فكرة معرض رمضانيات للكتاب الذى أقيم فى منطقة فيصل للعام الثانى على التوالى، لم تكن فكرة مبتكرة تماماً، ولكنها كانت استعادة لفكرة كانت موجودة من قبل وطبقت خاصة فى شهر رمضان، حدث ذلك فى الفترة من عام 1940 وحتى عام 1950، حيث كان ينظم معرض للكتاب من تنظيم الغرفة التجارية فى منطقة الحسين، ثم توقف فترة من الزمن، وعاد فى عام 1970 ولكن بجانب الأزهر، ثم انتقل إلى حديقة الخالدين بالدراسة، وتم إلغاؤه مرة أخرى فى عام 1980، إلى أن قامت الهيئة المصرية العامة للكتاب بإحياء فكرته مرة أخرى، فى العام الماضى ولكن فى منطقة فيصل فى ساحة شعبية كانت أقرب إلى الخرابة وكررته هذا العام. وشارك فيه العديد من الناشرين الذى تضاعف عددهم هذا العام عن الماضى إلى 130 ناشراً ومنهم أربع دول عربية، إلى جانب زيادة مساحة المعرض إلى 3000 متر مربع بدلا من 1500 متر فى العام الماضى، واحتواء المعرض على مختلف الكتب ذات ثقافات متنوعة فى الأدب والآثار والعلوم. رغم أن المعرض لأول مرة ينظم نشاطا ثقافيا ترفيهيا للأطفال. إلا أنه ينتظر الناشرون المشتركون فى معرض رمضانيات الثانى للكتاب هذا العام خسائر فادحة لفشل المعرض. وفى البداية يقول سلطان حسين وهبة مدير دار وهبة للنشر والتوزيع إن الإقبال فى هذا العام ضعيف لعدم وعى الجمهور بالكتاب وأهميته فى بناء المجتمع وشارك فى هذا المعرض لإحياء فكرة معرض رمضانيات للكتاب الذى كان يقام بالحسين حيث كان يتميز معرض الحسين بالتقاء الطبقات المختلفة إلى جانب الاهتمام فى هذه الفترة بقراءة الكتاب لذلك حقق استفادة كبيرة للجمهور ونجاح هائل للناشرين، مضيفاً أن التكنولوجيا الحديثة علمتنا الكسل وسوف تقضى على حاسة القراءة إذا ظهرت الكتب فى اسطوانات. وأوضحت د.هلا حسن المدير التنفيذى لدار الأمل للنشر والتوزيع فى بداية حديثها: «اتخدعنا» واشتركنا فى المعرض هذا العام بناء على التجهيزات التى رأيناها فى المعرض الدورة الأولى والنجاح الذى حققه المعرض فى العام الماضى، إلا أننا فوجئنا هذا العام بضعف التجهيزات خاصة فيما يخص وحدات الإضاءة وغيرها، والأكثر من ذلك العناية بالمخيمات الواجهة التى زارها الوزير وتجاهل المخيمات الأخرى بالمعرض، على الرغم من انه زادت تكاليف اشتراك الناشرين فى المعرض هذا العام على الماضى وفرض علينا من الهيئة بدفعها كاملة مسبقا قبل انتهاء المعرض وليس كما حدث فى العام الماضى بدفع الناشرين جزءا فى بداية المعرض والآخر عند انتهاء المعرض. وتشير هلا إلى أن الفترة الصباحية للمعرض «ساونا» فى ظل عدم توفر وصلات كهربائية بالمعرض الى جانب عدم إقبال الجمهور إطلاقا فى هذه الفترة من المعرض وبالرغم من ذلك ستستمر فى أداء رسالتها نحو نشر الوعى الثقافى لدى الجمهور. وتضيف هلا أنها تتمنى أن تكون الدعاية أفضل من ذلك حتى يحقق المعرض نجاحا وإقبالا من الجمهور حتى ولو فى إذاعة الراديو «أين تذهب هذا المساء». وأكد محمد علام مدير مكتبة الآداب أن المعرض ينقصه بالفعل مزيد من الدعاية الإعلامية لتعريف الجمهور به إلى جانب التجهيزات الخاصة بالتهوية فقام بغلق المكتبة فى الفترة الصباحية للمعرض لعدم وجود منافذ للتهوية وعدم تواجد الجمهور فى هذه الفترة. أما أحمد حسن مدير تسويق الشرق الأوسط للبرمجيات فقال إن هذه التجهيزات من حيث التهوية لا يتحملها أحد، معبراً عن غضبه الشديد بأنه سيرفع قضية على الهيئة المصرية العامة للكتاب بسبب الوضع السيئ الذى لم يتوقعه أحد فى هذا المعرض، فحاول تركيب مراوح أحضرها من منزله إلا أنه لم تتوافر والصلات الكهربائية حتى يقوم بدفع مبالغ مالية نظير تركيب هذه الوصلات الكهربائية. وأشار أشرف عاشور مفتش التوزيع بمؤسسة دار الهلال إلى أن سبب نجاح المعرض العام الماضى تأجيل معرض القاهرة الدولى جعل نسبة إقبال الجماهير مرتفعة، وعندما أقيم معرض القاهرة الدولى هذا العام تعرف الجمهور على كل ما هو جديد من إصدارات حديثة وبالتالى لم يحقق النجاح الذى حققه العام الماضى ويرجع ذلك ايضا للأوضاع التى تمر بها مصر. وقال د.عبد الناصر حسن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية إنه يعد هذا المعرض ظاهرة ثقافية مهمة لما يحتويه من ثراء وتنوع فى الكتب المنشورة من المؤسسات الثقافية المختلفة، حيث تم إصدار سلسلة من الكتب الحديثة ذات القيمة العلمية والتاريخية ولكن بالطبع الظروف التى نعيشها فى هذه اللحظات التاريخية مازالت مضطربة على المستوى السياسى والاجتماعى والاقتصادى وبالتالى لها تأثير كبيرعلى نجاح المعرض سواء فى إقبال الجمهور أو نسبه المبيعات. ومن جهة أخرى قال حسن إنه من اللافت للنظر أن هناك الكثير يتردد على المعرض ولكن مردود حصيلة المبيعات عكس ذلك، فنحن فى أمس الحاجة إلى زيادة الوعى الثقافى وتدعيم الإحساس بقيمة الكتاب العلمى والثقافة بشكل عام لكى نعيد بناء مصر الجديدة وخصوصا بعد ثورة 25 يناير. ويؤكد إسلام عبد المعطى مدير روافد للنشر والتوزيع أن معرض رمضانيات للكتاب فكرة عظيمة تساعد على نشر ينبوع الثقافة فى ثقوب مصر، على الرغم من هذا المعرض لا يعتبر رواجا ثقافيا، بل يحدث حالة من الرواج الثقافى فى المجتمع من خلال الندوات والأنشطة الثقافية. ويتمنى أن ترسخ فكرة إقامة معارض للكتاب فى مناطق أخرى مثل المطرية وعين شمس وغيرهما من المناطق، وأن تكون معارض دائمة وليست مؤقتة حتى يعتاد الجمهور على أماكنها ويكاد ينتظرها من العام للآخر ويتوقف ذلك على رؤية الحكومة القادمة وتوجهاتها نحو الثقافة وإيمانها بأن الشعب بلا ثقافة هو شعب بلا حضارة. وأكد رضا عوض مدير دار رؤية للنشر والتوزيع أن الهدف الأساسى من إقامة المعرض خلق جو ثقافى يستفيد منه جميع سكان المنطقة ولكن فى الآونة الأخيرة بمصر أصبح أى مسئول يعمل من أجل السياسة وليس لصالح الشعب بمعنى لا يهمه القارئ بنسبه 100% بقدر مصلحته الشخصية فى الوصول لحقبة أو منصب وزارى، وبالتالى لم يحقق المعرض الأهداف الحقيقة من إنشائه، وإنما لو كان أقيم معرض فى سور الأزبكية لكان أفضل من ذلك. وأشار عوض إلى أنه يجب أن يقدم د.أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب للمحاكمة لمحاسبته على إهدار المال العام وخاصة عندما تباع بعض كتب الهيئة بأقل من تكلفتها الحقيقة فهذه خسارة لمصر وللناشرين وذلك لأنه يسعى لمنصب وزير الثقافة وليس لزيادة ونشر الوعى لدى القارئ المصرى. وأخيرا من اللافت للنظر عدم اشتراك العديد من المؤسسات الصحفية الكبرى منها الجمهورية والأهرام وروزا ليوسف وذلك لتوقعاتها بفشل المعرض والخسارة التى ينتظرها الناشرون المشتركون، بالإضافة إلى الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى تمر بها مصر.