لست مع البقاء فى الماضى أو الجرى للخلف، فقد انتصر الشعب المصرى وحقق مكاسب لا بأس بها، أعتبرها طريقاً معبداً للبناء الصحيح لكل مؤسسات الدولة، وبالتالى من غير المعقول أن نعطى الميدان «برلمان التحرير» للبلطجية، وفلول النظام السابق، علينا أن نضع نقطة ومن أول السطر لنبدأ فى العمل والتشريع للمستقبل وصناعة القرار وأنا شخصياً متفائلة، رغم كل ما يطرح من مخاوف وهواجس بسبب ثورة مضادة أو عابث أجنبى يحاول النفاذ لتكسير مصر الفتية التى عادت بثوب ثورتها العبقرية.. أراهن على وعى الشعب المصرى وتمسكه بما حققه منذ 11 فبراير وإلى اليوم، فلا لصدام أو اعتصام أو عنف فى ميدان التحرير فهو رمز للعزة والكرامة والحرية ومستقبل الشعوب لا تصوغه العقول المظلمة أو أيادى البلطجة، إنما بجهود كل سواعد من شارك فى ثورة مصر العظيمة.. فيجب ألا نقف فى الخلف أمام مبارك ونظامه لقد أسدل الستار والعصا السحرية يملكها الجيش والشعب والحكومة معا.. من خلال العمل والإنتاج والتنمية وعودة السياحة والأمن والمساهمة فى البناء واقتلاع كل البقع السوداء من تاريخ مصر ورفع علمها بدلا من حمل صور لرموز الفساد، فمصر فوق الجميع وما حدث من تحقيقات مع الرئيس السابق وأسرته لخير دليل على التمسك بالعدالة الاجتماعية - شعار الثورة، ولا ننبش جراح الماضى ونبتعد عن الروح العدائية والانتقام.. لنبدأ عهداً جديداً وننسى حسنى مبارك وكل رموز نظامه.. وإن كنت أتمنى أن يتضمن خطابه الأخير قبل حبسه 15 يوما على ذمة التحقيق أن يعتذر للشعب المصرى عما حدث منه وما ارتكبه من جرائم وأن يتنازل عن كل ما يملك هو وأسرته لصالح مصر التى رأى أنه خدمها بشرف وأمانة.. وأن يتعهد بعدم تحريض مجموعاته وميليشياته التى تنشر فى الأرض فسادا إذا كان صادقا فيما قال بأنه تخلى عن المنصب واضعا مصالح الوطن وأبنائه فوق كل اعتبار، وإذا كان يريد الخير والتوفيق لمصر وشعبها - لكن للأسف - فقد تعود مبارك إلقاء خطابات تتبخر أحبارها بعد الانتهاء منها.. ويكفى أن يتابع جمال وعلاء ما يطلق من نكات على ما قلت.. (معنديش فلوس.. فتش فتش).. (أنا ما أخذت 70 مليار إنما 68 فقط).. (جمال إيه اللى تحققوا معاه من أنتم؟.. من أنتم؟). سوسن