هذا فيلم مصرى مختلف يتعامل مع الفانتازيا التى نادراًَ ماتقترب منها الأفلام العربية، كما أنه يمتلك طموحاً بأن يقدم أفكاراً ذهبية وخيالاً غير مألوف رغم أنه قد يستدعى أفكاراً لأفلام أجنبية، أتحدث عن فيلم «حلم عزيز» الذى لن تمنعنى الإشادة السابقة بجرأة التجربة من ذكر مشاكله الفنية الكثيرة التى تتركز فى السيناريو وبنائه، كما تمتد مع الأسف إلى أداء معظم الممثلين الذى تميز بالمبالغة والاستظراف، ولكنك فى النهاية أمام تجربة جديدة تحاول أن تقول شيئاً وسط موسم سينمائى يتأرجح بين الفشل والاستمرار، وتحاصره متاعب السياسة والاقتصاد. «عزيز» رجل أعمال يعشق الحياة وملذّاتها، يلعب دوره «أحمد عز» جاء من بيئة شعبية، وحقق ثروته بطرق غير شريفة مع منافسيه، له حياة عائلية مستقراً مع زوجة جميلة وطفل صغير، يعامل عمال مصنعه بصلافه، ويريد أن يطردهم ويعوضهم بالمعاش المبكر، تنقلب حياته رأساً على عقب عندما يطارده حلم يظهر فيه والده الراحل «شريف منير» وهو يحاول أن يقوده إلى صعود سلم مكون من ثلاثين درجة، يفسّر له أحد المشايخ الحلم بأنه سيموت بعد شهر، يتأكد لديه الخوف عندما يكتشف أن صديقه «عمرو مهدى» قد مات فجأة بعد أن طارده نفس الحلم، يتوالى ظهور الأب الذى يبدو فى صورة شاب بعد أن أصبح فى الجنة حيث «لحق نفسه» وأصلح علاقاته وأخطاءه مع الآخرين قبل أن يموت، يحاول «عزيز» أن يفعل نفس الشىء، يبحث عن منافس له قام بتدميره «صلاح عبد الله»، ومنافس آخر أفسد له صفقاته «محمد الصاوى»، تساعده سكرتيرته ماجدة «مى كساب» فى إصلاح حياته السابقة، يكتشف فى نهاية الشهر أن الكثيرين يدعون له بعد أن كانوا يتمنون موته، يظهر الشيخ من جديد مفسّراً ومؤكداً أنه ربما كان من المقصود بدرجات السلم الثلاثين هو أن يعيش ثلاثين عاماً أخرى، بعد عام يطارده حلم جديد، نكتشف فيه أن والده كان يزعجه فى الحلم من باب المقلب وتعليم الدرس لكى يكون «مع الله ويعمل الطيب»، وأن الأم «منة شلبى» تشارك الأب الشجار والمقالب بعيداً عن عالم الأرض الكئيب! لم ينجح السيناريو فى الاقناع بأن تتغير حياة شخص مثل عزيز فجأة لمجرد حلم متكرر، شخصية مثله تعتمد على المغامرة والمجازفة ولاتخاف بسهولة، كما دخل الفيلم فى استطرادات لا لزوم لها خاصة فى حكاية رجل الأعمال السابق «صلاح عبد الله» الذى يرتكب الشر وبعد أن عوضه «عزيز» بالمال عما ألحقه به، ورغم الجهد الواضح فى مشاهد الجرافيك إلاّ أنها بدت أقل جمالاً واتقانا مما نراه فى الأفلام الأجنبية، كما قُدمت مشاهد شديدة السذاجة للجحيم وللشخصيات التاريخية التى ستدخل مثل القذافى وستالين وجولدا مائير وموشى ديان وهتلر، ربما نلمس أصداء لحكاية الجنة والنار هذه من فيلم روبن ويليامز «What dreams May Come»، ولكن المزعج فعلاً هذا الأداء الصاخب من «عز» ومعظم الممثلين الذين تباروا فى الصباح وكأنهم على المسرح وإن أعجبنى بشكل خاص «محمد عادل إمام» والوجه الجديد «ميرفت»فى دور زوجة عزيز، وتميزت كذلك موسيقى محمود أصلان وملابس «مها بركة».