حب الحبيب.. أعظم طبيب لك يا رسول الله صدق محبه وبفيضها شهد اللسان وعبرا لك يا رسول الله صدق محبه فاق محبة من على وجه الثرا لك يا رسول الله صدق محبه لا تنتهى أبدا ولن تتغيرا لك يا رسول الله صدق محبه بالفعل والأقوال عما يفترا نفديك بالأرواح وهى رخصية من دونك عرضك بذلها والمشترى نعم إنها محبة أحب خلق الله إلى الله..إنه الرسول الأكرم الذى أنار الدنيا والكون كله بضيائه وبعقيدة سمحاء لا تعرف الظلم أو البغى أو العدوان..عقيدة أكملت كل العقائد وصححت كل الشرائع وأرست الأساس الراسخ لبناء إنسانى قوى ومتين. أما هو.. فهو فى القلب أبد الدهر..هو القدوة الحسنة..هو القائد الأعظم..هو المعلم الأول..هو النموذج الأسمى..هو قرآن يمشى على الأرض..فهل لنا أن نقتدى به ونطبق تعاليمه وإرشاداته ونقتفى آثاره؟ أما آن لنا أن نعود إلى ينبوعه الصافى المصفى..ننهل منه فى الدنيا حتى نرد حوضه فى الآخرة ونشرب من يديه الكريمتين شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا. وطيبة الطيبة..أو المدينةالمنورة..مثوى رسولنا الأكرم تشدك إليها من على بعد آلاف الأميال..وما إن تقترب منها حتى تشعر بروحانية وصفاء نفس عجيب.. ليس كمثله سكون وسكينة..للقلب والروح..نعم عندما أنشد الراحة فلا أجد غير أحضان طيبة الطيبة..ولا أجد أجمل ولا أروع من جوار رسول الله. خلال زيارتى الأخيرة إلى المسجد النبوي، أكرمنى ربى بزيارة الروضة المشرفة كل مرة أدخل فيها الحرم..كان هناك من يفسح لى المجال (وإذا قيل لكم تفسحوا فى المجالس فافسحوا يفسح الله لكم)، بل إننى خلال فترة إخلاء الروضة المشرفة، فوجئت بأحد رجال الأمن يمنحنى مقعدا حتى تنتهى الزيارة واستمر بجوار قبر حبيبى وحبيب الأمة كلها، رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكما قال نبينا الأكرم (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)، إذا فحب الرسول شرط أساسى من شروط الإيمان. وإذا كان للحب أسباب ودوافع وشواهد ومزايا..فإن حب محمد صلى الله عليه وسلم خالص لوجه الله..عشق لله فى الله..بلا سبب ولا غرض..فقط نحن نحب رسول الله لأنه رسول الله. ليس هذا فقط فإن هذا الحب لا يعادله حب آخر..سواء كان للولد أو الزوجة أو الأم أو حتى متاع الدنيا الزائل. نحن نحبه وسنظل نذوب فى حبه..حبا فى حبه..صلى الله عليه وسلم. مجرد حب الرسول هو الجائزة العظمى..هو الشرف الأسمى..والمبتغى الأول..لا نريد شيئا قبله ولا بعده. وحتى تكون محبتنا له صادقة ومخلصة..فإنها يجب أن تقترن بالأفعال والأعمال، أى أن نترجمها بنصرة الإسلام و الدفاع عن المسلمين. بمعنى آخر..فإن محبتنا للرسول لن تكتمل إلا بتطبيق شرع الله..والإحسان إلى الأهل، وأولهم الوالدين والأبناء والزوجة والجيران..أيا كان دينهم أو لونهم أو عرقهم أو أصولهم، فهم بشر يستحقون منا كل التقدير والاحترام.. والحب أيضا. حب رسول الله يقتضى منا إزاله كل مظاهر الظلم والاستبداد والطغيان لأى إنسان حاكما كان أو محكوما، وأن نقيم العدل كما أمرنا رسول الله. حب رسول الله يعنى تأسيس دولة عادلة وناهضة وقوية تستطيع الدفاع عن نفسها..دولة لا يوجد فيها مسكين أو عريان أو جائع، دولة يعيش فيها الجميع سواسية دون تمييز..بل يؤازر بعضنا بعضا بالحق ومن أجل الحق. فعندما أمسح دمعة إنسان حزين- فأنا أحب رسول الله-، وعندما أعطف على مسكين فهذا هو حب رسول الله..وعندما أكفل يتيما فأنا ألتزم بتوجيهات محمد بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم. ومثلما نحب رسول الله، فإنه كان يعشق المدينةالمنورة بنوره..الطيبة بطيبه، بل كان لها أعظم الحب فى قلبه. ومثلما أحبها رسول الله «صلى الله عليه وسلم». فقد فرض علينا الله حب المدينةالمنورة التى ورد اسمها فى القرآن أربع عشرة مرة. ومن أسمائها: دار الإيمان، ومتبوأ الهدى والفرقان، والعاصمة الأولى للإسلام وحاضنة مسجد الرسول الأكرم وطيبة الطيبة..ويثرب، الاسم الأخير لم يكن يحبه رسول الله، لأن هذه التمسية أطلقها اليهود وكانت تعنى الفساد. لذا قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم» (من سمى المدينة يثرب، فليستفغر الله عز وجل..هى طابة، هى طابة)، وقوله صلى الله عليه وسلم ( من قال يثرب، فليقل المدينة عشر مرات). وإضافة إلى الأسماء السابقة فهناك مسميات أخرى: طيبة..وطائب..والدار..والحبيبة..وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم..ودار الهجرة..وأرض الإيمان..ودار الفتح..ومأزر الإيمان..والمحفوظة..وقبة الإسلام.. والمختارة.. والمحبوبة.. والشافية.. ودار الأبرار.. إلى آخر الأسماء العديدة التى تحظى بها المدينة كما يحظى بها وبرسولنا الأكرم زائروها ومحبوها. وكل هذه الأسماء ذات دلالات عميقة ومعانٍ رفيعة..فعندما تزورها سوف تشعر بهذه المعاني..وعندما تقيم فيها، فسوف تحظى بالشرف الكبير..أما إذا كنت من أهلها وساكنيها..فنعم السكنى..ونعم الدار..فى الدنيا وبعد الممات. وقد دعا لها النبى ولأهلها، قائلا: اللهم بارك لهم فى مكيالهم، وبارك لهم فى صاعهم ومدهم)..وقال فى حديث آخر: (اللهم اجعل بالمدينة ضعفى ما جعلت بمكة من البركة). ونقلت أم المؤمنين عائشة عن النبى صلى الله عليه وسلم (اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد)، والإقامة فى المدينةالمنورة نعمة عظمى وابتلاء كبير أيضا. وكما قال رسولنا الأكرم (لا يصبر على لأوائها «وجهدها» إلا كنت له شفيعا أو شهيد يوم القيامة). وحديث آخر: (من جاء مسجدى هذا لم يأته إلا بخير يتعلمه ويعلمه فهو بمنزلة المجاهد فى سبيل الله. ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل جاء ينظر إلى متاع غيره). وكما شرف أهلها فإن الله حفظها كما قال الحبيب المصطفى (على أنقاب المدينة ملائكة.. لا يدخلها الطاعون ولا الدجال). وفى حديث آخر (ليس من بلد إلا سيطؤها الدجال.. إلا مكةوالمدينة ليس له من نقابها نقب.. إلا عليها الملائكة صافيّن يحرسونها). كما دعا رسولنا الأكرم لأهل المدينة بالشفاء من الأمراض قائلا (اللهم وبائها إلى الجحفة)، وكانت الجحفة آنذاك دارا للمشركين. وفى الحديث النبوى : المدينة لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله فى النار ذوب الرصاص . ولن يجد المسلم مكانا أفضل من المدينة لختام حياته ..وكما قال رسول الله : من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل ..فإنى أشهد لما مات بها . ولعلى أستحضر كلمات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب : اللهم ارزقنى شهادة فى سبيلك واجعل موتى فى بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم).. آمين.