أشاد دبلوماسيون وسياسيون مصريون بخطوات التقارب بين مصر وإيران، مؤكدين على أن إعادة تقييم الوضع بعد سنوات من القطيعة بين البلدين يصب فى مصلحتهما أمنيا وسياسيا. بداية يؤكد السفير سعيد هندام – الوزير المفوض ورئيس سياسة التخطيط ومدير قسم الأزمات الخارجية المصرية – أن مسار العلاقات بين مصر وإيران سيتغير بشكل ملحوظ خلال الفترة القادمة خاصة أن إيران لها تاريخ طويل فى المنطقة ودولة قوية جدا فهى على أعتاب القدرات النووية ولها قدرات اقتصادية وسياسية لا يمكن إغفالها، وبالتالى أمر طبيعى أن يحدث تواصل بينها وبين مصر خاصة أن هناك ملفات مشتركة بين البلدين خاصة فيما يتعلق بملف أمن منطقة الشرق الأوسط. ويرفض السفير أن تكون الولاياتالمتحدةالأمريكية أو إسرائيل عقبة أمام عودة العلاقات المصرية الإيرانية وأن مصر لن تسمح بذلك، هذا إلى جانب أن العلاقات الإيرانيةالأمريكية لن تظل فى عداء مستمر فمن المتوقع أن تتحسن فى المستقبل القريب وبالتالى ليس هناك مخاوف من عودة العلاقات بين مصر وإيران. الآن وبعد الثورة وبعد تغير الفكر السياسى والاستراتيجى الذى حدث بعد 25 يناير تستطيع مصر خلق نوع من التوازن من خلال المصالح المشتركة وتحويل إيران من دولة عدوة الى صديقة. ومن جانبه يؤكد د. محمد السعيد إدريس - خبير الشئون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية - أن توجه السياسة الخارجية المصرية للتقارب مع إيران يعكس تغيراً حقيقياً فى الاستراتيجية المصرية تجاه المنطقة. ويرى أن مصر تدرك الآن أنه لا يمكن تجاهل واقع المنطقة ككل، وبالتالى فإن إعادة تقييم العلاقات مع إيران منطقى وجيد إلى حد كبير، مشيرا إلى أن اعتبار إيران مجرد عدو نتفادى تبادل العلاقات معه كان مثار جدل كبير فى الأوساط السياسية، فى الوقت الذى نقيم فيه علاقات جيدة مع تل أبيب على الرغم من أنها العدو الحقيقى، ونتعامل مع تركيا باعتبارها إحدى القوى فى المنطقة ونغفل إيران التى تعتبر قوة لا يمكن إغفالها. ومن جهته يؤكد د . فخرى الطهطاوى – الخبير فى إدارة الأزمات الدولية وأستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة - أن مصر فى حاجة إلى إعادة ترتيب أوراقها فى السياسة الخارجية واستثمار الوضع الجديد من خلال إعادة صياغة نظرية الأمن القومى المصرى بمفهوم جديد بما يتناسب مع روح ثورة 25 يناير وطبقا لثوابت المصلحة العليا. ويرى الطهطاوى أن مصر لديها فرصة ذهبية لإعادة رسم خريطة العلاقات الخارجية خاصة مع إيران من خلال اتخاذ مسلك الهجوم السياسى وملاحقة الآخر والتخلى عن مبدأ انتظار رد الفعل واتخاذ خطوات سريعة وواضحة لعودة العلاقات المصرية الإيرانية ولا يجب استبطاء رد الفعل الإيرانى. ويضيف أنه إذا انتظرنا رد الفعل الإيرانى ولم نهتم بعنصر الوقت فلن نتحرك إلى الإمام خاصة أن الكرة فى ملعب مصر وليست إيران وبالتالى فمصر هى التى ستحدد الرؤية المستقبلية لشكل العلاقات المصرية الإيرانية. ويشيد د. محمد حسام الدين – عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية ومستشار عمدة نيويورك سابقا – بالسياسة الخارجية المصرية التى تدعو بعودة العلاقات الإيرانية –المصرية موضحا أن مسار العلاقات بين القاهرة وطهران سيتغير بشكل ملحوظ خلال الفترة القادمة وأن المؤشرات الحالية تؤكد أن مصلحة مصر تقتضى إقامة علاقات متوازنة مع كافة الدول ومنها إيران خاصة أنه لا يمكن تجاهل تنامى قوة إيران على كافة الأصعدة.