساطة الإبراهيمى ودعم جهوده وتحقيق تقدم حقيقى فى تنفيذ بيان اجتماع وزراء خارجية جنيف لمجموعة العمل الخاصة بسوريا وخطة أنان المكونة من ست نقاط وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وستكون الجهود الإيجابية للجامعة العربية والدول فى المنطقة بحثا عن تسوية سياسية، موضع تقدير. رابعا، ضرورة اتخاذ الأطراف المعنية خطوات ملموسة لتخفيف الأزمة الإنسانية فى سوريا.وينبغى على المجتمع الدولى زيادة المساعدات الإنسانية للشعب السورى وضمان إعادة توطين ملائمة للاجئين خارج سوريا ومساعدة ملائمة للمحتاجين من اللاجئين داخل سوريا. وقال يانغ إن الوضع فى سوريا يمر بمرحلة حاسمة وهو مهم للمصالح الجوهرية للشعب السورى فضلا عن السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، وأضاف «إن التسوية السياسية هى الحل الوحيد القابل للتطبيق فى سوريا». ودعا الأطراف المعنية فى سوريا إلى النظر بجدية إلى التوافق الذى توصل إليه المجتمع الدولى حول التسوية السلمية للقضية والاستجابة له بإيجابية، وبدء حوار سياسى شامل فى أقرب وقت.