رغم مئات الكتب وعشرات البرامج التليفزيونية وآلاف الوصفات للرشاقة والتخلص من السمنة والبدانة، فلا يزال البعض يفضلونها شجرة جميز..ولأن الجمال عند العرب كان يرتبط دائما بالمرأة البضة البيضاء الممتلئة شحما ولحما..ولأن الفن هو مرآة المجتمع والفنانات هن المقياس الذى يعكس ذوقه وثقافته وتفضيلاته فى السلوك والحياة..فقد كانت بعض النجمات من صاحبات الوزن الثقيل .. والبداية كانت مع المطربة منيرة المهدية التى سحرت القلوب والألباب وخضع لها وزراء ومسئولون كبار ووضعوا المال والسلطة تحت قدميها، رغم أن الصور التى وصلت لنا لها تبتعد كثيرا عن صورة الحسناء كما نراها اليوم، وكذلك كانت الراقصة بديعة مصابنى صاحبة «صالة بديعة» الشهيرة التى تخرجت فيها كثيرات من الراقصات والممثلات الشهيرات فى مصر، ومن بينهن سامية جمال وتحية كاريوكا وغيرهما، وكانت بديعة الشامية الأصل والمولد هى الاخرى محط أنظار الباشوات وعلية القوم ونموذج الفتنة والجمال فى عصرها، رغم أن جسمها كان مكتنزا بالشحوم واللحوم، لكن يبدو ان الجمال وقتها كان يوزن بالكيلو، وكانت البدانة علامة أكيدة على الصحة والعز، لدرجة أن العروس فى بلد أخرى عربية شقيقة لنا وهى موريتانيا كانت تحبس عدة شهور قبل الزفاف يتم خلالها حشوها بالطعام واستخدام الخيزرانة لضربها حتى تتقبل الأكل وهى ليست جائعة، أو ليست فى حاجة اليه، وتتعود معدتها على كثرة الأكل. ولكن اذا كانت البدانة قد أفادت منيرة المهدية وبديعة مصابنى ودولت ابيض وغيرهن من نجمات العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، فقد اضرت فنانات أخريات استسلمن لها ولم يحافظن على رشاقتهن فأدارت لهن الشهرة والنجومية ظهرها، بل واضطر بعضهن أو فضلن اعتزال الفن، بعد أن فقدن لياقتهن الشكلية والفنية ولم تعدن صالحات لأداء أدوار «الفيديت» أو فتاة الأحلام على الشاشة. وإذا كانت البدانة سببا مباشرا فى هبوط نجومية الراقصة والممثلة الراحلة تحية كاريوكا، التى تحولت بعد فيلمها «شباب امرأة» الى شجرة جميز، فتحولت عنها أدوار البطولة ، وأصبحت مجرد سنيدة، تلعب أدوار الأم فى السينما والتليفزيون، فيمكن أن يكون لهذه الفنانة الراحلة العذر فيما حدث لها رغما عنها بسبب خطأ أحد الأطباء الذين وصفوا لها دواء يدخل فى تركيبه عنصر «الكورتيزون» وكان هو السبب فى انتفاخ جسمها بهذا الشكل! لكن ما عذر نجمات أخريات كن فى قمة النجومية والتألق ثم تحولن الى شجرات جميز بدون مقدمات ، لكنهن استسلمن للسمنة، و لم تعدن صالحات لأداء أدوار «الفيديت».