أجرى حوار : مجدى راشد ..أبداً.. لم يكن الحوار الذى أجريناه مع المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس القومى للشباب مجرد تبرئة بسبب الرد الذى أرسله عقب نشر موضوع بعنوان «مشاكل الشباب تبحث عن حل» بتاريخ 26 فبراير العدد (1844). بناء على طلبه تحاورت مع المهندس خالد للوقوف على أهم الموضوعات الشائكة التى تحاصر المجلس منذ سنوات الضباب والتوريث فى عهد المنفذ خربوش!. بمكتبه.. قال لى: أنا مش زعلان بسبب ماكتبته عنى ولكن لا بد من وضع الأمور فى نصابها.. الوقت الذى جئت من أجله لا يكفى بأى حال من الأحوال بسبب المشاكل الكثيرة التى يعانى منها المجلس القومى سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى.. وقدرى تحمل هذه التبعيات والتركة الثقيلة، حيث قمت بعمل لقاءات مفتوحة مع جميع العاملين بالمبنى للتعرف على المشاكل التى تعرضوا لها خلال المرحلة الماضية.. وهناك أشياء كثيرة فى طريقها للحل.. وأنا مش زعلان من أى نقد يوجه لى.. لأننى فى موقع مسئولية. * هناك أراض فضاء كثيرة فى كل الأحياء والمحافظات يتم استغلالها فقط لأوكار الفساد والقمامة والكلاب الضالة.. وعندما يسعى أهالى هذه المناطق لتنظيفها واستغلالها فى إنشاء ملاعب تجد من يطاردهم من رؤساء الأحياء وهى فى الواقع بدائل لعدم جدوى مراكز الشباب.. كيف ترى هذه المشكلة؟ ** بالفعل هذه مشكلة تؤرقنى كثيراً.. وحاولت حلها مع المحافظين ووزارة الأوقاف.. البيروقراطية تقف دون استغلال هذه المساحات.. وهذه مشاكل خارجة عن إرادتى.. وعندى استعداد كامل لتمويل هذه المساحات الفضاء بالجهود الذاتية عن طريقى الخاص ومستعد لتحمل جميع التكاليف بعيدا عن ميزانية الوزارة.. العراقيل الإدارية تقف لنا بالمرصاد وهذا ميراث قانونى يجب أن نجد له مخرجاً. * الوقت والرحيل.. سلاحان يهددان وضعك الحالى بالمجلس القومى؟! ** بالفعل هناك صراع مستمر مع الوقت لإنجاز أكبر قدر من حل المشاكل وهذا السلاح يجعلنى مواصلاً الليل بالنهار.. أما الأصعب فهو اقتراب الرحيل.. وهذا واقع يفرض نفسه لأن إدارة الدولة فى طريقها للتغيير بعد انتخابات الرئاسة، سلاح الرحيل مصدر قلق وازعاج يدفع أى إنسان للتوتر وعدم اتخاذ قرار.. وبالرغم من هذا فأنا مستمر حتى تسليم الأمانة لأصحابها بعد ذلك. * قاطعت المهندس خالد بسبب نبرة الحزن التى احتوته وهو يتحدث فى هذه المسألة وقلت له: مادمت قادراً على حل مشاكل المجلس ولديك من الإمكانات التنظيمية والتقنية فلماذا لم تحققها على أرض الواقع.. وبطولة الأمم الأفريقية 2006 خير شاهد؟ ** قال لى: بطولة الأمم قمت بتنظيمها من الصفر.. أما المجلس القومى فشىء مختلف تماماً.. وجئت إلى كيان قائم منذ زمن.. والاصلاح يحتاج إلى وقت.. وكما قلت لك من يدير البلد فى المرحلة القادمة بالتأكيد له رؤية مختلفة. * لم أقتنع بمنطق المهندس خالد.. وقلت له: مادمت قادراً ولديك من الإمكانات القيادية والتنظيمية لإصلاح شأن هذا القطاع - أقصد المجلس القومى - فلماذا تفكر دائما فى الرحيل بعد انتخابات الرئاسة.. هل نستورد رجلاً من كوكب آخر.. أم نأتى بخبير من الهند أو بلاد الواق الواق من الآخر.. عصر مبارك المخلوع الذى سلك منهج القضاء على الكفاءات وطمس هويتهم انتهى للأبد. أما وأن الأمور عادت لوضعها الطبيعى بفضل الثورة المباركة.. فلا أعتقد أن النظام القادم لديه أدوات للبطش وإقصاء الكفاءات.. نحن حاليا فى حالة بحث مستمر عن الكفاءات فى الداخل والخارج لعودة مصر إلى ريادتها الطبيعية. ** فى كلمات مقتضبة قال المهندس خالد: مصر أعطتنى الكثير ورد الجميل شىء طبيعى. * أعود إلى موضوع مهم وشائك.. وهو أزمة الاتحاد العام للكشافة والمرشدات، حيث إن رئيسه الحالى مازال بالتعيين.. رغم صدور أحكام لصالح المنتخبين بالعودة. ** لم يتوان خالد عبد العزيز فى الرد.. وأخبرنى بأنه لا يمكن قبول مبدأ التعيين بعد ذلك على الاطلاق.. كل شىء جاهز وتم إعداده.. لانتخابات قادمة قريبا.. أنا مش بتاع تعيين. * بيوت الشباب الاثنى عشر الموجودة على مستوى الجمهوية هرمت.. وطاعنة فى السن مثل من يتولى إدارتها، حيث انحصرت أعمارهم ما بين 67 - 84 سنة.. وجاءوا بالتعيين فأين دور القيادات الشبابية والفكر المتطور؟! ** ابتسم وقال: والله العظيم أنا فى صراع مع الوقت ولن أبخل بمجهودى ووقتى من أجل إصلاح الخلل الموجود فى بيوت الشباب لأننى تعرفت على جميع المشاكل التى تحيط بها.. وكذلك مشكلة الكارنيهات الجديدة. * داعبت المهندس خالد، وقلت له: ماذا عن لقاءاتك مع صفى الدين خربوش بنادى الصيد؟! ** ما حدث أننى تقابلت معه بالصدفة البحتة.. وكان وقتها يسير هو وحرمه على «تراك» ملعب النادى وكان من الطبيعى أن أسلم عليه.. وانتهى الموضوع، أما وأن يقول البعض إننى أجالسه بصفة يومية هذا لم يحدث بالمرة. وقبل الانصراف من المقابلة.. أخبرنى بأنه حريص هذه الأيام على تقديم مشروع كامل للمجلس القومى متضمنا أدق التفاصيل فى إدارة هذا الصرح حتى من يجئ بعده لا يستهلك وقتا طويلا فى التعرف على المشاكل. من وجهة نظره هو أقل شىء يمكن تقديمه إلى هذا البلد. ومن جانبنا قمنا بأداء الدور المنوط بالمهنة.. وهو كشف السلبيات التى غرسها النظام المخلوع البائد فى نشر الفساد والفوضى ووضع حملة المباخر والمشعوذين والمنبطحين على رءوس الأشهاد فى كل ربوع مصر المحروسة.