استمرار لمعاناة النيجيريين لم تختلف بدايات العام الجارى التى جاءت محملة بالدماء مع وقوع سلسلة اعتداءات وجهتها جماعة «بوكو حرام» وأودت بحياة العشرات عما يعانى منه النيجيريون الآن حيث اضطر آلاف المواطنين من مدينة «داماتورو» عاصمة ولاية «يوبى» شمال شرق نيجيريا للفرار خوفا من هجمات محتملة تشنها جماعة بوكو حرام المعارضة لسياسة الحكومة النيجيرية، إضافة لمقتل العشرات فى هجمات منفصلة تورطت فيها الجماعة خلال الأيام الماضية. وفى إحصاء جديد لهيومن رايتس ووتش أفادت المنظمة أن الهجمات التى شنتها بوكو حرام أسفرت عن مقتل أكثر من 1400 شخص منذ 2010 فى شمال ووسط نيجيريا، فى حين هاجم «أبو بكر شيكو» الذى يعتقد أنه زعيم الجماعة فى شريط فيديو الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» بعد قرار واشنطن إدراجه على لائحتها السوداء لمكافحة الإرهاب مع اثنين آخرين من قادة هذه الحركة، كما حصل المسئولون النيجيريون على وعد من وزيرة الخارجية الأمريكية «هيلارى كلينتون» خلال زيارتها إلى أبوجا بالتعاون معها من أجل إبعاد خطر الجماعة من خلال إمداد السلطات الأمنية النيجيرية بالمعلومات الاستخباراتية اللازمة لهذا الغرض. يذكر أن جماعة «بوكو حرام» والتى تعنى « التعليم الغربى محرم» ظهرت فى عام 2004 وهى ترفض التعليم الغربى وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية فى كل الولايات النيجيرية، وقد استمرت فى نشر أفكارها بصورة سلمية حتى يوليو 2009 وعلى إثر مقتل زعيمها «محمد يوسف» على يد الشرطة دون محاكمة تحولت «بوكوحرام» إلى استخدام العنف حيث أصدرت بيانا أعلنت فيه أنها تسير على خطى طالبان الأفغانية. وتوعدت بتنفيذ المزيد من الهجمات فى شمال وجنوب نيجيريا ومنذ ذلك الحين وبوكو حرام مستمرة فى تنفيذ عملياتها التى تستهدف كنائس وأقسام شرطة ومنشآت عامة. وكانت الجماعة قد كثفت من هجماتها فى الآونة الأخيرة ضد المسيحيين الذين يعيشون فى شمال نيجيريا حيث أسفرت الهجمات الأخيرة عن مقتل العشرات.