وزير الدفاع يتحدث عن دور مصر في مساندة القضية الفلسطينية.. ماذا قال؟    استجابة لطلبات الجالية المصرية.. وزارة الهجرة تقترح تسيير رحلات جوية مباشرة بين القاهرة وسول    آخر موعد للتقديم في مسابقة التربية والتعليم 2024.. الرابط والتفاصيل    القائم بأعمال رئيس جامعة بنها الأهلية يتفقد سير الامتحانات بالكليات    وزير المالية: الدولة تحشد كل قدراتها لدفع النشاط الاقتصادي إلى الأمام    محافظ القليوبية يضبط 4 سيارات نقل تلقي مخلفات بناء في أرض زراعية    مواعيد وأماكن قطع المياه في عدة مناطق غرب الإسكندرية اليوم    النائب عمرو هندي: العالم كله أثنى على دور مصر لحل القضية الفلسطينية    بمشاركة زعماء وقادة.. ملايين الإيرانيين يلقون نظرة الوداع على رئيسي (فيديو)    مستشار أبو مازن: يجب استكمال مسار الاعتراف بدولة فلسطين حتى النهاية    الفصائل الفلسطينية تستهدف 3 دبابات «ميركافا» إسرائيلية في مخيم جباليا    خسائر ب8 ملايين دولار.. أهالي جنين يتفقدون آثار العدوان الإسرائيلي على المدينة    سلمي أيمن وملك إسماعيل تتأهلان لنهائي بطولة نهائي كأس العالم للخماسي الحديث    23 لاعبا في قائمة الأهلي لمواجهة الترجي في نهائي دوري الأبطال    هل تلغى كأس الكونفدرالية؟.. كاف يفجر مفاجأة عن بطولات الموسم القادم وموعد السوبر الإفريقي    «مش عيب والله يا كابتن».. شوبير يوجه رسالة لحسام حسن بشأن محمد صلاح    تريزيجيه: أنشيلوتي طلب التعاقد معي.. وهذه كواليس رسالة "أبوتريكة" قبل اعتزاله    وصول جثمان شقيق هاني أبوريدة إلى جامع السلطان حسين بمصر الجديدة "صور"    ضبط شخصين بمطار القاهرة حاولا تهريب عملات محلية وأجنبية للخارج    «السياحة»: تشكيل لجان لتذليل أي عقبات أمام الحجاج المصريين    ننشر الصور الأولية من مسرح حادث مقتل مدرس داخل سنتر تعليمي بالمطرية    حادث ميكروباص معدية أبو غالب.. قوات الإنقاذ النهري تبحث عن جثة الضحية الأخيرة    عاجل.. رفض طعن منة شلبي وتأييد حكم حبسها    «أزهرية مطروح»: انطلاق أعمال تصحيح الشهادتين الابتدائية والإعدادية    حيثيات الحكم بتغريم شيرين عبد الوهاب في قضية سب المنتج محمد الشاعر    فيلم السرب يواصل تصدر شباك التذاكر في مصر رغم طرح فيلمين جديدين بدور العرض    لحظة رفع كسوة الكعبة استعدادا لموسم الحج 2024.. «لبيك اللهم لبيك» (فيديو)    أدوار دنيا سمير غانم المتنوعة خلال مسيرتها الفنية: أخرها روكي الغلابة    هل يجب على الحج بمجرد استطاعتي أم يجوز لي تأجيله؟.. الأزهر للفتوى يجيب    مستشار الرئيس: مشروع تصنيع مشتقت البلازما استراتيجي.. والسيسي يدعمه    «حياة كريمة» تطلق قوافل طبية مجانية في الشرقية والمنيا    «صحة المنيا»: تقديم الخدمات العلاجية ل7 آلاف مواطن خلال شهر    أسعار السمك في أسيوط اليوم الخميس    تخرج الدفعة العاشرة من طلاب برنامج التصميم الجرافيكي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة    الداخلية تُحرّر 170 مخالفة للمحال المخالفة لترشيد استهلاك الكهرباء    تداول 15 الف طن بضائع عامة بموانئ البحر الأحمر ووصول 740 سيارة لميناء بورتوفيق    تعرض طالبة الإغماء خلال إمتحانات الإعدادية بالفيوم    "العدل الدولية" تصدر غدا حكمها بشأن تدابير الطوارئ في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل    عضو مجلس الزمالك: نعمل على حل أزمة بوطيب قبل انتقالات الصيف    في الجول يكشف تفاصيل إصابة عبد المنعم وهاني بتدريبات الأهلي قبل مواجهة الترجي    إصابة طفلين فلسطينيين برصاص الاحتلال شرق مدينة قلقيلية    مسلسل البيت بيتي 2.. هل تشير نهاية الحلقات لتحضير جزء ثالث؟    إعلام عبري: العدل الدولية تستعد لإصدار أمر بوقف الحرب في غزة    رجل متزوج يحب سيدة آخري متزوجة.. وأمين الفتوى ينصح    اتفاق بين مصر وألمانيا لتمويل البرنامج الوطني للمخلفات الصلبة ب80 مليون يورو    موعد ورابط الاستعلام عن نتيجة الصف السادس الابتدائي بالقاهرة والجيزة    وزير الري يلتقي مدير عام اليونسكو على هامش فعاليات المنتدى العالمي العاشر للمياه    جامعة النيل تستضيف ورشة عمل حول "الظاهرة الثقافية لجمع المقتنيات"    الرعاية الصحية تعلن نجاح اعتماد مستشفيي طابا وسانت كاترين يجنوب سيناء طبقا للمعايير القومية المعترف بها دوليا    رئيس جامعة المنيا يفتتح مهرجان حصاد «نوعية» في نسخته الأولى    رئيس جهاز مدينة 15مايو يتفقد المشروعات الجارية.. ويجتمع بمسئولي الجهاز    أول تعليق من دانا حمدان على حادث شقيقتها مي سليم.. ماذا قالت؟    توريد 211 ألف طن قمح لشون وصوامع البحيرة حتى الآن    ل برج الجوزاء والميزان والدلو.. مفارقة كوكبية تؤثر على حظ الأبراج الهوائية في هذا التوقيت    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-5-2024    فضل الأعمال التي تعادل ثواب الحج والعمرة في الإسلام    أحمد العوضي ب «لوك جديد» في احدث ظهور له..ويوجه رسالة (صورة)    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تهريب عبد الناصر لصديقه عبد المنعم عبد الرءوف بعد محاولة اغتياله «1-2»
نشر في أكتوبر يوم 01 - 07 - 2012

نتناول فى مقالنا هذا الأسبوع الرواية الأسطورية عن تهريب عبد الناصر لصديقه عبد المنعم عبد الرءوف بعد محنة الإخوان المسلمين، وعن لقاء الرجلين فى الهند، وهى الرواية التى روج لها الأستاذ فتحى رضوان فى مقال شهير سنورد بعض فقراته، ونبدأ بأن نذكر للقارئ أن خاتمة مذكرات عبد المنعم عبد الرءوف قد خصصت لحديث صحفى أجرته أسرة تحرير دار الصحافة والنشر الإسلامية مع السيدة زوجة شقيق
عبد المنعم عبد الرءوف عن صحة الواقعة الخاصة بقيام عبد الناصر بتهريب عبدالمنعم عبد الرءوف.
وقد ألقت إدارة التحرير السؤال بطريقة محايدة ولكن هذه السيدة نفت بكثير من المنطق المرتب هذه الواقعة تماما، وكأنما أرادت الدار أن تثبت هذه الواقعة التى وردت فى مقال فتحى رضوان الشهير فى مجلة الهلال، بينما أهملها عبد المنعم عبد الرءوف تماما فى مذكراته التى سجلها قبل وفاته.
وربما يبدو من الأفضل أن نبدأ بأن ننقل للقارئ نص ما ورد بقلم «التحرير» فى دار الطباعة والنشر الإسلامية وهذا هو النص بحذافيره:
«.... قامت دار الطباعة والصحافة والنشر الإسلامية بإيفاد الأستاذ جابر رزق الكاتب والصحفى والأستاذ أحمد عيد موجه اللغة العربية بالمعاش إلى الأستاذ محمد شديد المقيم حاليا ببلدة بهناى منوفية، وأطلعاه على ما جاء على لسان الأستاذ إسماعيل النقيب، فذكر لهما أن المرحوم الفريق عبد المنعم عبد الرءوف لم يدخل بيته إطلاقا، وبالتالى يكون كل ما ذكر بخصوص المسدس ليس صحيحا على الإطلاق، أما فيما يختص بواقعة لقائه مع المرحوم الرئيس عبد الناصر بالهند، فقد قاما بسؤال السيدة حرمه فذكرت انه لم يعين سفيرا للأردن بالهند، كما أنه لم يكن سفيرا لها أبدا، وذكرت كذلك أنه لم يعين فى أى لحظة فى اى وظيفة بالأردن لا فى الحرس الوطنى ولا فى غيره، لانه رفض ما طلب إليه وهو أن يقوم بحملة ضد عبد الناصر بالإذاعة والتليفزيون الأردنى، والقارئ لهذه المذكرات يتأكد تماما مما كتبه سيادته عن فترة وجوده بالأردن ويتأكد كذلك من صدق ما ذكرناه وأنه لم يسافرإلى سويسرا أيضا».
ثم يورد النص المنسوب إلى إدارة التحرير فى دار الطباعة والصحافة والنشر الإسلامى بعض التفاصيل عن قصة هروب عبد المنعم عبد الرءوف مشيرا إلى أن الأستاذ جابر رزق قد قام بإجراء حديث (صحفى!!) مع السيدة حرم المرحوم اللواء عبد القادر عبد الرءوف على النحو التالى:
* اذكرى لى متى التقى بك المرحوم الفريق عبد المنعم عبد الرءوف أثناء هروبه؟»
**هذا الكلام من سنين طويلة وليس من المعقول أن أتذكر اليوم أو الشهر إنما السنة ممكن. وأظن ذلك كان عام 1954 فقد اتصل بى بعد اتفاق سابق مع أخيه ولم أكن أعرفه من قبل فاتصل بى تليفونيا، وكان الاتفاق أن يقول له أنا من غير ذكر اسمه، فأخبرته أننى سأنزل وأقابله وذهبنا إلى المكان الذى تقابلنا فيه مع أخيه، حيث كان أخوه يمتلك قطعة أرض على ترعة المنصورية والذهاب إليها يكون قبيل التموين، وعاد والتقينا فى منطقة كلية طب الأسنان وتوجهنا إلى منزل بشارع التلول، ووجدناأن هناك صندلة فوق الباب ليست مطروقة فمكث فيها إلى الصباح، وكان هذا المنزل مملوكا لنسايب المرحوم اللواء عبد القادر، وفى اليوم التالى ذهبنا بسيارة المرحوم اللواء عبد القادر إلى منزل ابنته بالدقى وكان لابسا جلبابا بلديا وفوقه بالطو ورأسه عار، ومكثنا بعض الوقت وعند خروج المرحوم الفريق عبد المنعم من منزل ابنة أخيه، هوجم المنزل بحثا عنه بقيادة الملازم حسن أبو باشا وزير الداخلية فيما بعد، وكان وقتها يقيم فى منزل خاله زوجة المجاور ابنة شقيقته (!!) وذهبت به إلى منزل قريب لى فى مصر الجديدة وهو رجل كبير فى السن، وكان يقيم فى عمارة بآخر دور ولا يصعد إلى الشقة إلا الساكن فقط، وكنا موفقين فى ذلك، وذكرت لقريبى أنه ضابط فى الجيش ومن المنشقين وضد الثورة وأنه لا يريد الظهور، ومن حسن الحظ كان قريبى هذا رجلا مثقفا ومتفتحا لكنه بعيد عن السياسة والإخوان المسلمين، لذلك أخذ كلامى ثقة على أنه ضابط منشق وليس له صلة بالإخوان المسلمين لأن الحكومة كانت قد بدأت تتصرف ضد الإخوان.
«وكان صاحب الشقة يريد الخروج وكنا نتحايل عليه للبقاء ونتفنن فى تسليته فكان يقول: يا ابنى عايزين نخرج نشم هوا، لأنه رجل كبير ومسن، ويريد الخروج دائما، وكانت الجرائد قد بدأت تكتب وتنشر صور المطلوب القبض عليهم، فبدأ قريبى يشك فى الإنسان الموجود عنده، فذكرت له أن هذا عبد القادر عبد الرءوف وله أخ اسمه عبد المنعم عبد الرءوف هو الذى يبحثون عنه، أما عبد القادر فهو مختف هنا خوفا من القبض عليه، وإن عبد المنعم الحكومة تتعقبه وستقبض عليه».
«ثم اتصلت بعبد القادر وأبلغته بأن قريبى بدأ يشك وأعصابه الآن متعبة، فسألنى: وما العمل؟ فقلت: إننى سأكلم أختى التى تسكن فى روض الفرج، ولما سيطر الشك على زوج أختى نزل إلى الشارع ليأتى بالجريدة فإذا مكتوب فيها بالخط العريض «الهجوم اليوم بالدبابات والاسلحة النارية والمدرعات على شبرا وروض الفرج لوجود الإرهابى عبد المنعم عبد الرءوف فى المنطقة».
«وبمجرد أن قرأ هذا الخبر وقع على الأرض أمام ترام رقم 30 لأن منزلهم فى روض الفرج بعد الدوران بقليل، فنزل أخوه وأحضره إلى البيت».
???????????????????????????
وتروى هذه السيدة تفصيلات اخرى عن المحاولات التى شاركت فيها من أجل تهريب عبد المنعم عبد الرءوف:
«وبدأنا نفكر فى نقله إلى مكان آخر، وكانت لى أخت أخرى تسكن فى مصر الجديدة فى أول شارع بطرس غالى فى أول دور، وكان زوجها الأستاذ وجدى عنايت. رحمه الله. صديقا لرجل الثورة، وهو منتج سينمائى ومنزله غاص بالزائرين طوال اليوم منهم ضابط جيش، وأكثرهم من رجال الثورة ولا يفكر أحد فى أن يكون عبد المنعم عبد الرءوف موجودا فى هذا البيت، وذهبنا به إلى المنزل فى تاكسى، فرحب به زوج أختى المرحوم الأستاذ وجدى عنايت، ودخلا غرفة الأولاد وكان المنزل غاصا بالزائرين لا يفكر أحد منهم أن القادم عبد المنعم عبد الرءوف».
«وطبعا الناس الذين يعملون فى السينما يعرفون كثيرا من الأوساط منها الصالح ومنها المنحرف، فكان زوج أختى يعرف رجلا يعمل فى التهريب اسمه الشريف، هو الآخر توفى أيضا».
«قال له: أنا عندى واحد من المنشقين على الحكم من غير أن يذكر له الاسم يريد السفر إلى الخارج، وكان أيامها عائلة لملوم ضد الثورة، وعائلة سراج الدين ضد الثورة، وعائلة بدراوى وبقايا من العائلة المالكة ضد الثورة ،مجاميع من الأسر تريد الخروج من البلد وترعب فى تهريب أموالهاكذلك، فقال له: عندى شخص ولم يذكر الاسم وأريد أن نسفره للخارج على احد المراكب التى تذهب إلى لبنان أو سوريا أو تركيا أو أى بلد آخر».
«فقال له: لا مانع عندى ولكن المبلغ الذى سيطلبه القبطان ستدفعه».
«فقال له: ليس لدى مانع ولم يسأل المهرب عن اسم الشخص ولم يذكر زوج أختى من يكون؟».
«وما حدث بعد ذلك أن الرجل لما ذهب إليه المرحوم عبد المنعم عبد الرءوف فى المنصورة من مصر الجديدة اكتشف شخصيته، فبدأ يطلب المزيد من المال، لأن المهربين يتعاملون مع المادة ولا يهمهم غيرها، وطلب المبلغ الذى يرضيه نظير الإقامة عنده فى المنصورة وليس من أجل تهريبه للخارج.
«ولما وجدنا الموضوع تأخر وأنه لم يسفره للخارج، كلفنى أخوه بأن أذهب إلى المنصورة وأحضره ثانية إلى القاهرة، على أن يعطيه خريطة الصحراء ويوصله ،وكان أخوه يعمل فى سلاح الحدود وكان يعرف صحارى مصر كلها ومعالمها، وكان لفترة طويلة محافظا لسيوة، وفى يوم من الأيام قال: نطلعه مع قافلة جمال ويمشى ويتوكل على الله، وفعلا ذهبت وأحضرته من المنصورة وذهبت به إلى أول مكان أخفيته فيه وهو عند قريبى فى مصر الجديدة، وكان لا يعرفه وعنده شك فقط فى أنه عبد المنعم، وعندما ذهبنا إليه ومكثنا عنده مدة ثم بدأ يعاملنا بلؤم ويهاجمنا ويقول: هذا ليس عبد القادر بل عبد المنعم ،ويحضر الجرائد ويقول هذه صورته فأقول له كلا هذا عبد القادر وأما عبد المنعم فلا نعرف طريقه وهما شديدا الشبه لأنهما أخوان، فرفض أن يصدق وقال: إذا كان كلامك صحيحا فلنذهب إلى السينما أو المسرح او نقعد فى محل ولو أحد سأله يخرج كارنيه ويثبت أنه عبد القادر».
«ثم فكرنا فى الرجوع للمنصورة لأن الهروب عن طريق الصحراء صعب وغير مأمون فى هذه الفترة ،فاتصلنا بزوج أختى المنتج السينمائى لنضعه أمام الأمر الواقع وقلنا له: إن الرجل الذى اتفقت معه لم ينفذ وعده وأخذ يتسلى علينا فبقى عنده عدة أيام ،فأحضر زوج أختى الرجل من المنصورة وقال له: قل لنا بصراحة ماذا تريد من النقود؟ فطلب الرجل(350)جنيها وطبعا قال إن هذا المبلغ سيعطيه لقبطان المركب وليس له».
«وفى ذلك الوقت حين يريد أخوه أن يرانى كان يذهب إلى الإسكندرية ويعمل تمويلها ويغير الاتجاهات ليبلغنى رسالة أوصلها له حتى لا يعرف أحد بأن لى علاقة بأخيه فيمشى ورائى والأسرة كلها كانت مراقبة وتهاجم فى أى وقت بالليل وبالنهار».
«وفكرنا فى العودة إلى المنصورة حين ذكر الرجل ما يريده، فعلا عدنا إلى المنصورة من مصر الجديدة بتاكسى، وأخذ الرجل يقول اليوم نوة وتمضى الأيام لينتفع بالمصاريف التى كان يتقاضاها نظير الإقامة بمنزله، إلى أن هداه الله وقرر تسفيرها فأعطيناه المبلغ المطلوب وأكثر، أخذت الفلوس من المرحوم اللواء عبد القادر فأخذ منها الرجل ما أراد والباقى تسلمه المرحوم عبد المنعم وسافر من المنصورة إلى دمياط ،وركب الباخرة وكانت من البواخر التى تحمل الملح وأشياء بدائية وتوكل على الله ووصل إلى لبنان بسلامة الله».
«وكان زوج أختى له أسر (معرفة) هناك فاستقبلوه وبقى عندهم فترة حتى التقى بإخوانه هناك».
?????????????????
وبعد أن أوردت دار النشر تفصيلات هذه الرواية المطولة على لسان السيدة زوجة أخو عبد المنعم عبد الرءوف، حرصت «الدار» على معنى آخر بدا ذا أهمية لها وهو أن تؤكد بالرؤية على لسان نفس السيدة أن الرئيس عبد الناصر لم يكن له فضل (أو دور) فى تهريب عبد المنعم عبد الرءوف، ويدورالحوار حول هذه الجزئية بطريقة موجهة تكاد تريبنا فى المقصود منها:
*حضرتك تعتبرى شاهدة فى هذا الموضوع فهناك كلام، يقال: إن عبد الناصر يسر له الهروب من مصر!!
**أنا مستعد أحلف على المصحف إن هذا الكلام كذب مليون فى المائة لأن هذا كان نوعا من أنواع الدعاية، فقد كان يريد أن يشعر باقى أعضاء مجلس الثورة وزملائه بأنه رجل كبير القلب وأنه يسر له السفر وأخراجه من مصر بالرغم من أن عبد المنعم كان يريد اغتياله، فهذا كلام غير معقول ولن يصدقه إنسان عاقل، فقد كان يمكنه بجرة قلم أن يلغى حكم الإعدام الذى صدر ضده.
*طبعا هذا الكلام مقصود به تشويه صورة عبد المنعم؟
**هو ليس تشويها فقد كان يرغب فى مجد شخصى، عبد الناصر عايز يشعر الجماعة التى حوله بأن قلبه كبير وصاحب فضل، بدليل أن الرجل الذى أساء إليه يسر له الهروب من مصر.
*الناس ظنوا هذا لمشاهدتهم حضور عبد الناصر زفاف بناته؟
**لما المرحوم عبد القادر زار السادات فى منزله لأنه كان يتولى البنات فى صورة توصيل نقود إليهن من المؤتمر الإسلامى، وكان أيامها رئيس مجلس الأمة فمن ضمن الحديث قال له، تعرف يا عبد القادر بدون تكليف مع أن الناس قديما كانت تحترم الرتب فقد كان المرحوم عبد القادر برتبة الأميرلاى وكان السادات برتبة البكباشى. فقال له: تعرف يا عبد القادر (كده أخويا). فقال له: خيرا وكان المرحوم رئيس محكمة عسكرية طويل البال (ورجل محنك) وعلى علم، مثقف ومحارب وله أمجاد وكان متزنا جدا وليس متهورا وقوى الإسلام، فقال خيرا، فقال له السادات: لو كنت شفت عبد المنعم كنت رصصته بالطبنجة بتاعتى، تتصور إن عبد الناصر هو الذى هرب عبد المنعم من السجن وأسكنه فى بيته مع اولاده لغاية ما أحضر له طائرة هليكوبتر وطلعه على الحدود وبعدها استراح كده وهرب.
«فطبعا عبد القادر ضحك لأنه أمام أسطورة دخلت التاريخ من ضمن أكاذيب الثورة التى كانت لا تنتهى، وقد كان المرحوم عبد القادر هو صاحب المشكلة ويعرف الموضوع من أوله لآخره، وقد كان هذا الكلام من تأليفهم وهو متأكد من ذلك طبعا».
?????
وبعد هذه الرواية التى ترويها السيدة زوجة أخو عبد المنعم عبد الرءوف لأستاذ جابر رزق تمضى دار الصحافة والطباعة والنشر الإسلامية فى تضييق خناق الاسئلة عمن اختلق رواية تهريب عبد المنعم عبد الرءوف هل هو الرئيس السابق اللاحق:
*أنت حكيت أن هذا الكلام قيل وأن السادات قاله لعبد القادر فهل اخو تلقه السادات؟
**لا! السادات لم يختلقه إنما جمال عبد الناصر هو الذى اختلقه شخصيا وأن عبد الناصر قال للسادات: أنا خليته فى بيتى وطلعته خارج مصر.. وأنور السادات بيقول نقلا عن لسان جمال عبد الناصر.. وأنه قال للسادات: أنا خليته فى بيتى وطلعته خارج مصر.. وانور السادات بيقول نقلا عن لسان جمال عبد الناصر.. وأنه قال كنت رصصته بالطبنجة بتاعتى بالرغم من كل الذى عمله له فى حياتى أيام ما كنت طريدا، وقال: انا كنت أدخل بيت عبد المنعم لو كان فيه آخر رغيف فى بيته كنت أنا الذى آكله بالرغم من كل هذا كنت ضربته بالطبنجة بتاعتى.. وبالرغم من كل ما حدث منه فقد أخذه جمال عبد الناصرإلى منزله وأخفاه حتى هربه إلى خارج مصر.
*هناك احتمال أن أنور السادات قال هذا الكلام تمجيدا لعبد الناصر؟
**لا يافندم عبد الناصر قال هذا الكلام لزملائه ليكتسب مجدا ويظهر بينهم بأنه رجل كبير القلب ليحصل على شعبية فى محيطه.
??????
وينتهى حوار دار الصحافة الإسلامية بسؤال غريب عن طبيعة صلة السيدة المحاورة ب «أخو» عبد المنعم عبد الرءوف ،مع أننا طوال الحوار نفهم أنها كانت زوجة للواء عبد القادر أخيه، فإذا بالسؤال والجواب يعيدنا إلى فترة التعارف قبل الزواج!!..
*هل حدثت صلة بالأستاذ عبد القادر قبل الاشتراك فى عملية التهريب؟
**نعم فقد كنت اذهب إلى مكتبه (هكذا بالهاء وربما المقصود مكتبة بالتاء المربوطة لأنه لا يعقل بالطبع أن يكون لضابط عسكرى مصرى مكتب فى السفارة الأمريكية) للاطلاع والترجمة، وكان هو يذهب لعمل دراسات عسكرية ويستعير كتبا، فتعرفنا وذكر أنه شقيق عبد المنعم عبد الرءوف، وعبد المنعم فى ذلك الوقت كان بالنسبة لى أسطورة فكنت على استعداد للقيام بأى خدمات من اجل أخيه، فقمت قبل هروبه من السجن بنسخ القضية على الآلة الكاتبة، وكانت سرية طبعا لأنه راجل عسكرى، وليس من المصلحة معرفة أسماء الضباط فأعطانى المرحوم عبد القادر القضية، وقمت بنسخها له كنوع من انواع الخدمات التى كان يجب أن أقوم بها.
وانتهت المقابلة على ذلك».
?????
على أنه لا يجوز لنا أن نترك هذا الجزء من دون الإشارة إلى أن عبد المنعم عبد الرءوف فى مذكراته لم يوف هذه السيدة (أى زوجة شقيقه) بعض حقها فى الحديث عن دورها فى تهريبه، كما أنه يظهر من هذه الفقرة الأخيرة كيف بدأت علاقة هذه السيدة العظيمة بعبد القادر ثم عبد المنعم عبد الرءوف وإن كان إعجابها قد تعلق بأسطورة «عبد المنعم» على نحو يذكرنا بما ترويه جيهان السادات عن تعلقها بأسطورة أنور السادات، وهو ما ينم عن طبيعة الفخر بالوطنية المتأججة عند بنات هذا الجيل حتى ممن كن يعلمن بالوظيفة مع جهات أجنبية.
للأسف الشديد فإننا نقول إن صاحب هذه المذكرات أو كاتبها للحديث عن دور هذه السيدة ليس بالأمر الغريب، فهو لم يذكر لنا دور زوجته الثانية بالوضوح الكافى فى مذكراته فقد كان حديثه عن زوجته الأولى التى تزوجها رحمة الله عليها عام 1938 ثم جاء ذكرها عن الحديث عن تشييع جنازتها عسكريا.. وبعد صفحات طويلة وجدنا عبد المنعم عبد الرءوف يتحدث عن حصول أنجاله على جثة أمهم بينما هو فى المنفى!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.