لعلمه المسبق أن فئات كثيرة من الشعب المصرى تعشق جمال عبدالناصر فقد استعان حمدين صباحى المرشح لرئاسة الجمهورية بمفردات ومشاريع وأفكار الرئيس الراحل على أمل الفوز بكرسى الرئاسة حتى أنه أعلن صراحة وبلا مواربة أنه سينفذ سياسات عبدالناصر إلا قليلا. ولأن حمدين يعلم أيضا أن الشعب المصرى يعيش على ذكرى القومية العربية والشعارات الجميلة، فقد أعلن أنه أول قرار سيتخذه هو النظر فى علاقة مصر بإسرائيل، ومراجعة بنود اتفاقية السلام والوقوف على حقيقة اتفاقية الكويز المعروفة باتفاقية التجارة الحرة والتى تساهم فيها منتجات إسرائيل بنسبة 11% لضمان التصدير والتسويق. أما أطرف التصريحات التى أدلى بها حمدين صباحى أثناء الترويج لحملته الانتخابية فى النوبة هو أنه لن يدخل القصر الجمهورى فى حالة فوزه بالرئاسة إلا وفى يديه أمهات شهداء ومصابى الثورة مع التعهد بإنشاء صندوق خاص لدعمهم. ولأنه يعلم أن محاكمة رموز النظام السابق مطلب حقيقى لغالبية المصريين، فقد تعهد صراحة أنه سيقضى على الفساد فى وقت قياسى ويسارع فى محاكمة رموز النظام السابق عن طريق محاكمات سريعة وعادلة مع حرصه على إنشاء وزارة لذوى الاحتياجات الخاصة الذين زاد عددهم على 3 ملايين نسمة. وفى ذات السياق فقد غازل حمدين صباحى أبناء الصعيد، حيث تعهد لهم أيضا بأنه سيقوم بإنشاء بنك تعاونى لخدمة أهالى الصعيد فقط. كما وعد المرشح الرئاسى بتوفير 8 حقوق لكل مصرى على رأسها الغذاء والتعليم والسكن والعمل والعلاج والأجر العادل والتأمين الشامل، والحق فى بيئة نظيفة. ومما يحسب لحمدين صباحى، كما أشار بعض المراقبين أنه كشف عن ذمته المالية، وأكد أنه لا يملك إلا قطعة أرض صغيرة والمنزل الذى يقيم فيه، بالإضافة إلى حوالى 700 ألف جنيه فى أحد البنوك باسم زوجته. أسس حمدين حزب الكرامة بغرض إنشاء كيان تنظيمى لحشد الجهود الشعبية، ودعم المقاومة ومناهضة التطبيع، ومساعدة الشعب العراقى والشعب الفلسطينى المحاصر، على أن يعتمد الحزب على سياسة جمال عبد الناصر بدعم القطاع العام ورأس المال الوطنى الشريف والضرب بيد من حديد على رموز الفساد أيا كان موقعها. والحق فإن تاريخ حمدين البرلمانى تاريخ محترم، فكان أول نائب برلمانى ينجح فى إثارة قضية تصدير الغاز المصرى للكيان الصهيونى داخل البرلمان، كما كان من قادة المعارضة الوطنية والشعبية الجارفة ضد بناء جدار عازل على حدود مصر مع فلسطين، واستمر يمارس دوره السياسى والنضالى مع حركة كفاية وحزب الكرامة وحركات أساتذة الجامعات واستقلال القضاة وحركات التغيير النقابية والمهنية . أما عن دوره القومى فقد كان داعما لحركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيونى رافضا حصار غزة مطالبا بفتح معبر رفح . وفى عام 2008 كان أول نائب برلمانى وسياسى مصرى يدخل غزة فى أعقاب كسر الحصار وفتح الحدود بفضل صمود وإصرار الشعب الفلسطينى.