الفراعين. فضائية مثيرة للجدل. وفى تقديرى هى ظاهرة سواء اتفقنا عليها أو اختلفنا معها فالمؤكد ان هناك قطاعاً كبيراً من المشاهدين قد منحها ثقتة أو على الاقل قال إنها فضائية جديرة باهتمامه ومتابعته. ..للفراعين شكل مختلف فى أداء مذيعيها ومذيعاتها سواء كان هذا الاختلاف فى الشكل الخاص بالحركة «الانفعالية» لهم امام الشاشة أو فى «نظرة التربص والتحدى» أو فى المخاطبة المباشرة للمشاهد وكأنهم يعرفون الجالس امامهم شخصيا بشكل يجعلك تتصور أن المتحدث «فى ندوة» امامه جمهور يراه ويراهم!. أو من حيث المفردات.. التى هى احيانا من لغة الطبقة المتوسطة واحيانا من لغة الناس اللى تحت قوى، أو من حيث نبرة التخاطب.. التى لا تخلو من «الوعيد» فى أحيان وفى احيان هى روح بلدى صافى وفى احيان ثالثة نبرة ساخرة فيها خفة دم محبوبة. ولا أرى تناقصا بين الشكل المذكور فى اداء الفراعين وبين اداء الناس المتجادلين فى الشارع. سواء كانوا هؤلاء من الثوارأو من غيرهم.. أى ان الفراعين تخاطب الشارع بحالة هى موجودة فيه.. قد يكون ذلك محسوبا عليها لكنه فى تقديرى يتبقى سر ذيوع الفراعين جماهيريا. لأتى إلى الحكى... «الشكل المميز للأداء الاعلامى فى الفراعين».. عكاشة حكاء كبير يعرف كيف يستدرج مشاهده ليبقى إلى ساعات الصباح الاولى معه. يذكرنى ب «سلامة» الذى كان يطوف البلاد يحذر من خطر التتار ويبحث عن محمود وجهاد.ومع عكاشة فريق كلهم خرجوا من تحت عباءته الفنية المذكورة.. ربما هنا يبرز سؤال ما دلالة اعتماد فضائية فى القرن ال 21 على شكل إعلامى كان من قرون؟ .. لذلك منا حديث قادم.