أراد فيلم «رد فعل» الذى كتبه إيهاب فتحى ووائل أبو السعود وأخرجه حسام الجوهرى أن يكون دراما نفسية وبوليسية معاً، ولكنه يستحق أن يوصف بأنه دراما ساذجة لا هى نفسيّة ولا هى بوليسية،لدينا حبكة بوليسية مضحكة، وأزمة نفسية عجيبة، وارتباك درامى يكشف عن قلة خبرة وقلة حرفة، وبينما كنا ننتظر إضافة معقولة لأفلام التشويق التى عادت إلى السينما بعد النجاح النقدى والفنى لفيلم «ملاكى اسكندرية»، أصبح لدينا فيلم آخر يعانى من الركاكة الفنية والثغرات المؤسفة. يمكن تلخيص حكاية الفيلم فى مشكلة نفسية أدت إلى ابتكار جرائم قتل بشعة طالت 7 شخصيات كلها تسكن فى عمارة واحدة، فى مصر الجديدة، طوال النصف الأول من الفيلم ليس لدينا سوى تكرار الجرائم من خنق إلى قتل وذبح ثم إلقاء من النافذة.. إلخ.، ولدينا طبيب شرعى هو دكتور طارق «محمود عبد المغنى» تخصص تقريبا فى تشريح جُثث هذه العمارة بالذات وإعداد تقارير عنها، وهناك أيضاً ضابط بوليس هو حسن «عمرو يوسف» لا يفعل شيئا تقريباً سوى تجميع تحريات عن سكان العمارة، أو تكليف مساعديه بذلك ثم يقدم صورة من ملف التحريات لصديقه الطبيب الشرعى. أما سكان العمارة الذين سيُقتلون واحدا تلو الآخر فلهم أنشطة مُريبة مثل رئيس الحزب الذى يشترى أصوات الناخبين فى الانتخابات ومثل رئيسة تحرير الجريدة التى تأخذ أموالاً من رجل الأعمال لتبييض صورته أمام القراء، ومثل المحامى المنحرف وكلها نماذج رسمت بطريقة سطحية وساذجة وبينما نشاهد د. طارق مع ابنة خالته القادمة من امريكا «حورية فرغلى» لعمل أبحاث عن جرائم الأسرة فى مصر ومقارنتها بمثيلتها فى أمريكا نكتشف فى منتصف الفيلم تقريباً أن مرتكب كل هذه المجازر هو د. طارق نفسه الذى سنعرف فجأة أنه كان مريضا بالاكتئاب والفصام البسيط الذى تطّور إلى فصام حاد جعله يقتل كل هذه الشخصيات لمجرد أنه شاهد فى طفولته شخصيات بنفس وظائفهم تسببوا فى وفاة والده، ومعاناته مع أمه من الفقر، وهكذا يصبح ما حدث من جرائم مجرد «رد فعل» بحسب الفيلم الساذج، وبدلاً من أن يقول د.?طارق لهم «إنتوا اللى قتلتوا بابايا..» فإنه يقوم بقتلهم خاصة أنه لم يعاقب فى النهاية ولكنه سيوضع فى مصحة عقلية لأنه ليس على المريض حرج! لو تعب صناع الفيلم قليلا لاستعانوا بطبيب نفسى يشرح لهم أن مرض الفصام ينتج عن نقص كيماوى بالمخ ويتحسن وتستقر الحالة بالأدوية ولو تعبوا قليلا لأدركوا أن لعبة التشويق معناها أن تقدم مفاتيح الحل للمشاهد لا أن تفاجئه بها فى منتصف الفيلم فيكون خارج اللعبة والفيلم للأسف الشديد طالته الركاكة فى كل شىء: نجما الفيلم ومسلسل المواطن إكس «محمود عبد المغنى» و«عمرو يوسف» كانا فى أسوأ أحوالهما الأدائية أما المخرج حسام الجوهرى فلا يُجيد على مايبدو سوى الاختباء ليقول للمتفرج : «بخ... عليك واحد».