واجهت قمة حلف شمال الأطلسى «الناتو» التى عقدت الأسبوع الماضى بشيكاغو بالولاياتالمتحدةالأمريكية العديد من التحديات فيما يتعلق بالأهداف التى تم تحديدها مسبقاً ومنها تحديد موعد نهائى للانسحاب من أفغانستان ونشر الدرع الصاروخية فى أوروبا وأزمة الحلف مع روسيا. وحول تحديد موعد ثابت للانسحاب من أفغانستان، التزم الرئيس الفرنسى «فرنسوا أولاند» بقراره بسحب القوات الفرنسية المكونة من 3400 ألف جندى فرنسى بنهاية العام الجارى دون التقيد بالموعد المحدد مسبقاً فى 2014، كما طالبت بعض الدول الأوروبية بتعجيل الانسحاب نظراً للضغوط الداخلية عليها، ونتيجة لذلك تم تحديد منتصف العام المقبل 2013 كبداية للانسحاب، حيث أعلن أمين عام الناتو «فوج راسموسين» أن الانسحاب سيتم بشكل تدريجى لتجنب الفوضى وللتأكد من قدرة القوات الأفغانية على تسلم المهام القتالية لينحصر دور القوات المتبقية حتى عام 2014 على تقديم المساعدات الفنية. وفى هذا السياق، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إلى وجود اختلاف فى وجهات النظر بين تصريحات الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» الذى أكد أن الانسحاب الأمريكى سيتنهى بشكل كامل فى 2014 وسيتضمن مساعدات تقنية ومادية للحكومة والجيش الأفغانى وفقاً لاتفاقية الشراكة بين الولاياتالمتحدةوأفغانستان والتى عقدت فى بداية الشهر الجارى، وتصريحات قائد القوات الأمريكية فى أفغانستان الجنرال «جون ألن» التى قال فيها إن القوات الأمريكية ستستمر فى المشاركة فى العمليات العسكرية حتى بعد تحولها للدعم المادى والتقنى. ومن جهه أخرى، واجهت الدول الأعضاء تشدد الرئيس الباكستانى «آصف على زردارى» فيما يتعلق بإغلاق الممر البرى الذى يربط بين أفغانستان وباكستان لحين الحصول على اعتذار رسمى أمريكى عن مقتل جنود باكستانيين على الحدود نتيجة للغارات الأمريكية بدون طيار، ورفع رسوم المرور من 250 دولاراً إلى 5000 دولار، وحتى الآن لم يتم التوصل إلى حل وسط بين الدول الأعضاء وباكستان خاصة أن الرئيس أوباما يرفض أن يقدم اعتذاراً رسميا. وفيما يتعلق ببدء المرحلة الأولى من نشر الدرع الصاروخية، نشرت وكالة الأنباء الروسية نوفيستى انتقادات «فالنتينا ماتفينكو» رئيسة مجلس الشيوخ بالبرلمان الروسى حول نشر الدرع الصاروخية حيث أكدت أن موسكو ستحتفظ بحق الرد اذا لم تحصل على الضمانات القانونية الملزمة التى تؤكد على أن الدرع الصاروخية لن يستهدفها.ومن جانبه، أكد «نيكولاى ماكاروف» رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن روسيا لا تستبعد ضربة استباقية ضد نظام دفاع الناتو الصاروخى فى أوروبا كحل أخير. وكانت الولاياتالمتحدة والناتو قد اتفقوا على تطوير النظام الصاروخى فى قمة لشبونة بأسبانيا عام 2010، إلا أن المحادثات بين روسيا والحلف تعثرت بسبب رفض «الناتو» طلب موسكو بوجود سيطرة مشتركة على الدرع وتوقيع الضمانات القانونية التى تؤكد أن الدرع لن يستهدفها ولن يهدد مجالها الحيوى، ومن المقرر الانتهاء من نشر الدرع الصاروخى بالكامل فى أوروبا بحلول عام 2020.