فى الوقت الذى تجاوز فيه عدد شهداء الثورة السورية 18 ألف شهيد فضلاً عن المعتقلين والجرحى تشهد ساحة المعارضة خلافات حادة ظهرت واضحة خلال مؤتمر توحيد المعارضة السورية الذى عقد فى القاهرة يومى الثانى والثالث من الشهر الحالى، فرغم وجود مستشارين سياسيين للجيش السورى الحر فى المؤتمر فإنه اعلن مقاطعته للمؤتمر ووصفه بالخيانه وبأنه مؤامرة على الشعب السورى، وأتهم المؤتمر بأنه لم يتبن مطالب الثورة السورية فضلاً عن تجاهله لقضايا شائكه كقضية فرض المناطق الآمنه المحمية من المجتمع الدولى والممرات الانسانية وتسليح ودعم الجيش السورى الحر فى الداخل، كما اتهم ممثلو الجيش الحر المؤتمر بأنه محاولة لتقسيم الجيش السورى الحر إلى عدة فصائل والعمل على بث الفتن فى صفوف القيادات ووصفت الحكومة الانتقالية السورية المؤتمر بانه سرقة لتضحيات الشعب السورى الثائر لاستعادة كرامته وحريته وان الهدف من المؤتمر هو فرض الوصاية على الشعب السورى والتلاعب بمصالحه، فى حين اعلن نشطاء سوريون تشكيل حكومة انقاذ سورية جديدة باسم «حكومة سوريا الحرة» تضم شخصيات وطنية مشهوداً لها بالنزاهة على ان تكون بمثابة حكومة انقاذ وطنى مؤقته هدفها اسقاط نظام الاسد واعادة السلطة للشعب السورى وانشاء مشروع الحلف الدولى لإنقاذ الشعب السورى. اما الكتلة الوطنية وهى العضو المؤسس فى المجلس الوطنى السورى فقد حثت على عدم التوقيع على وثيقة العهد ودعت المعارضة للانسحاب من المؤتمر مشيرة إلى أن ما تم الاتفاق عليه لا يرقى إلى مستوى الثورة وان الوثيقة تتجاهل المجلس الوطنى والجيش الحر وهما المؤسستان اللتان أنتجتهما الثورة، كما رفضت الكتلة الدعوة لتشكيل لجنة للمتابعة واعتبرت ذلك التفافاً على المجلس ودوره كمرجعية للثورة، اشترطت الكتلة ان تنص الوثيقة على عبارة «اسقاط النظام» ودعم الجيش السورى الحر بالأسلحة. خبر غير صحيح كما اشيع اثناء عقد المؤتمر أن الهيئة العامة للثورة السورية انسحبت من المؤتمر فى حين استمرت ممثلة الهيئة سهير الأتاسى وشاركت فى لجنة الصياغة وبررت الهيئة انسحابها لوجود تجاوزات سياسية تتلاعب بمصير الشعب السورى ومقدراته وهو الخبر الذى نفته الهيئة فيما بعد. واستكمالاً لسلسلة الخلافات أبدى الاخوان المسلمين عدة ملاحظات على رأسها أن وثيقة العهد ركزت على بنود كثيرة لم يكن لها مبرر كحقوق الأقليات مما دعا المجلس الوطنى الكردى للانسحاب احجاجاً على عدم ذكر الاكراد فى وثيقة العهد. ورغم هذا الخلاف فإن المعارضة اجتمعت على رفض اى خطة سلام جديدة يقدمها عنان مبعوث الاممالمتحدة إلى سوريات بعد أن اثبتت وثيقة عنان أنها تصب فى صالح انقاذ نظام الاسد اما عن المعارضة داخل سوريا فقد رفضت اى حوار مع نظام الاسد قائله أن ما جرى فى سوريا لن يكون بعده أى حوار. خيبة أمل للمشاركين ورغم الخلافات والانسحابات فإن المؤتمر انتهى إلى توقيع «وثيقة العهد الوطنى ووضع خارطة طريق للمرحلة الانتقالية وركزت الوثيقة على أمرين اولهما اسقاط نظام الأسد وثانيهما اعلان دعم الجيش السورى الحر ودعم الثورة وتأمين سوريا واستعادة الشرعية لسلطة الشعب وبناء دولة سورية مدنية وديمقراطية. ورغم توقيع المعارضة على ورقة عمل فإنها تفتك بها الانقسامات والخلافات من الداخل وشكل ذلك خيبة أمل للدول المشاركة بالمؤتمر التى حثت قوة المعارضة على التوصل لرؤية موحدة لمرحلة ما بعد سقوط نظام الاسد كما أن الانشقاقات تزيد من قوة موقف الاسد ممالايزيد من صعوبة الأمر كما أن تلك الخلافات تكشف ان المعارضة بعيدة عن طموحات الشعب السورى. وشارك فى اعمال مؤتمر القاهرة وزراء خارجية مصر والكويت والعراق وقطر وتركيا و250 شخصية سورية ممثلين عن المعارضة السورية وقيادات المجلس الوطنى السورى وهيئة التنسيق السورية؟ ومجلس القبائل العربية والمجلس الوطنى الكردى.