تلقيت عدة ردود إيجابية وفعالة عن كيفية الحل الأمثل لمشكلة القمامة فى مصر وكيفية استثمارها باعتبارها كنزا غنيا بالمواد العضوية والجامدة. وقد اشار الدكتور شريف شوقى استاذ صحة البيئة بالمعهد العالى للصحة العامة بالإسكندرية إلى ضرورة دراسة الآثار الإيجابية والسلبية لمشروع الشركة الفرنسية للنظافة «أونيكس» وإنصافا للحقيقة فإن بداية عمل الشركة فى أوائل الألفية الثالثة ولكن مع مرور الوقت قلت معدلات النظافة بسبب سرقة بعض صناديق القمامة التى وزعتها فى الشوارع وقيام البعض من اللصوص باستغلالها فى عمل الطرشى أو تأجيرها بالساعة مثل الدراجة فى الأحياء الشعبية. فضلا عن عدم المتابعة الجادة من المشرفين والفنيين بالشركة- كعادة المصريين دائما- تغلب عليهم الحماسة فى بداية اى عمل او مشروع ثم يصيبهم الفتور واللامبالاة تدريجيا حتى تصل إلى مرحلة البلادة التامة. ويرى الدكتور شريف أنه يمكن القضاء على مشكلة الناشين الذين يسرقون الكرتون والبلاستيك من صناديق القمامة وذلك من خلال عمل فتحات ضيقة على قدر حجم كيس القمامة الذى يلقى فى الصندوق لكيلا يقلب النباش الصندوق ويخرج أحشاءه للسطو على كل ما هو غال وثمين فيه. كما يمكن التوسع فى مصانع السماد العضوى بالتوسع فى إضافة خطوط معالجة جديدة فى مصانع القمامة أو إنشاء مصانع جديدة خصوصا فى محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية حيث تؤكد الأرقام أن مخلفات القمامة العضوية والجامدة فى القاهرة تصل إلى 15 طنا يوميا بينما فى الإسكندرية حوالى 3 أطنان يوميا. والطريف أن الدراسات العلمية والتطبيقية تؤكد أن المخلفات العضوية لقمامة الفقراء ومحدودى الدخل أعلى بكثير من قمامة الأغنياء والتى يغلب عليها المخلفات الجامدة والواجبات الجافة والتيك أواى. وفى المحصلة النهائية يجب ان تتغير سلوكياتنا وأن ننمى الوعى البيئى والسلوكى فى أبنائنا وأن ندربهم على عدم إلقاء أى قمامة ولو جافة إلا فى صناديق القمامة فى الشوارع والمدارس. كما يتعين أن نتعود على السلوك الاوروبى فى استخدام نوعين او ثلاثة من الاكياس البلاستيك المصنعة للقمامة بحيث يكون أحدها للمواد العضوية والآخر للبلاستيك والكرتون والزجاج والمواد الجافة حتى يسهل على عامل النظافة فرز القمامة ووضعها فى المكان المناسب بحيث توجه الأكياس المحتوية على مواد عضوية لمصانع السماد العضوى مباشرة وهو ما يطلق عليه علميا مخلفات طرية أو توضع المخلفات الجامدة فى صناديق أخرى تسمى علميا «مخلفات ناشفة أو جافة» وتوجه لمصانع البلاستيك والكرتون وهذا سيوفر المزيد من الجهد والوقت والنفقات.