المشاهد لكل ما يحدث فى أنحاء مصر أنه سادت الفوضى والهرج والمرج.. ولم يعد هناك ظابط ولا رابط وانتهز الفرصة الباعة من كل لون وكل صنف لافتراش الأرصفة والشوارع والميادين بالبضائع المهربة من الصين وسوريا وإسرائيل وغيرها من بلاد الدنيا .. وأنا لست من قاطعة أرزاق الناس ولكن هذه الفوضى حملت معها البلطجة والسرقات والصفقات المشبوهة وكله على عينك يا تاجر .. وفى حلوان المشكلة أعمق وأكبر فقد تحول ميدان محطة المترو الرئيسية الى سوق تجارى فظيع فمن أول شبشب الحمام الى طاولة السمك الى الفطير المشلتت الى كل شئ متخيل أو غير متخيل .. وحلوان هذه الضاحية الجميلة التى تميزت بأنها مشتى الباشوات .. أصبحت مزدحمة بصورة رهيبة وامتلأت شوارعها بالباعة وبخاصة كما ذكرت ميدان محطة المترو بل الباعة يفترشون حرم المحطة ولا يتركون فرصة للمشاة للمشى بصورة لائقة بل يضايقونهم ببضائعهم .. وحلوان عندما تحولت الى محافظة قلنا خيرًا سيكون لها محافظ يتبنى إصلاح ما أفسده الدهر .. فقد تحولت قصورها الى ناطحات سحاب فى شوارعها المصممة دون حساب ذلك , والشوارع معظمها تحتاج الى رصف وإعادة تنظيم .. وهى مزدحمة طوال الوقت فهى ملتقى المدن والاتساعات التى طرأت عليها . ( مدينة 15مايو .. والمشروع الأمريكى.. والمثلث.. ومدينة السلام الجديدة ) .. وهذا كله يصب ليلا ونهارا فى حلوان للانتقال منها واليها الى كل أنحاء القاهرة , وللأسف أغفلت الادارات التنظيمية للنقل أن تستقل مدينة مثل 15مايو بمواصلات بذاتها الى أنحاء القاهرة أو حتى لمحافظات أخرى حتى لا تساعد على التكدس و الازدحام الرهيب الذى اصبحت عليه حلوان حتى أنك لاتستطيع أن تسير فى أى شارع أو حتى تصل الى محطة المترو دون تتخبط فى الآخرين وتلعن اليوم الذى جئت فيه وسكنت هناك .. بعد الهدوء ورائحة الياسمين التى كانت تهفهف عليك من قصورها وفيلاتها العريقة التى أصبحت ناطحات سحاب بلهاء تحجب القمر المنير ليلًا والشمس الدافئة صباحًا.. وعندما صدمت بما يحدث قالوا هذا موسم الانتخابات وهم الذين سيعطون المرشحين الأصوات ولذلك حتى الشرطة الموجودة بجوارهم غير مكترثة بهم .. والآن انتخابات حلون انتهت وفاز من فاز وأخفق من أخفق .. فهل سيعود النظام وينظف ميدان محطة المترو بها من الازدحام والباعة الذين قاموا بعمل بوتيكات حول الحديقة بالقوة الجبرية واحتلوا الأرصفة ولم يعطوا فرصة لسائر على قدميه او حتى سيارة تسير بشكل طبيعى .. هل سيقوم النواب الجدد بتنفيذ وعودهم الانتخابية بالاهتمام بسكان هذه المناطق من نظافة وتحقيق النظام والخدمة والمواصلات الآدمية لسكان مدينة 15 مايو الذين ليس لهم غير سيارات يعبون فيها مثل الصناديق وموقف كلة زبالة وطين وسائقين من المحتالين والخارجين على القانون وكله تحت سمع وبصر الجهات المختصة .. ونوابًا سبق أن كانوا نواباً ولم يفعلوا شيئًا غير حصد الأصوات من هؤلاء الذين يجلبون الفوضى فقط ولم يقدموا أى خدمة حقيقية لالسكان مدينة مايو ولا حلوان التى تحتاج لجهد مخلص حتى تعود لسابق عهدها من جمال ونظافة ونظام ولم نر منهم غير الكلام والصوت العالى والتشدق بأحلام واهية لناس من البسطاء والفقراء.. شبعنا من الكلام والأحاديث نريد أن نرى الفعل لاوعود لبائعى الأوهام ..