كتبت :إنجى غباشى :بعد يوم مرهق وممتع فى نفس الوقت، ركبت تاكسى أنا وماما فى دبى، كنا بنسمع الراديو و كان بيتكلم عن المذابح اللى بتحصل في ليبيا وقتها، وكنا بنقول ان القذافى اتجنن خلاص، اشترك معانا في الكلام سواق التاكسى، من لكنته (مع إنها كانت متغيرة) سألته «أنت مصرى؟». رد «اه وبتعالج». بحسن نيه قلت «ألف سلامة». قالى «لا بتعالج من كونى مصرى». استغربت وتضايقت من كلامه خاصة إننا كنا بعد رحيل مبارك بثلاثة اسابيع، فكان من الطبيعي أن أرد «بس احنا عملنا ثورة!»، بس رده كان اكتر منى موضوعية بكثير «أنا اتبهدلت كتير قوى بسبب إنى مصرى، و ماحدَش بيحترمنى ومش باخد حقى» المشوار كان قصير و كنا وصلنا، بس قبل ما انزل قلت «خلاص بقى متقلقش كلنا اتعالجنا واكتشفنا يعنى إيه مصرى بجد». ضحك و قال «يارب». أنا نفسى الرجل ده فعلاً يحس يعنى إيه مصرى، يا رب يعرف إن المصرى لسه بيكتشف نفسه بعد سواد و ظلمة وتراب كان مغطيه، بس السؤال لو هو محسسش بكده، يبقى إحنا كده لسه فاضلنا كتير، وتبقى الثورة لسه معملتش حاجة فينا ؟!. طيب إحنا ليه بندلع فى كل حاجة بنعملها؟ أنا كنت فاكرة إن أنا بس اللى كده، ده طلع حتى فى الثورة كمان.! أنا مش بقول إننا نقوم نلبس وننزل مليونية دلوقتى حالاً، بس فعلاً إعلان بيريل بيعبر عن المصريين قوى «أنا عارف إنى لازم اشتغل، بس بصراحة مش قادر و عايز أريح.» السؤال بقى «نريح من إيه؟!» أغلبنا مش بيعمل حاجة بجد، يمكن عايزين نريح من الكلام، و لو كده أنا موافقة جداً.. برضه ارجع و أقول مش لازم تنزل مظاهرة، بس المهم إنك وإنت بتعمل أى حاجة فى الدنيا - حتى لو كانت لعب و هزار- يبقي ليك موقف منها، لازم تبقى فاهم بتعملها ليه، وهتفيد منها مين، ولازم تعملها على أكمل وجه، أوعلى الأقل افتكر الرجل ده، أو افتكر إن فى بلدنا ناس كتير قوى متهانة، و قبل كل ده فكر إزاى نتعالج و نبقى مصريين بجد.