تتزايد معاناة اللاجئين السوريين فى تركيا والأردن ولبنان مع طول فترة اللجوء وعدم وضوح وجود حل للأزمة المستعصية فى سوريا. ويقول الكثير من اللاجئين السوريين إنه بالرغم من الدعم الذى حصلوا عليه من الدول المضيفة إلا أن أوضاعهم الإنسانية أصبحت تشكل عبئاً نفسياً وإنسانياً متزايداً.. ومعظمهم أكدوا أننا لا نعرف إلى متى سنبقى هنا؟ ولكن نود العودة للوطن بأسرع ما يمكن. ووفقاً لإحصاء سريع لوكالة الأممالمتحدة للاجئين فى تركيا ولبنان والأردن فإن الرقم الحقيقى للاجئين السوريين قد تجاوز الثمانين ألف لاجئ. وقد صرح بانوس مومتزيس منسق الأممالمتحدة لشئون اللاجئين السوريين قائلاً: «مع تسجيلنا لعدد أكبر وأكبر من الناس يومياً وفى الوقت الذى يعبر فيه الناس الحدود فإننا نرى الأعداد تتزايد بشكل فعلى». وقد أطلق مومتزيس خطة للأمم المتحدة بتقديم 84 مليون دولار للاجئين السوريين. وتقول وثيقة نداء الأممالمتحدة إنه يجب على الوكالات الإنسانية أن تكون مستعدة أيضاً لما يصل لنحو 205 آلاف لاجئ فى تدفق ضخم محتمل. وقد أقامت الحكومة التركية ثمانى مدن خيام ومدينة إيواء مؤقت، لكن معظم السوريين الذين عبروا إلى الأردن ولبنان تستضيفهم المجتمعات المحلية وتسكن مع عائلات فى منازلها. منطقة عازلة من جهة أخرى بدأت الحكومة التركية فى إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية فى ضوء توقعاتها بحدوث موجة نزوح كبيرة من جراء المجازر التى يرتكبها نظام الأسد. وأشارت صحيفة «ينى شفق» التركية إلى أن 500 عسكرى تركى يقومون بمهمة استكشافية لإقامة منطقة آمنة بعمق 20 كيلومتر داخل الأراضى السورية، تشمل المدن الحدودية. وقد صرح رجب أردوغان رئيس الوزراء التركى بأن أكثر من 20 ألف سورى لجأوا إلى تركيا، وقال «لا يمكن أن نكتفى بالمشاهدة وأن ننتظر دون تدخل، هذا واجب إنسانى علينا، نحاول أن نقوم بما يلزم فى إطار القانون الدولى وسنقوم به». غير عسكرية وفى لقاء جمع الرئيس الأمريكى أوباما وأردوغان فى كوريا الجنوبية على هامش قمة الأمن النووى، اتفق أوباما وأردوغان على ضرورة إرسال مساعدات «غير عسكرية» إلى المعارضة السورية بما فى ذلك معدات الاتصالات. واتفق الزعيمان على أن اجتماع «أصدقاء سوريا» الذى سيعقد غداً فى تركيا يجب أن يسعى لتزويد المعارضة بالمساعدات غير العسكرية والإمدادات الطبية، ويبقى موقف واشنطن ثابتاً من عدم تسليح المعارضة بحجة أن زيادة «عسكرة» النزاع ستفاقم من عمليات قتل المدنيين. كما استبعدت واشنطن القيام بعمل عسكرى أحادى فى سوريا، وقالت إنه لا يوجد تحالف يجند العمل العسكرى الذى تشارك فيه دول متعددة كما حدث فى ليبيا. مجلس موحد وفى خطوة تهدف إلى توحيد المعارضة المسلحة داخل سوريا، أعلن عن إنشاء مجلس عسكرى جامع لقوات المعارضة السورية، التى تتألف من العسكريين المنشقين عن الجيش النظامى الموالى لنظام الأسد، وقد تم تعيين العميد مصطفى الشيخ رئيساً لهذا المجلس العسكرى الذى سيشرف على العمليات العسكرية للمعارضة. وفى بيان للمكتب الإعلامى للمجلس ذكر بأن «هذا المجلس خطوة إلى الإمام باتجاه ضمان وحدة العسكريين والقوات المسلحة المعارضة فى الأراضى السورية». كما حذر البيان كل الأحزاب والتنظيمات من العمل المسلح خارج تنظيم الجيش السورى الحر. وأعرب العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السورى الحر عن أمله فى أن تنضوى كل المجموعات المقاتلة تحت قيادة هذا الجيش. الاحتمالات مفتوحة والآن وبعد دخول الثورة السورية عامها الثانى وأصبح كل جانب يراها من زاويته، فالنظام السورى يعد ما جرى انتصاراً بسبب ما أظهره من قمع شديد استخدمت فيه الدبابات والمدافع، أما المعارضة فترى أن حاجز الخوف قد انكسر إلى الأبد فى مواجهة نظام أمنى دموى، جاءت السنة الثانية للثورة وقد تحول الملف السورى إلى ملف دولى إقليمى، وهى السنة الحاسمة فى مصير سوريا. فالنظام السورى سيسقط لا محالة، فهيبة الأمن سقطت وحاجز الخوف انكسر، وبدت واضحة علامات سقوط النظام. فنظام الأسد يوسع دائرة المواجهة بدلاً من التعامل مع الأطراف الدولية لحل الأزمة. والنظام السورى لا يزال يرفض ويتعنت، ويبدو ذلك من الرد المخيب على نقاط كوفى عنان، على الرغم من الدعوة الروسية للاستجابة لهذه النقاط.. السؤال هو وماذا بعد نقاط عنان؟ هل سيقتنع المجتمع الدولى إن السبيل الوحيد هو تحرك قوى ضد سوريا، أم سيظل بعض الأطراف على موقفهم المضيع للوقت والمهدر لمزيد من دماء الشعب السورى؟. بدران maged B.7 @yahoo.com