«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحب فوق سطح القمر
نشر في أكتوبر يوم 07 - 10 - 2012

الحياة على القمر بدأت، باقى من الزمن شهور قليلة، فقد أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أنها وقعت على اتفاق مع ثمانى دول أخرى ستقوم بموجبه بعملية مشتركة لاستكشاف القمر، الاتفاق يشمل كلا من كندا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والهند وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية، ووفقاً ل «ناسا» فإن المشروع الذى اطلق عليه اسم «الشبكة القمرية الدولية» يخطط لإقامة ما بين ست إلى ثمانى محطات ثابتة أو محمولة على سطح القمر، وسوف يبدأ الأمريكان إنشاء أول مستعمرتين على سطح القمر فى عامى 2013 و 2014 لاستقبال أولى الموجات البشرية بعد خمس سنوات بالضبط.
فى البداية سوف تعيش البعثات على القمر لمدة ستة أشهر متوالية، ثم يتم استبدالهم، رواد من نوع جديد، مهندسون لاستخلاص المياه من حبيبات التربة أو استخراجها من تحت السطح، علماء زراعة لرعاية الصوب القمرية، كيميائيون لاستخلاص الآوكسيجين من أجل حياة الأحياء على القمر، خبراء بناء متخصصون فى المنازل القمرية، أطباء وعلماء معادن وفلك وطاقات بديلة ومنشآت فضائية، بالإضافة إلى جيل جديد من شبكة علوم الإنسان الآلى لتحل محل الأجهزة التى تركها برنامج أبولو لدراسة سطح القمر وباطنه، لكن مع نهاية العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين وبينما تبدأ الرحلات لتعمير كوكب المريخ انطلاقا من القمر سوف يكون عدد أحياء القمر قد ازدادت واتسعت عمرانا، لدرجة أن مجلة دير شبيجل الألمانية قد نشرت موضوعا طريفا تصف فيه مباراة لكرة القدم تجرى أحداثها الغريبة على القمر عام 2029، فهل يستطيع الإنسان أن يعيش حقا على القمر؟ هل سيأتى اليوم الذى يستوطن الإنسان تلك الأرض البعيدة الغريبة؟ يعيش ويعمل، ويحب، ويتزوج، وينجب أطفالا، ويتبادل الزيارات مع الجيران؟ وهؤلاء الأطفال القمريون هل سيرفضون العودة لأجدادهم على الأرض باعتبار القمر هو الوطن ؟ لا شك أن أشياء كثيرة سوف تتغير، لكن هل المشاعر أيضا سوف يصيبها شىء؟
عندما بدأ الكلام منذ أكثر من عشر سنوات عن النانو تكنولوجى وهو العلم الذى يقوم على بناء جزيئات المادة بشكل خاص لإنتاج مواد جديدة، يومها قيل إن من بين هذه المشروعات عمل حبل أو جديلة من جزيئات الكربون تكون قوية لدرجة تسمح أن يسير عليها أسانسير يربط الأرض بالقمر ،إذا حدث ذلك فلن أمانع أبدا فى زواج ابنتى برجل قمرى، فإن أغضبها دخلت بدلتها الفضائية وجرجرت أطفالها الفضائيين ونزلت على أقرب أسانسير!!!
عموما وحتى إشعار آخر سيظل القمر فى أعيننا هو أرض الحب والأحلام والجمال، طيف بعيد سابح يحمل الخيال والرومانسية، مطبوع على وجهه المطل صورة طفل يحبو، وأحيانا صورة شاب حائر، ودائما صبية بعيون «وسيعة» مكحلة، وخصلات شعرها الفواح تتمايل وسط الضوء..
لكن ماذا لو انتقلنا واستوطنا القمر؟ ماذا لو وضعنا أقدامنا على أرض الحب؟ مفاجآت كثيرة فى الانتظار.. هذا ما يقوله علماء الفلك.
مفاجآت أرض الحب
فى رحلة خاطفة إلى أرض الحبة يصحبنا الدكتور إبراهيم سليم أستاذ الفلك بالمركز القومى للعلوم الفلكية والجيوفيزيقية، نهبط معه بهدوء على أرض لم تطؤها قدم بشر سوى خطوات معدودة محدودة للرواد الأمريكيين من مشروع أبولو الذى شغل العالم من 1969 وحتى 1972، وحتى تتمتع بالأمان على القمر يجب أن يكون كل شىء محسوبا وبدقة بالغة، فالقمرهو أول جرم فضائى يزوره الإنسان ويراه، وهو يبعد عن الأرض 240 ألف ميل، كانت تستغرق فى بداية السبعينيات ثلاثة أيام، وبالتقدم التكنولوجى الحديث يقال إن الزمن الذى سيقطعه مكوك الفضاء فى رحلته من الأرض إلى القمر 11 ساعة فقط، أى رحلة طائرة من القاهرة مثلا لإحدى المدن الأمريكية.
اختار لنا الدكتور سليم الوجه المضىء للقمر كى نبدأ الرحلة، والغريب أن هذا الوجه المضىء هو نفس الوجه الذى نراه دائما، لماذا؟ يقول: اليوم القمرى هو نفس المدة التى يستغرقها القمر حتى يدور دورة واحدة حول الأرض، وهى تساوى تقريبا المدة التى يستغرقها حتى يدور دورة واحدة حول نفسه وفى نفس الاتجاه، أى إن اليوم القمرى يساوى تقريباً الشهر القمرى ولذلك فللقمر وجه مظلم والآخر مضىء ونحن نرى دائما الوجه المضىء.
نزلنا على السطح المضىء للقمر وكانت الصدمة الأولى.. ظلام دامس، الشمس غير مضيئة، كأنها تظهر من وراء فلتر، ليست بلونها الذى نراه على الأرض، غامقة جدا، الشمس شكلها «مش حلو»، لا تكاد ترى المكان حولك بوضوح ونحن فى منتصف النهار، الواضح جدا هى منظومة النجوم الساطعة فى السماء؟!!
يقول الدكتور سليم: الذى يصنع النور والألوان الجميلة التى نراها هنا هو الغلاف الجوى المحيط بالأرض، القمر ليس لديه غلاف جوى ولذلك لن ترى الضوء بنفس الشكل الذى نراه على الأرض، وأشعة الشمس التى تسقط على الغلاف الجوى، تتكون من موجات إلكترومغناطيسية، تتأرجح من موجات الراديو الكيلومترية السلمية إلى موجات جاما المميتة، والضوء المرئى جزء يسير من ضوء الشمس، إذ يتراوح مداه من 400 إلى 700 نانومتر، ويقع ما بين الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء.
فتواجد الغلاف الجوى ونشره لضوء الشمس فى جميع الاتجاهات هو الذى يمكننا من رؤية الأشياء من حولنا، بحيث إن كل ذرة أو جزيئة من هذا الغلاف الجوى يكون مصدرا من مصادر الضوء، وهو ما نسميه بالنهار.
هل هناك شروق وغروب على القمر ؟ يقول الدكتور سليم : نعم، الشمس تشرق وتغرب على وجه القمر، والأرض تشرق وتغرب على وجه القمر، ولكن العبرة بمكانك على القمر، هناك أماكن الشمس موجودة عليها بلا غروب، وأماكن مظلمة بلا شروق، بالضبط مثلما يحدث على الأرض فى مناطق القطبين، حيث يكون ظلام كامل على أحد القطبين لمدة ستة أشهر كاملة، بينما يكون القطب الآخر غارقا فى الشمس.
و ينصحنا د. سليم ألا نخلع بدلة الفضاء على الإطلاق مادمنا نحن خارج المستعمرات المجهزة، ولا يسمح بظهور ولا حتى إصبع واحد وإلا تعرض الإنسان لمخاطر شديدة، الموت هناك قريب؟؟ فإذا كانوا يقولون إذا عطست الشمس أصيبت الأرض بالزكام، فالانفجارات التى تحدث على سطح الشمس ترفع درجة حرارة الأرض، هذه الدورات تؤثر من باب أولى على القمر الذى لايحميه غلاف جوى.
هناك أيضا الأشعة الكونية القادمة من النجوم والبعض يعتقد أن مصدرها هو نفس الإنفجار الأول الذى خلق الكون، هذه الأشعة تصل إلينا رغم الغلاف الجوى، تخترقه، وتخترق الكرة الأرضية، وتخرج من الجانب الآخر، وتخترق أجسادنا، وعلى القمر تأتى أيضا دون أى موانع تحد منها، سرطانات وحروق وأمراض قد لا نعرفها بعد تسببها تلك الإشعاعات الضارة.
القمر أيضا يشبه لوحة النيشان، لا بل الدائرة التى فى منتصفها، تلك التى يستهدفها اللاعبون، القمر أشبه بهذه الدائرة يتلقى على الدوام قذائف، شهبا ونيازك، ولذلك سطح القمر فى حالة سخونة، وهو عبارة عن فوهات، إما أنها نتيجة براكين قديمة، أو صدامات لأجرام فضائية سقطت على أرضه، الغلاف الجوى للأرض حماها من كل ذلك لكن على القمر لو جاءت ذرة رمل من الفضاء ستأتى بسرعة آلاف الكيلومترات فى الثانية، أسرع من طلقة الرصاص، وتخترق الأجسام كطلقة الرصاص.
لهذه الأسباب لا تحلم ولا تحاول خلع بدلة الفضاء خارج البيوت القمرية، الفرد سيفقد الوعى خلال 15 ثانية لعدم وجود أكسجين فى حالة الخروج من المعسكر بسبب حدوث تغيير مفاجىء شديد فى درجة الحرارة حيث سترتفع درجة الحرارة إلى 130 درجة، ونتيجة لعدم وجود ضغط فى الفضاء الخارجى سيؤدى ذلك لغليان الدم وسوائل الجسم وتمدد فى الأعضاء الداخلية والجلد نتيجة لغليان سوائل الجسم، إذن للحماية من كل هذه الأخطار لابد أن تتوافر فى بدلة الفضاء شروط مهمة، فالضغط بداخل البدلة لابد أن يكون مساويا للضغط الموجود فى الغلاف الجوى بالأرض، وذلك لأن بدلة الفضاء تصنع من مادة مطاطية متينة، وتكون شبه منتفخة بالهواء بحيث يكون الضغط بداخلها معادلا للضغط الجوى، ويستلزم وجود مصدر للأكسجين فى البدلة وجود إسطوانة أكسجين نقى فى ظهر البدلة، ومصدر للتخلص من ثانى أكسيد الكربون الناتج عن عملية التنفس وذلك بإستخدام مادة صلبة موجوده بالبدلة وهى عنصر هيدروكسيد الليثيوم لإمتصاص ثانى أكسيد الكربون، وإلا زاد بخار الماء فى الخوذة وعاق الرؤية.
وعن شكل القمر من فوق القمر فيقول الدكتور إبراهيم سليم : سطح القمرصخرى ووعر للغاية، ويحيط بالسهول غالباً جبال عالية جدًّا، ويبلغ ارتفاع أعلاها حوالى 10000 متر وذلك أعلى من ارتفاع جبل إفرست، والقمر أصغر من الأرض، إذ يبلغ قطره 3476 كيلو مترا (أكبر قليلاً من ربع قطر الأرض)، وهو أخف وزناً من الأرض بحوالى 81 مرة، ومع هذا فالقمر ذو قوة جذب قوية تؤثر فى بحار الأرض أثناء دورته حولها، وشدة الجاذبية هذه تسبب ظاهرة المد والجزر اليومية فى الأرض، وقد تجلّت حكمة الله الخالق فى بعده عن الأرض، فلو كان بعده (50) ألف ميل مثلاً، لبلغ المد والجزر مبلغاً هائلاً يغمر الدنيا كلها بالماء.
ويقول د. سليم: على القمر سوف يرون الأرض، والأرض أجمل من القمر، كوكب الزهرة يبدو من بعيد صغيرا جميلا لامعا فى السماء لأن لديه غلافا جويا بسيطا، كوكب الأرض يظهر من الفضاء أجمل بكثير جدا، ومن القمر تبدو قريبة كبيرة شديدة الجمال، الأرض أجمل كوكب فى السماء الكثير.
تصميم أرجنتينى
على القمر سوف تجد نفسك تتعامل مع منتجات من كافة دول العالم فالساحة تشهد استعداد أكثر من دولة لإرسال مهمات فضائية لدراسة القمر بشكل أكثر عمقاً من مهمات القرن الماضى، وذلك للبحث عن الماء والجليد والمعادن ودراسة سبل تطويره بهدف بناء مستوطنات بشرية على سطحه.
وفى هذا الصدد، وافقت وكالة «ناسا» الأمريكية على تصميم تقدم به مواطنً أرجنتينى لأول منزل يتم إقامته على سطح القمر، وسيتم نقل «المنزل القمري» إلى الفضاء بشكل يجعله قابلاً للفك والتركيب، بما يتيح لرواد الفضاء استخدام مكوناته فى العديد من الأغراض.
من ناحية أخرى يخطط علماء أكاديمية العلوم الأوكرانية فى كييف بالتعاون مع فريق عمل دولى لتنفيذ مهمة لاستكشاف القمر وتنمية محاصيل زراعية على سطحه ،وقام العلماء بزراعة نباتات الآذريون «القطيفة» على تربة نوع من صخور الأرض يماثل فى خصائصه صخوراً وجدت على سطح القمر، فلم تنم النباتات على هذه التربة لكن عندما أضاف العلماء أنواعاً مختلفة من البكتيريا إلى التربة نمت النباتات وأزهرت.
وأشار الدكتور بيرنارد فوينج رئيس فريق العمل الدولى وعضو وكالة الفضاء الأوروبية الذى يعمل مع فريق العلماء الأوكرانى إلى أن البكتيريا قادرة على العيش فى ظروف قاسية ومتطرفة جداً، لذا فقد كانت الاستفادة من قدراتها هذه فى جعل تربة القمر خصبة وصالحة للزراعة مسألة رائعة جدا.
ويعتقد فوينج أن هذه المهمة سيتم تزويد المنوطين بها بأدوات لسحق صخور القمر قبل إضافة البكتيريا والبذور إليها، وأن النباتات التى ستنمو على هذه التربة ستشكل الأساس لنظام بيئى مناسب للعيش على سطح القمر.
أول مقبرة خارج الأرض
الذين فاتهم حلم الصعود إلى القمر أحياء، ربما يكون الأمر بالنسبة إليهم أكثر سهولة بعد انقضاء الأجل، فقد نجحت شركة أمريكية فى إرسال رفات مائة من الموتى إلى مدار الأرض، وقالت إنها ستذر رماد الموتى على سطح القمر قريبا.
و يبدو أن الأمر تعدى مسألة نقل رفات البشر وبدا العلماء يطرحون أسئلة أكثر جدية، وهى أيضا الأكثر تشاؤما مثل : هل يحفظ القمر أسرار الأرض فى حال حدوث كارثة ؟ هل يكون القمر هو الأمل الأخير لحياة جديدة على الأرض ؟ لقد اختار العلماء فى وكالة الفضاء الأوروبية القمر كمخزن لحفظ البصمات الوراثية للتنوع الحيوى الموجود على الأرض وذلك لإعادة الحياة فى حال حدوث كارثة عالمية بدلا من البدء من جديد.
مباراة كرة القمر
فى عدد خاص بمناسبة الذكرى الأربعين لوصول الإنسان إلى القمر نشرت مجلة دير اشبيجل الألمانية عددا من الصفحات عن القمر والحديث عن استيطانه، ونشرت مقالا عن مباراة تخيلية على سطح القمر تجرى أحداثها عام 2029 بين الأحياء أو المستوطنات القمرية، بالتحديد شهر 2 بين الساعة الخامسة مساءً والساعة السابعة بعد المائة بالتوقيت الأرضى، أى إن المباراة سو ف تستغرق بالصلاة على النبى 102 ساعة، بحسبة بسيطة تقدر تقول إن زمن المباراة على القمر سوف يستمر لمدة تزيد على أربعة أيام أرضية، يعنى وحبة رياضية دسمة، أكلة بشبعة !!
من البداية ستشاهد الملعب من أكشاك مجهزة ضد النيازك والشهب والإشعاعات الكونية والعواصف الشمسية القاتلة، وسوف تحتل تلك الأكشاك موقعها حسب درجة التذكرة فوق مدرجات الاستاد الشاسع، طول خشبة العارضة وحدها 350 مترا، الأرض فى الفضاء ليست مشكلة على أى حال، ولكن المشجعين يجب أن يكونوا مزودين بنظارات مكبرة مثل تراك سباق الخيل مثلا، وطبعا سوف يلحق بكل درجة، أو ربما كل كشك الطباخ والسفرجى لإعداد وجبات ساخنة للمشجعين الذين سوف يتناوبون النوم والصحيان لمتابعة الماتش على مقاعد سهلة الحركة تتحول إلى سرير مريح عندما يغلبك سلطان النوم، ما عليك سوى ربط الأحزمة قبل الاسترخاء حتى لا تطير فى الهواء.
أما أعضاء الفريق فلا شك سوف يقتربون من الألف لاعب بمتوسط 200 لاعب كل يوم و200 احتياطى، والعرض رائع يجنن، اللاعبون القمريون يرتفعون ويقفزون قفزات هائلة وهم يركلون الكرة بقوة، الجاذبية الضعيفة للقمر تحملهم لأعلى مع كل شوطة، لاتدرى بالضبط أين ينزلون على الملعب الشاسع المساحة، ولا تدرى إلى أى مدى ارتفعت الكرة ولا متى وأين تنزل، ولكن عندما تعود من غيابات السماء فوقك سوف تنزل محدثة غبارا كثيفا وربما حفرة عميقة.
عموما القمريون لن يمارسوا الرياضة لمجرد الإثارة والتسلية، الرياضة فوق القمر ستكون فرض عين يتحتم على الجميع ممارستها وإلا انكمشت عضلاتهم وضعفت بسبب ضعف الجاذبية، وانهاروا إلى تراب القمر بعد شهور قليلة لا يقوون على الحركة والمشى !!
آخر مفاجآت الكرة الساحرة جدا على القمر أنك لن تسمع لا أنت ولا اللاعبون صفارة الحكم «الرف» فلا يوجد هواء ينقل الصوت، لاشك ستكون هناك وسيلة ما جديدة جدا تعلن نهاية المباراة والفريق الفائز، وكان الله فى عون اللعيبة الذين لم يصل إليهم أصوات المشجعين.
أنا شخصيا لن أذهب إلى القمر لا الآن ولا غدا !! وسأظل أحمل لذلك المخلوق الساحر المضىء البعيد حب الصبا والشباب، أما الذين سيعيشون على القمر من الموجات البشرية الأولى فأنا أدعو لهم أن يخفف الله عنهم ذلك الحنين الجارف كلما نظروا إلى السماء وشاهدوا الأرض جميلة جميلات الكواكب وهى تتهادى فى الفضاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.