أكبر نار حتى لو كانت حربا شعواء تبدأ من أصغر شرارة، ومن الأسف أننا فى مصر أصبحنا مهددين بشرر صغير كثير يحمل أسماء: عبير وكاميليا ووفاء، وكلهن نساء لكنهن أشعلن حرائق وصدامات خطيرة آخرها حرب عبير التى اشتعلت فى منطقة إمبابة وذهب ضحيتها 15 قتيلاً و222 جريحاً. الحكايات تقريبا فى الحروب الثلاث واحدة تدور حول زوجة مسيحية أسلمت والله أعلم إن كان باعثها إلى الإسلام حقيقيا أم أنه نافذة الهروب من سجن الزوجية الذى لا يعترف فى المسيحية بالطلاق. مما جعل بعض المسيحيين يناشدون البابا بالتخلى عن التمسك بمنع الطلاق والاكتفاء بالانفصال، لأن ذلك وراء موضوع استخدام المسيحيات الإسلام، وأياً كان خاصة أن الأمر يتعلق بِشأن مسيحى والمسيحيون أدرى بشئون دينهم وعلينا الاحترام، مع ذلك فإن المصادفة لا تجمع ثلاث زوجات يردن الهرب من معاشرة أزواجهن ويكون فى الأمر مسلم. وعبير واسمها الأصلى عبير طلعت فخرى غالى كما أصبح معروفاً، كانت تقيم بقرية اسمها قرية الشيخ شحاتة بأسيوط، وقد تزوجت من شاب قبطى أنجبت منه طفلة عمرها اليوم 3 سنوات، وسواء كان الزوج يسىء معاملتها ويضربها - كما تقول - أو أنها بالغت فى ذلك فإنها حسب شهادة إمام مسجد القرية تعرفت على سائق مسلم هربت معه إلى القاهرة، حيث أشهرت إسلامها وتزوجته. وبعد ذلك قيل إن الزوج المسيحى استعان بالكنيسة لاستعادة عبير وأن الزوج المسلم استعان بالسلفيين لرد زوجته المسلمة التى سمع أنها محبوسة فى كنيسة مارمينا بإمبابة وعند ذلك لا تسل، فقد ازدحم مكان الكنيسة بنحو ألفين من السلفيين انشقت الأرض عنهم وعدد آخر من الأقباط وآخرون من البلطجية الانتهازيين الذى كثر ظهورهم هذه الأيام، وقد راح الجميع يتبادلون الاتهامات حول من بدأ بإطلاق النار ومن رد ومن أشعل الحريق فى الكنيسة ومن صرخ ومن ألقى زجاجات المولوتوف التى بسرعة كانت معدة وجاهزة، لكن المهم أن امرأة ما استطاعت أن تشعل نيران هذه الحرب. وهى ليست أول «حادث مؤسف» كما جرت العادة على وصفه يقع، فبعد وئام وتعايش وألفة ومحبة عاشها شباب الثورة فى ميدان التحرير أثبتوا فيها طوال أيام الثورة أن مصر نسيج واحد لا فرق بين مسلم ومسيحى، إذا بقنابل الفتنة الطائفية تنفجر فى وجوهنا مرة فى كنيسة أطفيح ومرة فى إمبابة وأخرى أمام التلفزيون، وقد تعودنا معالجة النيران كلما اشتعلت بالمراهم وجلسات المشايخ والقساوسة تسمع من كل واحد كلمتين عن الوحدة الوطنية ويضعون أيديهم فى أيدى بعض وينصرفون فى انتظار قنبلة أخرى تنفجر فى الوجوه وتشعل حربا جديدة. ولعلى أقول كمسلم إن امرأة أو مائة لن تزيد من قدر المسلمين ولن تنقص من قدر المسيحيين، فمن يظن أن المرأة أسلمت فاتركوا أمرها لخالقها وإذا كانت تجاهر بإسلامها وتتعرض للأذى فثوابها عند خالقها، وهى لن تكون أفضل من مؤذن الرسول بلال ولا آل ياسر، أما إذا كانت تخفى إسلامها خوفا فهذا أيضا أمر مشروع وربها أعلم بحالها «إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان». أما علاج هذه الحروب بمراهم الوحدة وشعارات عاش الهلال مع الصليب فهو لا يختلف كثيرا عن الذى يعالج السرطان بالأرواح متجاهلا الطب الذى يقابله القانون فى مواجهة ما يقع من تجاوزات فى حق المجتمعات. وإلى أن يطبق القانون بحزم وقوة ستبقى سلامة الوطن تحت رحمة عبير أو كاميليا أو أى اسم جديد. وأنهى بسؤال قد يبدو خارج الموضوع: فى أمريكا يسمون جميع الأعاصير التى تتعرض لها البلاد ويعرفون تحركاتها مقدما ويطلقون التحذيرات منها.. يسمون هذه الأعاصير جميعها أسماء أنثوية.. لماذا؟ ??? قلبك بين أسنانك صدق أو لا تصدق أن آخر النصائح الطبية المبنية على دراسات تقول إن قلبك بين أسنانك وأن الذين لا يغسلون أسنانهم مرتين يوميا معرضون للإصابة بأمراض القلب. الدراسة اجريت فى اسكتلندا على ألف شخص وانتهت إلى وجود صلة بين أمراض اللثة وأمراض القلب. لكن الذى يريدون حسمه من خلال المزيد من الابحاث هو هل سوء الحالة الصحية للأسنان يؤدى الى الإصابة بأمراض القلب أم أنه مؤشر للإصابة بتلك الأمراض؟ من المعروف علميا أن وجود التهابات فى جسم الإنسان بشكل عام يؤدى الى ترسبات على جدران الشرايين، مما يؤدى الى الإصابة بالأزمة القلبية، ولكنها المرة الأولى التى يربط فيها باحثون عدد مرات غسل الأسنان بالإصابة بأمراض القلب. قرأت ان الذين أعدوا الدراسة ونشروا نتائجها فى صحيفة طبية معروفة (بريتيش ميديكال جورنال) بحثوا نمط حياة الأفراد الذين خضعوا للتجربة من حيث التدخين وممارسة تمرينات الرياضة والعادات التقليدية المتبعة عادة لمحافظة الإنسان على صحته، وأنهم طلبوا إليهم الإجابة عن سؤال عن عدد مرات زيارتهم لطبيب الأسنان وعن غسل أسنانهم، والتاريخ الصحى للأفراد وأمراض القلب فى العائلة ومقاييس ضغط الدم. وقد ذكر ستة من كل عشرة شملتهم الدراسة أنهم يزورون طبيب الأسنان مرة كل ستة شهور، بينما أكد سبعة من كل عشرة أشخاص أنهم يغسلون أسنانهم مرتين فى الأسبوع، وكان الملاحظ أنه خلال ثمانى سنوات استغرقتها الدراسة أصيب 555 شخصا من الذين شملتهم هذه الدراسة بأزمات قلبية أودت بحياة 170 منهم. وبتحليل العوامل التى تؤثر فى أمراض القلب مثل السمنة والتدخين والعوامل الوراثية، وجد الباحثون أن الذين لا يغسلون أسنانهم مرتين فى اليوم تزيد نسبة إصابتهم بأمراض القلب 70%. ولكن لماذا؟ يقول الرد «إذا لم تنظف أسنانك فإنك ستصاب ببكتيريا تسبب الالتهاب، ولكن الموضوع معقد لان سوء أحوال الأسنان مرتبط بعوامل أخرى كسوء التغذية والتدخين، وكلاهما مرتبط بأمراض القلب. ولهذا فالنظافة الشخصية عامل مهم فى الحياة الصحية. ولكن إذا أردت مساعدة قلبك فتجنب التدخين واختر نظاما غذائيا متوازنا ومارس تمارين رياضية».