فى الأسبوع قبل الماضى نامت إسرائيل على انتخابات برلمانية كان من المقرر أن تجرى فى الرابع من سبتمبر القادم واستيقظت على حكومة وحدة وطنية تضم ائتلافا سياسيا هو الأوسع فى تاريخها (94 عضو كنيست) فضلا عن أنها أول حكومة فى تاريخ إسرائيل تضم ثلاثة من رؤساء الأركان السابقين منهم اثنان توليا أيضاً منصب وزير الدفاع، وبذلك تبخرت فكرة الانتخابات المبكرة فى سبتمبر القادم على أن تجرى فى موعدها المعتاد فى أكتوبر 2013. لقد تفادى بنيامين نتنياهو الانتخابات المبكرة بذكاء شديد عندما ضم لحكومته شاؤول موفاز الذى سبق أن وصف نتنياهو ب «الكاذب» ليشكل بذلك أكبر حكومة صقور عسكرية تشهدها إسرائيل. فالحكومة تضم ثلاثة من رؤساء الأركان السابقين: إيهود باراك وشاؤول موفاز وموشيه «بوجى» يعلون. والاثنان الأول والثانى توليا أيضاً منصب وزير الدفاع. موقع «ديبكا» الإسرائيلى على الإنترنت وهو موقع قريب الصلة بالمخابرات الإسرائيلية ذكر أن تركيبة هذه الحكومة هى رسالة موجهة للرئيس الأمريكى باراك أوباما وفحواها أن فى إسرائيل الآن قيادة أمنية مبلورة ومستعدة لمهاجمة إيران فى الوقت الذى تراه مناسبا وبالطريقة التى تريحها. ويكشف الموقع أن مصادر فى إدارة أوباما ترى فيما أعلنه كل من نتنياهو وموفاز فى مؤتمرهما الصحفى بخصوص المفاوضات مع الفلسطينيين كسبب من الأسباب الأربعة الرئيسية التى أدت لإقامة حكومة الوحدة، كدليل على أن نتنياهو وافق على تكليف موفاز بالملف الفلسطينى على أمل أن ينجح فى إدارته بعدما فشلت فيه زعيمة حزب كاديما السابقة تسيبى ليفنى. ويذكر أن هذه الحكومة هى سابع حكومة وحدة وطنية فى تاريخ إسرائيل والثانية من حيث الحجم. وكانت الحكومة الأولى والتى أطلق عليها اسم حكومة التكتل الوطنى قد تشكلت فى فترة الانتظار التى سبقت نشوب حرب يونيو 1967 بأيام قلائل. فى تلك الفترة دخلت المعارضة الإسرائيلية ممثلة فى حزب كتلة حيروت الليبرالية «جاحال» بزعامة مناحيم بيجين فى الحكومة مع حزب قائمة عمال إسرائيل «رافى» بزعامة بن جوريون. وبعد 14 عاما من أول حكومة وحدة وطنية دخل إلى الحياة السياسية الإسرائيلية مصطلح «المناوبة» فقد فشل شمعون بيريس زعيم المعراخ آنذاك فى محاولته لتشكيل حكومة، وهو ما دعاه إلى اللجوء إلى زعيم الليكود آنذاك إسحاق شامير، وتشكيل حكومة مناوبة لأول مرة، حكومة النُص - نُص. وهى الحكومة التى رأسها بيريس لمدة عامين وحتى عام 1986، ثم ترك مقعد رئيس الحكومة لشامير. وفى انتخابات 1988 جاءت النتائج متقاربة للغاية 40 مقعدا لليكود مقابل 39 للمعراخ. وقام شامير بتشكيل الحكومة ولكن المناورات السياسية التى قادها حاييم رامون من المعراخ وأرييه درعى من حزب شاس وقفت فى طريقها. وعندما حاول بيريس تشكيل الحكومة قرر كل من حزب شاس وأجودات يسرائيل التراجع فى اللحظة الأخيرة وتأييد شامير وليس بيريس. واجتمع الكنيست للتصديق على الحكومة لكن سرعان ما اتضح أن اثنين من حزب أجودات يسرائيل تغيبا عن عمد. وفى انتخابات 2001 جاء الدور على أريئيل شارون الذى شارك كوزير فى حكومات شامير، ليشكل حكومة وحدة وطنية فى أعقاب الانتخابات المباشرة لرئاسة الحكومة وهى الانتخابات التى أسفرت عن فوزه وفى حوزته 19 مقعدا فقط فى الكنيست. وكان حزب العمل بزعامة شمعون بيريس مع 26 مقعدا هو أكبر الأحزاب فى الكنيست وهو المنقذ لشارون. وفى أواخر حكومته التالية أيضاً سارع حزب العمل بمساعدته وتمكينه من تنفيذ خطة الفصل والانسحاب أحادى الجانب من قطاع غزة. والآن وبعد انضمام زعيم حزب كاديماه وزعيم المعارضة شاؤول موفاز إلى حكومة نتنياهو، سوف تصبح زعيمة العمل يحيموفيتش هى زعيمة المعارضة فى إسرائيل.