كتبت عن قناة الفراعين الفضائية وقلت فى مقال سابق إن منطق الأداء الإعلامى فى هذه الفضائية تحكمه الروح الشعبية. ولهذه الروح تماس مع لغة الحوار والجدل فى الشارع. حيث نفس الانفعالية ونفس الحدة التى تصل فى احيان إلى ما يشبه الردح البلدى وفى احيان تكون مفردات بسيطة فيها من طين مصر ورائحتها.. وقلت إن توفيق عكاشة حكاء كبير ومن تحت عباءته خرج كل طاقم المذيعين والمذيعات فى قناة الفراعين... هو بحكاياته يذكرنى بشخصية سلامة فى رواية واسلاماه للكاتب احمد باكثير. الرجل الذى ظل سنوات يطوف البلاد يحكى للناس عن التتار ويبحث عن محمود وجهاد أصحاب الحق الشرعى فى حكم البلاد.. ويحفظ لنا التاريخ اسماء حكائين كثيرين «حيث كان الحكى فن من فنون الشارع فى عصور معنت من تاريخ مجتمعنا». من هؤلاء الحكائين من كان عنده الحكى فن ووسيلة للرزق. ومنهم من كان الحكى بالنسبة له وعاء يحمل فيه الحقائق والاسرار والمعلومات إلى عقول البسطاء... من بين من. من هؤلاء. يكون توفيق عكاشة؟.. هل هو حكاء أرزقى. أو هو رجل ملبوس بهموم ومخاوف يرى أن رسالته اليوم توصيلها إلى الناس؟. ..ليس لدى مايؤكد ان حكايات توفيق عكاشة عن «مؤامرات حُكم العالم» غير صحيحة وفى ذات الوقت ليس لدى ظن واحد فى المائة ان ما يقوله عكاشة عن هذا الموضوع حقيقة أو معلومات من الأصل... لكنى اشاركه فى المخاوف. وفى الشعور بأن هناك ايدى تلعب لسرقة مصير الوطن واشرار يدبرون للوطن سوء.. وعند هذه النقطة يأتى التماس بين الإدراك العفوى للناس. من اهلنا البسطاء حول ما يجرى فى مصر وما يحاك من حولها. مع حكايات عكاشة، وهو ما يفسر سر ذيوع هذه الفضائية بين الناس. ..وختاماً. رسالتى «للفراعين وللعوكاشيه كلهم» أن انتبهوا. الخوف كل الخوف ان تكونوا مشغولين بالاشارة إلى جهة اليمين «على أن العدو أتى منها» والعدو يستعد لمباغتتنا من جهة اليسار!