كنا نتبادل التهانى بذكرى انتصارات أكتوبر كل عام مع اسرة الفريق الشاذلى وقبل وفاته كنت اتصل به صبيحة يوم النصر واليوم تحدثت مع شهدان الشاذلى الابنة الكبرى للفريق والتى علمها الفريق القفز بالمظلة وتحمل الكثير من طباعه وصفاته فى وضوح مواقفها بكل صراحة وصدق وصلابة دفاعها عن الحق فتحدثت ل اكتوبر عن لحظات تسلم قلادة النيل تكريما لوالدها الفريق سعد الدين الشاذلى والحوار الذى دار مع الرئيس محمد مرسى والذى طالبته بالافراج عن ملفات ووثائق حرب اكتوبر والتحقيق فى بعض الاخطاء التى حدثت وحرصها على عدم شخصنة حرب اكتوبر فى القادة الابطال والرموز وانما طرح كل شىء يخص حرب اكتوبر حتى يكون دروس مستفادة للاجيال * كيف تحتفل اسرة الفريق الشاذلى بذكرى انتصار اكتوبر ؟ ** لم نحتفل طيلة السنوات الماضية وكنا نغلق حتى التليفزيون الذى كان يحجب صور سعد الدين الشاذلى من مشاهد قادة اكتوبر، وكان الاصدقاء يتصلون بنا منتقدين هذا الوضع. واقتصر احتفال الفريق على تلقى المكالمات الهاتفية من الاصدقاء والجنود والضباط والاهل والاحفاد وكان ابنى يتصل به من امريكا سنويا , اما هذا العام فالاحتفال مختلف واول مرة نترك التليفزيون مفتوحاً ولم نغلقه وشاهدنا لاول مرة فيلما تسجيليا عن والدى انتجته الشئون المعنوية ونرى ان هذا العام شهد عزيمة وقتالاً لبناء المستقبل وكذلك نعتبر ان اقالة المجلس العسكرى اجراء ايجابى حتى يتفرغ الجيش لبناء المؤسسة العسكرية والاهتمام بتأمين حدود البلاد , كما يحسب للرئيس محمد مرسى الاعتماد على اهل الكفاءة والخبرة وليس اهل الثقة كما كان فى السابق , ولم يغفل الرئيس مرسى دور الرئيس الراحل انور السادات فى اتخاذ قرار الحرب *هل لكم مطالب بعد قلادة النيل التى حصل عليها الفريق الشاذلى ؟ ** الافراج عن وثائق وملفات حرب اكتوبر وكشف الحقائق لان كل الدول الديمقراطية تفرج عن الوثائق المهمة بعد فترة وتقوم بعمل تحقيق حول بعض الاخطاء حول الحرب وتقدم تحليلاً لما حدث والا كيف سنتعرف على الحقائق ونتعلم الدروس المستفادة وكذلك حتى تعرف اجيال الشباب ماذا فعل القادة السابقون. * قبل تسلم قلادة النيل من الرئيس محمد مرسى ماذا دار بينكم من حوار ؟ ** قلت للرئيس يافندم نريد الافراج عن ملفات حرب اكتوبر حتى تظهر الحقائق للشعب – لم يجب الرئيس بنعم أو لا – وانما قال ان تاريخ سعد الدين الشاذلى معروف – ونعرف انه صادق , وكان اللقاء ودياً للغاية وسعدنا بهذا التكريم وكنا نتمنى ان يكون والدى بيننا , ورغم هذا التكريم الذى نقدره ونعتز به فإننا نتمنى الا نختزل الامر فى تسليم قلادة النيل العظيمة ومصالحة مع عائلة الشاذلى وعائلة السادات لاننى اخشى من شخصنة حرب اكتوبر ونترك الحقائق دون ان يتحدث عنها احد لان المسألة ليست رموزاً وقادة وابطالاً وانما حقائق وتاريخ يجب ان يكون واضحا لشعب مصر العظيم وكذلك نريد ان نعرف ما الذى دفع الرئيس السادات لاتخاذ قرار تطوير الهجوم يوم 12 اكتوبر ومع من تحدث حول هذا الامر. *هل خففت قلادة النيل وتكريم الفريق سعد الدين الشاذلى من المرارة التى كان يقتسمها والدك مع والدتك زينات متولى السحيمى ؟ ** رد فعل والدتى – انفجرت فى البكاء وقالت للرئيس محمد مرسى الله يكون فى عونك لان المسئولية التى تتحملها ثقيلة والتركة التى ورثتها كبيرة *معنى ذلك ان والدتك احتفلت بذكرى نصر اكتوبر بالبكاء؟ ** الاحتفال بالنسبة لوالدتى هذا العام يمثل بالضبط الحلو والمر معا لانها كانت تتمنى ان يحدث هذا التكريم لوالدى قبل موته وان يتسلم بنفسه قلادة النيل ورغم ذلك قالت والدتى الحمد لله ان كل الشعب والشعوب الاخرى تعرف ان مسيرة الفريق الشاذلى طيبة والحمد لله اننا عشنا حتى نرى هذا اليوم الذى انتظرناه طويلا. *هل تكريم الفريق الشاذلى ومنحه قلادة النيل ردت اليه الاعتبار الذى ظل يسعى للحصول اليه عبر المحاكم ؟ ** التكريم يتعبر رد اعتبار رسمى اما رد الاعتبار المعنوى وصل الينا من الشعب المصرى عندما خرج اكثر من ثلاثة ملايين فى وداع الفريق الشاذلى يوم وفاته وكذلك الشباب الذى التف حول مسيرته فى ميدان التحرير لينهى بذلك ثلاثين عاما من الكذب حول حقائق حرب اكتوبر , ونحمد الله ان تكريم الفريق الشاذلى جاء من اول رئيس مدنى منتخب . * ماذا بعد التكريم واستلام قلادة النيل؟ ** تلقينا مئات المكالمات الهاتفية على مدار ايام من شباب وأقارب واصدقاء وجيران كما تلقت والدتى اتصالات هاتفية من الجزائر وارسلت برقية عزاء الى السفارة الجزائرية بالقاهرة عشية وفاة الرئيس الجزائرى الشاذلى بن جديد كلمسة وفاء لان الرئيس الجزائرى الراحل استقبل الفريق الشاذلى وكرمه فى الجزائر واصدر تعليمات لمعاملته معاملة الرؤساء كما عاشت حرم الفريق افضل ايام حياتها فى الجزائر بصحبة اصدقاء خففوا عنها آلام الغربة والظلم الذى وقع على الفريق الشاذلى *هل تأخر تكريم الفريق الشاذلى ؟ ** كنا ننتظر تكريمه بعد الثورة ولم يحدث وكانت الشكوك حول المجلس العسكرى الذى لم يفعل شيئاً معنا فى هذا الشأن باستثناء اهتمام المشير بنقل الفريق الى المستشفى الطبى العالمى ، حتى تجربة الكتاب – مذكرات الفريق – كانت عريبة حيث طلبت دار النشر الحصول على تصديق وفى نهاية المطاف اخذ احد شباب الثورة مذكرات الفريق ونشرها فى مطبعة خاصة به دون وضع قيد التصديق كما لم نشهد اهتماماً من الصحف والمجلات الرسمية او حتى قنوات حكومية الحديث عن كتاب الشاذلى اما بعد تكريم الرئيس للفريق انهالت علينا الاحاديث والاهتمام بتاريخ الشاذلى ولذلك قلت فى بداية الحديث اننى اخشى من شخصنة حرب اكتوبر فى بطل او رموز و ينتهى الموضوع على ذلك ونتجاوز مسألة الاخطاء والتى يجب ان يتعلم منها القيادات الشابة والاجيال الجديدة. * ماذا عن القوات المسلحة هل قدمت شيئاً للفريق ؟ ** الفريق عبد الفتاح السيسى كان موجوداً اثناء تسلمنا قلادة النيل كما أنتجت الشئون المعنوية فيلماً عن مسيرة الشاذلى وهو فيلم مهنى تحت مسمى رجال صنعوا النصر حول نشأته العسكرية والمهام التى قام بها واهتمامه بالعلوم العسكرية والاستراتيجية وتقديمه افكاراً متميزة للإعداد لمعركة التحرير وحرصه على الاهتمام بالجنود والمعدات والتلاحم مع الجنود فى الميدان وبالاتصال معنا رفضنا ان يتضمن الفيلم فقرة عن دخوله السجن بتهمة افشاء اسرار عسكرية لان هذا لم يحدث.