ألف رحمة ونور على روح ابن البلد المجدع صاحب «كتاب حياتى يا عين».. الفنان حسن الأسمر.. وهو الكتاب الأشهر بين أمة «اقرأ».. لأنه الوحيد الذى يُسمع ولا يُقرأ، ولأننا نعيش هذه الأيام فى «رحاب الصناديق».. وفى ظل مولد «سيدى الانتخابات» رضى الله عنه وعنا.. وعن سائر الائتلافات والأحزاب والاتجاهات.. نعم هى أيام «صندوق حياتى».. الذى اصطفت لأجله الطوابير.. وقد تسابق فيها الكبير والصغير.. والمالك والأجير.. ورغم أن حارسها هو جناب المستشار، لكنها لن تأتى بطائفة من الملائكة والأخيار.. وسوف تفرز لنا الشُرم والبُرم لأن أولاد الحرام لديهم دائما وأبداً قدرات عجيبة على الظهور أمام الناس بلوحات وتراخيص مكتوب عليها «حلال مصفى».ومع ذلك هى خطوة لا بد منها.. وهى مرة ولن يعتبها المخفى من بعد النوبة.. لأن صوت الناخب لأول مرة من دماغه وليس من جيب أو نبوت الوطنى لا فيها «صاصا» يضعنا فوق رأسه «الشريف» ثم يهبدنا أرضاً.. ولا فيها طبال الفكر الجديد الذى تسلحنا على يده بأعظم أنواع الخوابير.. ولا تحت القبة سيدنا الولى «فتحى» الذى فتحها على البحرى فى كل ما يرضى «أبو علاء».. وقفلها فى وش الغلابة بالضبة والمفتاح. ومخطئ من يظن أن فوز التيارات الإسلامية بأغلبية المقاعد سوف يحول «سيد قراره» إلى حضرة زار تتطوح فيها الجلاليب واللحى على نقر الدفوف وتعقد الجلسات بالبخور.. حيث انتهى إلى غير رجعة زمن الرئيس الذى يفهم فى كل شىء نيابة عن شعبه «أبو مخ ضلم» ساقط الابتدائية.. فلا نتحرك ولا نأكل ولا نشرب ولا ندخل الحمام إلا بتوجيهات سيادته.. فهو دائما علامة «نايك» NIKE يعنى «صح» ونحن جميعا علامة «×» يعنى غلط.. لذلك كانت الشوارع والمصانع والمدارس والكبارى والمحطات لمياه الشرب أو للصرف الصحى كلها باسمه.. وفيها إيه إذا كانت البلد من أسوانها إلى إسكندريتها بتاعته يلعب بها على مزاج مزاجه.. مرة على صدره.. وأخرى بكعبه.. وثالثة بالشلوت.. وليه لأ؟.. ألم يكن سيادته الرئيس الأسبورت وكابتن الكباتن، وهو الذى وضع خطة الفوز بكأس الأمم الأفريقية وطبقها حسن شحاتة بحذافيرها.. فكان لنا النصر المبين. ?? انتهى زمن الحزب الواحد الذى تعامل معنا باليومية باعتباره مقاول أنفار والشعب عند حضرة حناب اللى عمله «فواعلية».. ما عليهم إلا السمع والطاعة.. وأصبحت بلادنا والحمد لله كلها أحزاب، حيث انفجرت الماسورة الأم فى ميدان التحرير فأخرجت لنا ما لذ وطاب من الأحزاب على كل شكل ولون فيها المشجر والسادة والمحشى، وبذلك نضمن أن يتحول المجلس الجديد إلى «فخفخينا» فيه العضو المانجو.. والبلحة والفراولة.. والشربات والموزة.. وفيه أيضاً العضو الميه «من الماء». ثم إن المجلس القادم رأى.. ماذا يفعل الميدان باتخن شنب؟.. والحمد لله عندنا حاليا بدل الميدان الواحد دستة ميادين، ومن يلعب بديله.. سوف نتحمله حتى يجىء الوقت ونقطع له هذا الديل، وقد نزفه على حمارة يركبها بالمقلوب ونمنحه جائزة «المركوب» لأنه ضحك علينا لأجل الحصول على الحصانة.. فقررنا أن نعيده إلى مرحلة «الحضانة» وأن يلبس المريلة. والحزب الوطنى كان يستعين به لأنه يتولى الإنفاق على دعايته ودعاية كل مرشحى الحزب فى دائرته من جيبه أو قل بمزاجه، وسبق اتهامه فى قضايا نصب واحتيال وخرج منها بطلا يكيد له عزاله وحساده من المنافسين الكحيتى الذين يدعون بأن ثرواتهم فى عقولهم.. وهذا المرشح «ابن الدايرة».. راكب على دماغ أهلها منذ سنوات وقد ورثها أباً عن جد حتى أصبحت حكراً على العائلة الكريمة التى كانت تدعم جمعية للحج والعمرة من أموال الكيف وكله بثوابه.. كما أنها كانت تقيم أكبر الولائم الرمضانية مع أن المعلم الكبير لا يصوم.. مع أنه مثل «الحيطة».. كان عذره أنه متزوج من أربع نسوان ويحب أن يعدل بينهن حتى فى الأيام المفترجة.. وهذا المرشح حتى بعد الثورة مايزال يتمسك بالكرسى بصرف النظر عن كونه من «الفلول».. فهو يسخر من هذا الوصف ويعتبر البلد كلها «فله»، حيث كانت من بابها على ذمة مبارك وحزبه الذى هو وطنى.. ورغم كل ما قيل ويقال عن هؤلاء إلا أن المرشح «الجبله» أصر على الاستمرار فى اللعبة ونزل على قائمة الفردى ورمزه «الدبوس».. مع أن الأنسب له ولأمثاله رمز «الشبشب». بخيت وعديلة فى طابور الانتخاب لن تندم على الوقفة مهما طالت لأنك سوف تسمع العجب العجاب، قال عجوز فى عز شبابه حاولوا إفساح الطريق إكراما لسنه لكنه رفض.. فى عناد قائلاً: هو إحنا هنبدأها بالواسطة؟.. فاحضروا له مصعداً فضحك ساخراً: كده ممكن ما هى انتخابات مجلس والواحد لازم يجلس.. ثم تطلع إلى رموز المرشحين وسأله أحد الشباب: ناوى على مين يا حاج؟، فقال: على رمز «الونش» عشان يرفعنا! ويبدو أن لعبة الرموز أعجبت أهل الطابور فقال شاب يبدو عليه أنه استيقظ مبكراً رغم أنفه: بصراحة أنا أكثر مشرح عايز انتخبه دلوقت اللى رمزه «براد الشاى».. هو ده وقته! وقال رجل ناضج فى الأربعين تقريبا: ويا سلام بقى لو كان مرشح «البراد» دخل فى تحالف مع مرشح آخر رمزه «البقسماط»! والتقط الخيط من كان هناك فى نهاية الطابور يتوكأ على عصاه ويمسك بيده حفيده وقال: شايف يا واد يا هيثم صورة المرشح اللى هناك ده؟! وهز الحفيد رأسه بالإيجاب.. وراح الجد يشرح له وللواقفين أن هذا الذى تقول دعايته بأنه رمز الشرف والنزاهة.. من كبار تجار المخدرات، وبعيدا عن الطابور وما فيه وصلنا الآن وفى نبأ عاجل.. من مراسلنا داخل أحد البيوت المصرية بأن نقاشا حادا دار بين أفراد أسرة عادية.. فقد قرر الأب مخاطبة اللجنة العليا بضرورة إضافة رمز «الفرن».. لأن الهدف الرئيسى من الانتخابات تحسين «أكل العيش».. لكن الأم وهى زوجة متعلمة أكدت أن وجود «الميزان» يكفى لأن العدالة هى أساس كل شىء.. وكان كلامها منطقيا، لكن ابنتها التى هى على «وش جواز».. اعترضت وقالت إنها تتمنى لو اتيحت لها الفرصة على كل الرموز التى تشكل الأدوات المنزلية والأثاث لزوم جهازها.. وكان طبيعيا أن يختار أخوها الشاب رمز «الكورة» ومعها «السنارة» لأنه يحب صيد السمك.. وأثناء المناقشة بين أفراد الأسرة.. سمعوا أصواتا عالية من عند جارتهم الست أم مدحت وهى تتشاحن مع زوجها.. وكان الشجار واضحا فقد سألها عن القائمة الفردية، فقالت له إنها تقترح عليه أن يعطى صوته الأول لمن يريد من الرجال وأن يصوت لدكتورة: هى تعرفها وتثق فيها ومن باب تقوية شوكة المرأة.. ورحب الرجل من باب المجاملة للست حرمه التى تتهمه دائماً وأبداً بالأنانية.. وسألها عن اسم المرشحة عرف أنها «نجفة».. وأن رمزها «اللمبة».. ولم تسلم الأوراق داخل اللجنة ضرب أخماسه فى أسداسه واختلطت عليه الرموز والأسماء لأن القائمة فيها ما يزيد على المائة من رجال ونساء.. ودخلت الشمسية فى الحلة مع الكتاب والترابيزة والمكاوة والوردة مع البوكيه والسجادة.. وكل ما تذكره فى اللجنة المزدحمة أن الست اسمها «لمبة» وأن رمزها «النجفة».. لكن ما حدث أنه ركز على الرمز.. فكان الصوت من نصيب مرشح رجل اسمه «مصباح». وعاد الرجل يقول لزوجته إنه عمل الواجب وأكثر على طريقة «بخيت وعديلة».. حيث كان «الجردل» للقائمة.. و«الكنكة» له شخصيا لأن دماغه لفت فى الطابور..!