أثار ظهور المذيعات المحجبات على شاشة التليفيزون المصرى حالة من الجدل فى الوسط الإعلامى فهناك من اعتبرها خطوة أولى نحو «أخونة» الإعلام.. ومن يراها خطوة تأخرت كثيراً نحو إعادة الحقوق المسلوبة.. «أكتوبر» التقت مع المذيعات المحجبات الثلاث اللئى تحولن إلى بطلات فى المشهد الإعلامى الراهن لنقترب منهن ونتعرف أكثر على ميولهن السياسية والمعاناة التى تكبدوها فى العهد البائد. سارة الشناوى حاصلة على ليسانس الآداب قسم اللغة العبرية جامعة عين شمس عام 2008 ورغم بُعد دراستها عن العمل الإعلامى إلا إنها تقول عن ذلك: منذ صغرى وأنا احب الميديا عموما سواء كان الإعلام أو السينما والذى لابطنى أكثر بمبنى ماسبيرو هو تدريبى بقسم الترجمة بقطاع الأخبار وفى قناة «نايل تى فى» والإذاعة العبرية وبعد تخرجى ظللت اتدرب إلى جانب عملى فى عدد من المحطات ووكالات الأنباء وظللت عاما ونصف العام أتدرب إلى جانب عملى الآخر حيث عملت كمراسلة فى «اون تى فى» ونجحت فى اختبار بإدارة الترجمة بالقطاع صوت وصورة ومذيعة نشرة جوية فى شهر مارس الماضى وكانت الخطوة الجميلة التى أقدم عليها الاستاذ إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار بن سمح لنا بالظهور كمحجبات وليس كمذيعات بالقطاع حيث ظهرنا فى تغطية الانتخابات وعدد من التقارير المتنوعة مع الزميلات لمياء موافى وسوزان مصطفى. وأضافت سارة: لم أشعر مطلقاً بأن الحجاب سيعيقينى عن عملى الإعلامى داخل التليفيزون فمثلاً ال «بى بى سى» لم يكن لديها مشكلة فى ظهور مذيعة محجبة وكنت أتمنى أن أعمل فى ال «بى بى سى» لكن لم أكن قلقة من موضوع الحجاب ورغم نجاحنا منذ مارس الماضى وكنا نستعد للظهور كمذيعات لكن لم يكن هناك الشخص القادر على اتخاذ هذا القرار سواء وزير الإعلام أو رئيس إتحاد الإذاعة والتليفيزون وقد تكون أسباب وأقدار أن يأتى الوزير الحالى صلاح عبد المقصود ليتخذ هذا القرار فبتأكيد الوزير وجد أن هناك مذيعات ناجحات فى الاختبارات التى اجريت وبالتالى ليس من المنطقى استبعادهن لمجرد الحجاب وفى ذات الوقت أنا سعيدة لأننا أخذنا فرصتنا وحقنا بالظهور كمحجبات من منطلق انك لو تصلح للعمل لابد وان تأخذ فرصتك وليس لأننا متدينين أو محسوبين كذلك نصبح أفضل من أحد فالمعيار ليس الحجاب أنكا الكفاءة فأنا لم اظهر على الشاشة كمذيعة لانى افضل من زميلة أخرى لمجرد ارتدائى الحجاب كما أن الحجاب ايضا ليس رمزا للتدين لاننى سواء كنت مسيحية ولا يجوز استثناؤهم تماما وشعرت أن هذه الخطوة تدل على الاستقالية وتعبر عن أطياف المجتمع ولا يوجد تمييز وليس مقصود بها شىء معين وليس مفروضاً علينا شكل معين كل الموضوع الالتزام بالزى الاخبارى فمثلا ال «بى بى سى» يظهر عليها مذيعات محجبات منذ فترة طويلة رغم أنها مملوكة لمؤسسة بريطانية قد يكون السبب وراء التخوف والضجة هو عدم وجود مذيعة محجبة خصوصا فى قطاع الأخبار الذى كان فى منأى عن ذلك. وعن معاناتها بسبب ارتداءها الحجاب قالت عندما علمت بماسبيرو وكانت هناك مذيعات محجبات ظللنا لفترة ممنوعات من الظهور على الشاشة حتى صدر قرار أيام الدكتور أسامة الشريف رئيس الاتحاد وقتها وبعد الثورة بظهور المحجبات فأنما لم أعان مثلهن لكن لو كنت فى نفس وضعهن كنت سأتحرك مثلهن لاسترجاع حقى والحمد لله جاءت الخطوة الأهم بقرار الوزير وشعرت وقتها بالسعادة البالغة فإذا كنت أصلح كمذيعة منذ شهر مارس الماضى ونجحت فى الاختبارات ويتم اعاقتى ومنعا بسبب الحجاب فالآن استعدت حقى وأخذت فرصتى بصرف النظر عن ارتدائى الحجاب من عدمه لأنه لم يكن هناك شىء يمنعنى من الظهور على الشاشة مادمت استحق ذلك بصرف النظر عن الكلام الذى يتردد من منظور سياسى من عينة أخونة الإعلام وخلاف فهو ليس قراراً غريباً لأن الحجاب موجود بالمجتمع فنحن كمذيعات نعيش فى فرح لأننا أخيراً أخذنا حقنا وفرصتنا التى نستحقها وحدث توازن بحيث هناك المذيعة المحجبة وغير المحجبة والمجتمع هكذا وهذا القرار يعد بداية لاكتمال الثورة لان الثورة وصلت ماسبيرو لكنها ليست الخطوة النهائية بل مجرد البداية فماسبيرو يحتاج مثلا فى مجال الخدمة الإخبارية أن يأتى البوم ونحن فى الطريق إله أن نقدم للمجتمع كل الأخبار للشعب ولا نستخدم من الحكومة أو نصبح بوقاً دعائياً لأن هذه الكلمة اختفت بعد الثورة وأصبح هناك خوف من حدوث ذلك لكن هناك أخطاء لكنها ليست بنفس الأخطاء السابقة كما نتمنى أن يتم القضاء على البيروقراطية لأن ماسبيرو يمتلك إمكانيات تقنية وفنية وبشرية ضخمة والقنوات العربية مثل الجزيرة والعربية والبى بى سى قامت على أكتاف كوادر ماسبيرو فلو أخذنا الفرصة كاملة قادرون على احداث التغيير المنشود فيوجد أبطال تموت من أجل أن تأتى بالخبر كل يوم فى إدارة المراسلين والمندوبين وات منى ان يزداد الوعى لدى المشاهد فليس كل مايقدم فى القنوات الإخبارية هو الحقيقة ولا ينساق وراء الأخبار التى تبثها بعض القنوات التى لها توجهات معينة ويقوم بسب تليفزيون بلدة خصوصا وأن الصورة الذهنية للإعلام الرسمى بدأت فى التغير بعد الثورة وليس مثلما كانت فى عهد النظام السابقووصفت قرار التظام السابق بمنع الظهور المذيعات المحجبات بأنه ضيق أفق قإذا كنت سأحكم على الشخص امامى حسب مظهره أو أن مظهره جيد فيصبح شرط أحسن اعلامى هو مظهره فقط وإذا كنت اخشى من الحجاب إلى هذا الدرجة التى وصلت إلى حد المنع فلا يمكن أن أقول أن هذا تليفزيون مصرى وشعب مصرى وليس معنى ارتدائى الحجاب أن استثنى من الحصول على حقوقى فالنظام السابق لم يكن يحكم بالعدل وبالمعايير المتعارف عليها للإعلامى فهناك اصوات رائعة فى الإذاعة وتكاد تكون أهرامات ولم نتعامل مع شكلهم نهائيا كذلك الأمر يجب أن يكون بالنسبة للشاشة إذا كنا نستطيع أن نصل إلى شكل الملائم والجمسل إذن ما ماعنى تغطية الشعر من عدمه فالتدين سواء للمسلم أو المسيحى ليس له علاقة بالمظهر لان المظهر ليس هو التدين نهائياً.