فن الكاريكاتير من الفنون المهمة التى شاركت فى ثورة 25 يناير بقوة وكان لها أثر كبير فى عقول الجماهير الغفيرة التى تجمعت فى ميادين مصر المختلفة، خاصة ميدان التحرير بالقاهرة، وكل من ميدان سعد زغلول وأمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، وغيرها من ميادين المدن الأخرى، بل إن الثورة كشفت عن فنانين جدد تلقائيين عبروا عن أنفسهم وعما بداخل الناس من مشاعر وآلام من خلال ذلك الفن.وتحت عنوان «كاريكاتير الثورة» أقيم بميدان سعد زغلول بالإسكندرية معرض لفن الكاريكاتير المعبر عن الثورة وذلك بالتنسيق مع اللجان الشعبية لحماية الثورة فى الإسكندرية استمر أسبوعا ولاقى إقبالا جماهيريا كبيرا، وهى تجربة جديدة على الشارع السكندرى أن يقام معرض للكاريكاتير فى الشارع، مما لفت الأنظار إليه وجذب إليه جمهوراً من البسطاء الذين تشغلهم حياتهم اليومية والبحث عن لقمة العيش وليس لديهم الوقت ليذهبوا إلى قاعات المعارض، ولكن هذا المعرض وصل إليهم بدلا من أن يصلوا إليه. يحكى ل «أكتوبر» عن التجربة الدكتور حسن الفداوى الأستاذ بالفنون الجميلة والمشارك بالمعرض قائلا: كان المعرض تظاهرة سلمية رائعة أعتقد أنها تستجلى حملات التوعية الثقافية والفنية التى انتشرت فى مصر فى الفترة الأخيرة مستغلة حالة التوهج النفسى والمعنوى عند أفراد الشعب المصرى، موضحا أن المعرض كان أكثر من رائع وبه تلاحم بين الهواة والفنانين والناس التى أخذت جرعة من هذا التلاحم مع الإحساس بالأمان الذى بدأ يعود للشارع المصرى، متمنيا أن ينتشر المعرض ويُحدث تعادلاً مع الفكر الذى يدعى أن فن الكاريكاتير حرام. ومؤكدا أن نجاح التجربة تغرى بتكراره مرة أخرى. وتضيف الفنانة الشابة رضوى عادل صاحبة فكرة إقامة المعرض: أن فن الكاريكاتير يعد أحد أبرز الأعمال الفنية الإبداعية التي تخرج مرارة الواقع بصورته الحقيقية غير المزيفة وبعد الثورة أصبح الإلهام حليف رسامي الكاريكاتير يخرجون من مخزونهم وطاقتهم ما يعبرون به عن الفساد والظلم والطغيان والاستبداد وانتقاد كل ما هو سلبي وغير إيجابي بالمرة ويعد مرآة الشعوب وصورة جلية واضحة أمام الجميع، فبرغم أن الكلمة سفير الكاتب إلا أن اللقطة أو الرسمة هي سفير الفنان تنطلق من ريشته لتعبر عن كل شيء بحيادية تامة. ويظل فن الكاريكاتير له قوته عبر جميع الأجيال ومن أرقى الفنون التعبيرية الساخرة. وتشرح رضوى ل «أكتوبر» فكرة المعرض قائلة: إنها قامت على تجهيز المعرض بأبسط الإمكانيات حيث تم تجهيزه علي قماش يعلق بين الأشجار وتعرض عليه اللوحات حتي يستمتع جمهور الحاضرين من زوار الحديقة بالمشاهدة والرؤية عن قرب والتفاعل مع الأعمال وبمعاونة ومجهود اللجان الشعبية التي ساهمت في تكاليف هذا المعرض. أيضا كان لشبكات التواصل الاجتماعى دور كبير حيث لاقت الدعوة التى تمت من خلال الفيس بوك إقبالا كبيرا من الشباب السكندرى، كما تم استلام الأعمال عن طريق الإيميل الخاص بالفنانة رضوي عادل. هذا وقد تم عرض 80 لوحة خلال المعرض وشارك فيه مجموعة من فنانى الكاريكاتير وهم: إبراهيم حنيطر، حسن الفداوى، أحمد الباز، سمير عبد الغنى، مصطفى على، أسامة خليل وهو فنان مصرى مغترب بالكويت، وسام خليل فنان مصرى مغترب فى البرازيل، سليمان الموسيهيج من السعودية، كما شارك من الشباب كل من: رضوى عادل، هبة على، محمد شاه، إسراء عابدين، دينا عبد الجواد.