نظمت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة صالونا ثقافيا لتوقيع كتاب «تاريخ علم الاقتصاد» مع المركز القومى للترجمة تأليف «إى راى كانتربرى» ترجمة د. سمير كريم وتقديم ومراجعة د. جودة عبد الخالق وزير التموين والتجارة الداخلية والذى تناول فيه المؤلف كيف أن أفكار الاقتصاديين العظماء لم تكن مقصورة على التأثير فى المجتمعات، بل إنها فى ذاتها قد تشكلت وفقا للوسط والمحيط الثقافى الذى عاشوا فيه وفهم رؤى الاقتصاديين بالاستنارة والحيوية التى اكتشفها كانتربرى مما يتيح للقراء أن يضعوا الاقتصاديين بين مجموعة أوسع من الأفكار. وقد قام المؤلف بالربط بطريقة سحرية بين آدم سميث وفكرة إسحق نيوتن عن الكون المنظم وبين سكوت فيز جيرالد فيما كتبه عن جاتسبى العظيم وثورستاين فيبلين وجون شتاينبك وما كتبه عن عناقيد الغضب والكساد العظيم وبين ما كتبه توم وولف عن شعلة الزهور والغرور والاقتصاد الديجانى، ومع الأسلوب المرح غالبا فإن السهولة التى تتميز بها كتابات كانتربرى ستجعل الغزوة الأولى للطالب فى الاقتصاد تتسم بالحيوية والصلة الوثيقة بما حوله وسيقوم القراء بحذف كلمة الكئيب من وصف هذا العلم. فيما أوضح د. جودة عبد الخالق وزير التموين والتجارة الداخلية أن هذا الكتاب به وعى اقتصادى من الدرجة الأولى تتركز فى جذور سياسات علم الاقتصاد لأن دراسة تاريخ الاقتصاد له أهمية كبيرة فى تاريخ الفكر الاقتصادى من منظور مجتمعى شامل له تأثير فى فنون الاقتصاد، مضيفاً أن الكتاب به فن وموسيقى فى تناول فصوله بجذب القراء لمعرفة محتوياته، وأكد أن الاقتصاد المصرى أصبح له هوية بعد ثورة 25 يناير لأن اقتصاد السوق التنافسية يفتح المجال لإنتاج أفضل، وقال إن الاقتصاد الأمريكى لا يعتمد فقط على الرأسمالية ولكن الدولة لها دور كبير فى تنمية الاقتصاد بجانب الشركات وخيوط السلطة لأن استقرار المجتمع يتوقف على توجيه السوق للأفضل، ولذلك أدى إلى انخفاض حجم الطبقة الوسطى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأكد أنه لا بد من وجود عدالة اجتماعية فى كل شىء حتى الحصول على المعلومات لأن المعلومات هى مصدر القوة لمعرفة كل ما هو جديد اقتصاديا ويساعد على ضمان وصول الدعم لمستحقيه وهذه هى قضيتنا فى حكومة الإنقاذ الآن. وفى نفس السياق أشار د. سلطان أبو على أستاذ الاقتصاد بجامعة الزقازيق إلى أنه بالرغم من عدم فهم بعض الجمل والمصطلحات فى بعض صفحات الكتاب مثل صفحة 73 و106 و60 و20 إلا أن الكتاب أوضح تأثير الفكر الاقتصادى فى الأحداث العالمية ويشكل الوقائع الاقتصادية ولذلك يميل المؤلف بأن المفكرين يتلقون إلهامهم من عصورهم مع عدم استبعاد الخيال الاقتصادى وسعى العلماء فى وضع قوانين جديدة. وأضاف أن الاقتصاد ينمو فى حالة الاستقرار الأمنى والعدالة الاجتماعية. وقال د. محمد فتحى صقر أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة: إننى أشفق على مترجم هذا الكتاب القيم، لقيامه بمجهود صعب من خلال ترجمته المبسطة والسلسة بتركيبه للجمل وتبسيط المصطلحات على القراء وقال إن تطوير الفكر مبنى على الرأى والرأى الآخر مما يؤدى إلى التنمية ودفع عجلة الإنتاج للأمام حتى يكون هناك منهجية العرض. وأضاف لا بد من نظرة ثاقبة على الفقر والقضاء عليه لأن التغييرات الاقتصادية بعد ثورة 25 يناير كان لها أثر جيد فى وضع خطط اقتصادية بعيدة المدى لفترة محدودة لتحقيق المراد منها، فالأزمة الاقتصادية الأخيرة لا يمكن أن نقارنها بأزمة الكساد العالمى. وأكد أن عنوان الكتاب جيد يوضح ما بداخله وفقا للوسط والمحيط الثقافى والرؤى الاقتصادية.