أجمل ما فى فيلم «The Three Musketeers» الذى أخرجه «بول أندرسون» ليس فى أنه نُسخة البُعد الثالث من رواية «ألكسندر دوماس» الأب الشهيرة التى تحمل نفس الاسم، لكن فى أنه - فى رأيى- أكثر النسخ التى رأيتها خيالاً وإبهاراً، من حيث الشكل حافظ السيناريو الذى كتبه «أليكس لتيفاك» على أطراف الصراع وأهواء أوائل القرن السابع عشر، ولكنه أضاف للحكاية خيالاً محّلقاً يستفيد من تكنولوجيا السينما فى القرن الحادى والعشرين، واستوعب الفيلم أيضاً مغزى الحكاية الأساسى وهو شعار الفرسان الثلاثة المعروف «الكل للواحد.. والواحد للكل»، ولكنه استوعب أيضاً شعارات وكلمات مهمة تسلّلت وسط الدراما المحكمة مثل التأكيد على أن هناك أشياء كثيرة تستحق أن يدافع عنها الإنسان ويموت بسببها كالوطن والقضايا الكبرى والأصدقاء، كما أشار الفيلم بوضوح إلى أن رجل الدين قد يستغل منصبه الروحى فلا يُصبح أبداً رجل الله. الإطار العام للرواية معروف: فرنسا فى بدايات القرن السابع عشر، دسائس ومؤامرات فى قصر الملك الصغير المراهق لويس الثالث عشر، الكاردينال الشرير «ريشيللو» الذى يُحيك الدسائس فى مواجهة فرسان الملك الثلاثة المعروفين «بروثوس وآثوس» و«أراميس»، ومعهم الفلاح الجاسكونى القادم إلى باريس «دارتانيان» أجواء القرن السابع عشر وعالم الملك المُغلق فى مقابل عالم الفرسان المفتوح والحىّ، والصراع الشهير بين انجلتراوفرنسا يجد ترجمته فى قيام الفرسان الثلاثة فى البداية بسرقة الخزانة التى تركها «ليوناردو دافنشى» للحصول على الخريطة التى رسم فيها اختراعاً أقرب إلى الطائرة يُحلق فى الجو، ولكنه يقترب من حيث الشكل من السفينة التى يحملها منطاد «!!». تتعاون الجميلة «ميليدى دى وينتر» «ميلا جوفوفيشن» مع الفرسان، ولكنها تحصل على الخريطة لصالح «دوق باكنجهام» الانجليزى، بعد عام يستمر الصراع فى باريس بتحالف الكاردينال «ريشيللو» «كريستوف والتز» مع ميليدى للتلاعب بالملك، وإيهامه بأن زوجته الملكة «آن» على علاقة مع «باكنجهام» إلى الدرجة التى جعلتها تُهديه عقدها الماسى، ولكن وصيفة الملكة الحسناء «كونستانس» تتحالف مع الفرسان الثلاثة وصديقها الشاب «داتانيان» لاستعادة العقد من بريطانيا، وإعادته من جديد إلى الملكة بل الاستيلاء على سفينة الجو التى صممها «دافنشى»، وينتهى الفيلم نهاية مفتوحة حيث لا يموت «باكنجهام» ولا «ميليدى» إنما يقودان أسطولاً جوياً للهجوم على فرنسا فى تمهيد واضح لأجزاء قادمة بالبعد الثالث أو بغيره. أضفى استخدام اختراع سفينة «دافنشى» الجوية جانباً طريفاً ومعاصراً للأحداث حيث انتقل الصراع من الأرض إلى السماء، كما شاهدنا «ميليدى» تقتحم خزانة الملك لسرقة عقد الألماس بنفس الطريقة التى يقوم بها لصوص العصور الحديثة الذين يواجهون أشعة الليزر، كان هناك أيضا استخدام جيّد جداً لخدع الجرافيك فى تنفيذ المبارزات والمعارك، ولكن مشاهد كثيرة لم تكن فى حاجة إلى تقنية البعد الثالث حيث الحوارات والمواجهات، من العناصر شديدة التميز الملابس والديكورات الرائعة حيث تم بناء مدينة «باريس القديمة» ومعالمها المهمة ولكن فى «بافاريا» بألمانيا حيث تم التصوير، الموسيقى أيضا تم توظيفها بشكل جيد سواء فى المشاهد الكوميدية أو الحركية، ولم يتألق «كريستوف والتز» فى الفيلم كالمتوقع لأن الشرير الحقيقى فى الفيلم هو الجميلة «ميليدى» وليس الكاردنيال «ريشيللو»!