كتبت : آية عبد العزيز ... من منا لم يأخذه الخيال بعيدا ويسرح فى غيابات الماضى، ويغوص كالبحار الصغير فى ذكريات قديمة، وقتها تتلون مشاعرنا بين الشوق إلى رحيق أزهار الماضى العريق، والحنين الى أيام دافئة كشمس الشتاء الباردة.. أيام الحب والحنان وليالى الغرام والسهر على مواويل الست وعشق زقزقة العندليب، أيام الطيبة كانت طابع غلاب فى نفوس البشر، والتسامح مرسوم بريشة فنان على وجوه الناس، أيام فيها حلاوة بنت تستحى من وراء «المشربية» وشهامة رجل «بطربوش» ونظرة رضا فى عين «عم رضا» وشجاعة «معلم القهوة» ورجالته، ومسكة طفل سعيد «ببالونته» فى يوم عيد. حقا.. هى نفحات نستنشقها من الماضى، ورحيق أيامها يداعب خيالنا، وجميعنا نتمنى لو عشنها، أيام كثيرا البعض منا لم ينالوا شرف العيش فيها، ولكن دائما ما نتمنى الرجوع بالزمن لها، فهى حقا رحيق الماضى، وأيام جيل استحق رفع القبعة له، أيام أشرقت فيها شمس المحبة، أيام لا نرها سوى فى أفلام الأبيض والأسود وفى احلامنا فقط. فأنا لو امتلكت آلة الزمان سأرجع بها لزمن الأربعينات والخمسينات، فمتى تعود بالزمان أيها القارىء إذا امتلكت آلة الزمان؟