غياب الحوار وعدم توضيح الحقائق والتعتيم والضبابية المقصودة وغير المقصودة هو سبب هجوم شباب الألتراس على مقر اتحاد الكرة خوفاً من تمويت ملف بورسعيد وعدم القصاص للشهداء والتصعيد من جانب المسئولين ليس الحل فى مثل هذه الأزمات وإنما يعد تصعيدا أو إصرارا على تفاقم الأزمة.. هذا ما أكده علماء النفس والاجتماع خلال هذه السطور.. أرجعت الدكتورة سوسن فايد أستاذة علم النفس بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية ذلك إلى عدم وجود خطاب سياسى وإعلامى يهدىء من روع هؤلاء الشباب الذين توعدوا بالثأر فى قضية شهداء بورسعيد إذا لم تحسم هذه القضية من جانب المسئولين. فضلاً عن أن الألتراس فى مرحلة عمرية تتصف بالحماس والشجاعة التى تؤدى إلى التهور بجانب ارتفاع إثارة الغضب فى هذه السن! وأضافت من الضرورى وجود خطاب وحوار من المسئولين من بعض الجهات الأمنية والقضائية وأخيراً الرياضية مع هؤلاء الشباب لتوضيح كافة الحقائق لهم والتأكيد أنهم بصدد التحقيق فى هذه الأزمة كى تكون العدالة ناجزة بجانب أن العدالة تتطلب بعض الوقت، فضلا عن أن الموضوع غير مهمل وفى وقت قريب سيتم الإعلان عن القاتل الحقيقى عن مجزرة بورسعيد. موضحة أن التعتيم والبطء الشديد والإهمال فى توضيح الأمور يجعل نوعا من الإثارة، مشيراً إلى أن هذا ينطبق على أمور عديدة بالدولة لأن غياب الحوار وعدم توضيح المعلومات والضبابية تثير الغضب وتأتى بردود أفعال غير محمودة العواقب. انتقدت أستاذة علم النفس رد فعل الجهات الأمنية مع الألتراس بعد الهجوم على الجبلاية بأنه إصرار على الإهمال، مؤكدة أن التصعيد ليس هو الحل حيث رأت فايد أنه من الضرورى التعامل مع هذه الأزمة بما يتوازى مع التطور الذى تعيش فيه مصر. وأنهت فايد كلامها بأن البحث عن جذور الأزمة ومعرفة الأسباب يؤدى إلى إيجاد الحلول. وفسر الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى جامعة الأزهر حالة الاستياء لدى شباب الألتراس أن مجموعة من الشباب صغيرى السن فى طور المراهقة حدثت لهم هستيريا جماعية متخذين أسلوب الحشد للتأثير على الأفراد فيبدأ الفرد فى إثارة الشغب فيتحول هذا السلوك إلى المحيطين به وذلك لأن السلوك الجماعى يعطى الشجاعة على فعل هذا الشىء من تفان وإخلاص حيث تنعدم الرؤية والبصيرة فيظهر ذلك جليا من جرأة واندفاع. موضحاً أن الأسباب التى أدت إلى ذلك الصدام هى غياب الثقة لدى هؤلاء الشباب من المسئولين على إدارة البلاد خلال العصر السابق خوفا منهم بتمويت قضية شهداء بورسعيد وعدم القصاص لذويهم.