احتفل العالم العربى يوم الأحد الماضى بمرور 100 عام على ميلاد زعيم المونولوج العربى وصاحب أشهر ضحكة سينمائية الفنان الكبير «إسماعيل يس»، والذى ولد فى السويس، وعاش طفولة بائسة، حيث لم يستطع استكمال تعليمه الابتدائى، وترك المدرسة عقب وفاة أمه ودخول أبيه السجن. عمل «يس» منادياً أمام محل بيع أقمشة، نمت موهبته، وتأثر بعبد الوهاب وأعد نفسه ليكون مطرباً، غنى فى الأفراح والمقاهى، ثم توجه إلى القاهرة، وانضم إلى فرقة بديعة مصابنى، والتفتت إليه السينما حيث قدمه فؤاد الجزايرلى عام 1939 فى فيلم خلف الحبايب، وانضم إلى فرقة على الكسار المسرحية، ولمع فى إلقاء المنولوجات. وعلى الرغم من أنه كان لا يتمتع بالوسامة والجمال، وهى الصفات المعتادة فى نجوم الشباك فى ذلك الوقت، إلا أنه استطاع أن يجذب إليه الجماهير عندما كان يسخر من شكله وكبر فمه فى معظم أعماله، فاستطاع أن يقفز للصفوف الأولى وأن يحجز مكانا بارزا مما سعى المنتجين للتعاقد معه على أفلام جديدة وأصبح البطل الوحيد الذى تقترن الأفلام باسمه حتى وصل للقمة. وفى عام 1954 ساهم فى صياغة تاريخ المسرح الكوميدى المصرى وكون فرقة تحمل اسمه بشراكة توأمه الفنى وشريك مشواره الفنى المؤلف الكبير أبو السعود الإبياري، وظلت هذه الفرقة تعمل على مدى 12 عاما حتى 1966 قدم خلالها ما يزيد على 50 مسرحية بشكل شبه يومى من تأليف أبو السعود الإبياري، ومن أشهر مسرحياته:»حبيبى كوكو، المفتش العام، اتفضل قهوة، زوج سعيد جداً، أنا عايزة مليونير». ونستطيع أن نقسم أفلام إسماعيل يس إلى قسمين: أولهما كان يؤدى فيها الدور الثانى أو الدور المساعد , وكان يضفى على الأفلام طابعا محببا من الحيوية والمرح، أما القسم الثانى فيقوم فيه بدور البطولة المطلقة وفيه حقق بعض النجاح مثل الآنسة ماما ودهب، أما الأفلام التى قام ببطولتها المطلقة فالكثير منها يكاد يخلو تماماً من الفكر والفن ويعتمد على شعبية إسماعيل ياسين، لكن هذا لا يعنى ان كل الأفلام التى قام ببطولتها بلا قيمة، على العكس منها ما يتميز بقيمة حقيقية تجعلها قادرة، حتى الآن، على مخاطبة الجمهور المتغير، الذى لا يزال يجد فيه ما يستحق المشاهدة مثل فيلم إنسان غلبان والآنسة حنفى . ومن الأشياء المحزنه أن إسماعيل يس فى أواخر أيامه سجل كل مسرحياته للتليفزيون المصرى حيث كان يسجل فى اليوم الواحد أكثر من ثلاث مسرحيات ولكنها فقدت بسبب إهمال العاملين فى التليفزيون حيث سجلوا على نفس الشرائط مباريات كرة القدم ولم يبق سوى مسرحية واحدة. وعمل فى التليفزيون ومن أفلامه التليفزيونية «وصية المرحوم»، لكن تحالفت عليه الأمراض والمتاعب فى لبنان واضطر أن يلعب أدواراً قصيرة، ثم عاد إلى مصر، ليعمل فى أدوار قصيرة أيضاً قبل أن توافيه المنية بأزمة قلبية. يعتبر اسماعيل يس حالة خاصة فى الكوميديا المصرية، فهو صاحب أكبر عدد من الأفلام التى تحمل اسمه، بعد الفنانة ليلى مراد، استطاع بشجاعة أن يسخر من نفسه وملامحه فى أفلامه، ورغم أن البعض يعتبره مهرجاً، إلا أن إعجاب الأجيال المتلاحقة بأدائه يعكس مدى أهميته، وأنه ظاهرة لن تتكرر. تزوج إسماعيل يس 3 مرات، ولم ينجب غير ولد واحد هو المخرج الراحل يس إسماعيل يس من زوجته الأخيرة السيدة فوزية. وفى رمضان 2009 قُدم عملا دراميا عن إسماعيل يس باسم «أبو ضحكة جنان» وهو وصف اختاره الكاتب أحمد أبو السعود الإبيارى اسما للمسلسل والذى ينطبق على صاحب السيرة نجم المنولوج الفنان إسماعيل يس.