تطمح كل أم أن يصبح طفلها فى المستقبل فردا مستقلا بذاته ومنتجا وناجحا فى مجتمعه، فإن غرس الثقة فى نفس الطفل هو أعظم هدية يمكن أن تقدمها الأم لطفلها، واللعب من أهم المهارات التى تساعد على زرع الثقة بنفس الطفل، وفى هذا السياق يحدثنا الدكتور عبد المنعم شحاتة، أستاذ علم النفس التربوي، قائلا:كشفت الدراسات الحديثة عن أهمية اللعب فى تحسين تطور دماغ ومهارات كل المخلوقات،وليس مقصورا على الأطفال فحسب. للأسف ونظرا للظروف الحياتية التى نعيشها أصبحت المجتمعات الحديثة تفتقد القدرة على تنشئة أطفال يستطيعون الترفيه عن أنفسهم، وتبدأ المسألة منذ سن الطفولة، حيث يتوافر للطفل عدد هائل من الالعاب التثقيفية ولكن المؤسف انه يمضى ساعات طويلة امام شاشات التلفزيون لانه ينجذب للصور البراقة والاصوات العالية، ومن ثم أقبل على الكمبيوتر وألعاب الفيديو وغيرها من الاجهزة التى أضرت به. ونلاحظ أن كل الاطفال الذين ينجذبون لتلك الاجهزة تظهر علامات التذمر والرفض عليهم فنجدهم لا يستمعون لكلام الام نهائيا، ولذلك فانا اتوجه الى كل أم ببعض من النصائح التى يمكن ان تساعدها على تنشئة طفل قادر على الترفيه عن نفسه: - السماح للطفل بأن يتولى أمر الترفيه عن نفسه يوفر له المزيد من الفرص ليعمل بطريقته الخاصه،ويفضل الطفل ان يكتشف بنفسه كيف تصدرلعبة ما اصواتا، او كيف تتحرك ولكن بشرط ان تعلمه الام اولا طريقة استخدامها، إن تشجيع الطفل على اللعب وحده يبدو عملا مملا للطفل، لذا يصر على ابقاء امه الى جانبه اثناء اللعب لتراقب كل خطوة من خطواته، ولكن بقليل من الصبر من طرف الام يبدأ الطفل فى تعلم كيف يلعب بنفسه ولكى يتحقق ذلك عليها : 1- تعليم طفلها خطوة بخطوة ان يعتاد على فكرة اللعب بمفرده، بداية فعليها ان تجلس الى جانبه بصمت وهو يلعب من دون ان تشاركه فى اللعب، وعندما يندمج فى اللعب تستطيع الام الانتقال الى مكان آخر، ويجب ملاحظة ان الطفل فى سن عام لا يستطيع اللعب وحيدا اكثر من ثمانى او تسع دقائق. 2- اذا اندمج الطفل فى اللعب يجب على الام الا تقلق بشأنه والا تشعره بذلك فعليها ان تراقبه دون ان يشعر هو بذلك. 3- ان ما يجعل وقت لعب الطفل ممتعا مع الام، هو الصحبة، وكى يتعلم الطفل عدم الاتكال على الام لتشاركه اللعب دائما، عليها ان تمنحه الفرص بإستمرار ليتفاعل مع آخرين، وبمعنى آخر يجب ان تعلميه كيف يمكنه تمضية وقتا ممتعا من دونك. 4- يجب ان تكون كمية الالعاب التى يلعب بها الطفل كثيرة فإذا إمتلك الطفل كمية كبيرة من الالعاب قد يقع فى حيرة ماذا يفعل ويشعره انه وراءه اشياء كثيرة عليه فعلها، ايضا إبعاد وإخفاء الالعاب عن اعين الطفل ثم إظهارها إليه مرة آخرى واحدة من ابسط الطرق التى تشجع الطفل على اللعب وحيدا ولفترة طويلة من الوقت.