فيلم «يا أنا يا هوّه» يمثل البطولة المنفردة الثانية للممثل المجتهد «نضال الشافعى» بعد بطولته لفيلم «الطريق الدائرى» للمخرج «تامر عزت»، نجح «نضال» فى لفتْ الأنظار بمجموعة من الأدوار المساعدة، ولكن يبدو أنه تعجل البطولة مثل كثيرين من أبناء جيله، ربما كان أداؤه معقولاً ولافتًا فى «الطريق الدائرى»، أما فى فيلم «يا أنا يا هوّه» الذى كتبه «أحمد حجازى» وأخرجه «تامر بسيونى» (أول أفلامه الطويلة كمخرج) فأنت أمام سينما النوايا الطيبة التى لا تفلح فى تقديم فن جيد، وكيف يمكن أن يتحقق الفن الجيد «وأنت» أمام سيناريو متواضع لا يعتب نفسه لا فى دراسة موضوعه ولا فى تطوير الفكرة وتعميمها؟! كيف يمكن أن تكون التجربة ناجحة والسنياريو والممثل المجتهد يخلطان مابين الطيبة والعبط، ويمزجان بين البساطة والسذاجة، ويستعيدان فكرة الدكتور جيكل والمستر هايد بدرجة مدهشة من السطحية والافتعال؟! يفترض أن الحكاية عن شاب اسمه «سعيد الحيوان» (نضال الشافعى) يعانى كما يقول الفيلم من مرض انفصام الشخصية، ويتقمص بسبب ذلك شخصية أخرى شديدة الشراسة هى «حازم» رجل العصابات، وفى الوقت الذى يحب «سعيد» الطيب الأقرب إلى البلاهة فتاة اسمها «جميلة» (ريم البارودى) ويبعث لها خطابات منذ عشرين عاماً، فإن «حازم» له عشيقة اسمها أيضاً «جميلة» (نرمين ماهر) هى بالصدفة ابنة خالة «جميلة» الأولى، وسعيد العجيب الذى يبدو فى مشاهد كثيرة أقرب إلى إنسان متخلف عقلياً، يتبادل العراك والضرب مع أخته الصغيرة «ديدى» (ليلى أحمد زاهر) فى حين يحاول خاله الطبيب (لطفى لبيب) أن يُعالجه من شخصيته المنقسمة، وفى النهاية لا يستطيع «سعيد» أن ينجح فى حسم الصراع داخله بين الشر والخير فيتزوج من «جميلة» وابنة خالتها «جميلة» تعبيراً عن فشل الانسان فى حسم الصراعات التى تمزقه؟! سذاجات لا حصرلها فى الفيلم تستحق التسجيل، فليس صحيحاً أن مريض الفصام الناتج عن نقص كيماوى فى المخ يتحول من شخصية إلى أخرى كما شاهدنا بصورة بلهاء، مما يدل على أن مؤلفنا استمد معلوماته من الأفلام لامن الكتب، وضحت السذاجه حتى فى طبيعة عمل «سعيد» فى إحدى المجلات حيث ينقل إلى قسم الحوادث لتغطية مؤتمر صحفى لسفير الصين ولكنهم يمنعمونه من الدخول رغم أنه مؤتمر صحفى للصحفيين «؟!!» بدت المصادفة أيضاً عجيبة بين جميلة وجميلة، وبدا الطبيب (لطفى لبيب) لايفهم إن علاج الفصام الاساسى بالعقاقير وليس علاجاً سلوكياً، ولذلك أصبح مضحكاً أن يحرص سعيد الطيب على مواجهة حازم الشرير. يبذل «نضال الشافعى» جهداً بدنياً ضخماً ولكن بلاجدوى، كان هناك أيضاً تميز فى مونتاج «إسلام لطفى»، وملابس «داليا يوسف» وصورة «أحمد حسين» وموسيقى «محمد محى»، ولكن كل هذا الجهد الضخم بلا ثمرة على الاطلاق بسبب سذاجة السيناريو المتواضع.