الأحداث العنيفة الّتى شهدتها يوم السبت الماضى مدينة «سيدنى» أكبر مدن أستراليا وعاصمة ولاية نيو ساوث ويلز.. أرخت بسدولها الكئيبة على المجتمع الأسترالى متعدد الثقافات والحضارات. بدأ الحدث كما يروى محمد ذو الفقار - وهو مصرى مهاجر إلى أستراليا - بشكل سلمى وحضارى. فى رد فعل عفوى خرج المسلمون فى سيدنى ليعبروا بطريقة حضارية عن رفضهم الإساءة للرسول الكريم. بين المتظاهرين خرج نساء وأطفال وبدت أنّها مظاهرة سلمية. تحوّل الموقف فجأة إلى العنف بعد ظهورعدد من الشّباب قاموا بمهاجمة البوليس وإلقاء الزجاجات الفارغة عليهم.. ويقال أيضاً إنهم ألقوا بشماريخ. البوليس رد بعنف مستخدما الخيّالة والكلاب البوليسية لحماية القنصلة الأمريكية ومنعهم من الوصول اليها. أسفر العنف عن 25 مصاباً منهم ستة من البوليس. يعتقد البوليس أنّ شبكات التواصل الإجتماعى ورسائل الهواتف المحمولة لعبت دورها فى إثارة العواطف وفى تجميع مثيرى الشّغب. وقامت تحريات الشرطة فى سيدنى بتعقب الرسائل المتبادلة على الهواتف المحمولة وألقت القبض على سبعة ومازالت تبحث عن آخرين. عدد المتظاهرين لم يتجاوز 400 متظاهر حاولوا الوصول إلى القنصلية الأمريكية فى سيدنى وحين حاول أفراد البوليس منعهم اشتبكوا معهم. كان من ضمن المُتظاهرين طفل صغير فى مقتبل العمر وكان يحمل لافتة تطالب بضرورة ذبح من يسيئون إلى رسولنا. وفى تعليق لها على اللافتة وحاملها قالت جولى جيلارد رئيسة وزراء استراليا إنها غير راغبة فى رؤية أطفال يحملون لافتات تحرّض على قتل الآخرين. ورأت أنّ هكذا سلوك مخالف لروح استراليا وينبغى ألا نراه فى شوارعنا. وتساءلت اذا شبّ هذا الطّفل بهذه الأفكار فكيف سيتعايش مع مجتمع يرفضها؟!.. كما أن من إحدى قيم أستراليا التسامح تماماً كما هو الحال فى الدين الإسلامى القيادات الإسلامية والعربية فى سيدنى وملبورن ومدن أسترالية أخرى ومنها جمعية الصداقة المصريّة الأستراليّة ورئيسها سيّد دشلوطى.. أدانت أعمال العنف التى شابت مظاهرة سلميّة للتعبيرعن الرّأى وعن الغضب من فيلم مشبوه ومُدان. فى مدينة بيرث عاصمة ولاية غرب أستراليا قال الشيخ فيصل جافّور وهو أصلاً من جنوب افريقيا:«أستطيع أن أتفهّم مدى الغضب الّذى اجتاح العالم الإسلامى والأقليّات الإسلاميّة فى الغرب بسبب هذا الفيلم السيىء والمُشين لأصحابه.. إلا أن التعبير عن الغضب لا يكون بالعنف. وكالعادة لم يصْمت صيّادو المياه العكرة. حيث لم يكفهم إدانة مسلمى أستراليا لما حدث من بعض المسلمين يوم السّبت الماضى. بل أخذوا يصبّون الزّيت على نار الكراهية للمسلمين ويصفونهم بالإرهاب وقالت جريدة الويست استراليان أن الدّلائل بدأت تتجمّع على أنّ الاحتجاجات الّتى شهدتْها أوّلا كلّا من مصر وليبيا وقتل السّفير الأمريكى لدى ليبيا.. ثمّ بعد ذلك انتشرت هذه الإحتجاجات انتشار النّار فى الهشيم إلى أماكن أخرى من العالم ومنها مدينة سيدنى.. ليست سوى عمل مُدبّر من ترتيب القاعدة وأذرعها المختلفة لتحقيق أهدافهم الدّفينة فى استغلال الفيلم السّيىء للسّيطرة على بلاد ثورات الرّبيع العربى وهى مازالت فى مراحلها الأولى من الديمقراطية بعد أزمنة من الديكتاتوريّة والفساد. ورأى بعض المحللين هنا أنّ مبدأ حُريّة الأديان المعمول به فى أستراليا سيخرج عن مضمونه إذا كان بعْضُنا يرفض الآخر. وقد طالبت الجمعيات العربية والإسلامية فى أستراليا بالملاحقة القانونيّة لمجموعة الرّعاع الّذين قاموا بهذا الفيلم الدّنىء..الّذى أثار موجات من الغضب والكراهيّة فى أرجاء المعْمورة ومنها استراليا.