إنهارت الحكومة اللبنانية فى 12 يناير الجارى نتيجة انسحاب كتلة المعارضة المكونة من 11 وزيرا اعتراضاً على استمرار لبنان فى دعم المحكمة الدولية التى تنظر فى اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى السابق رفيق الحريرى، خاصة مع تسرب بعض الأنباء عن تضمن لائحة الاتهام 6 أعضاء بارزين فى حزب الله مما يعرضهم إلى المثول أمام المحكمة. ومما يزيد من خطورة الأوضاع فى لبنان حسب ما ذكر موقع «ديبكا» المعروف بصلته الوثيقة بالدوائر الاستخباراتية والعسكرية فى كل من تل ابيب وواشنطن أن لبنان أصبحت أرضاً مفتوحة لمزيد من الصراعات بين مراكز القوى المدعومة من الخارج، فكتلة المعارضة مدعومة من إيران وسوريا بينما كتلة رئيس الوزراء سعد الحريرى مدعومة من الغرب والسعودية. وقد أرسل سعد الحريرى رسالة قوية من خلال استمراره فى جولته الخارجية - والتى قابل فيها كلاً من الرئيس الأمريكى باراك أوباما والرئيس الفرنسى ساركوزى وخادم الحرمين الملك عبد الله على الرغم من علمه باستقاله كتلة المعارضة وسقوط الحكومة - مفادها أنه لن يتخلى عن المحكمة الجنائية كما عمل على تنظيم صف الحلفاء من أجل مواجهة الوضع الراهن. وفى سياق متصل أكدت الولاياتالمتحدة على دعمها الكامل للمحكمة الجنائية بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث تحاول الإدارة الأمريكية إقناع المحكمة الدولية بإجراء محاكمة غيابية لعناصر حزب الله المتهمين بالمسئولية عن اغتيال الحريرى. وكشف موقع أن الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلارى كلنتون كلفا السفير جيفيرى فيلتمان مساعد كلنتون باقناع المحكمة الدولية باعتماد هذا النوع من المحاكم، ردا على أى قرار تتخذه الحكومة التى قد تتشكل فى بيروت فى أعقاب سقوط حكومة سعد الحريرى برفض التعاون مع المحكمة الدولية. وكان نفس الموقع قد كشف أن أوباما وساركوزى والحريرى قد بلوروا مؤخرا استراتيجية مشتركة للتعاطى مع أى تداعيات قد تنجم عن قرار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريرى باتهام قادة الذراع المسلحة فى حزب الله بالمسئولية عن عملية الاغتيال. ووأوضح الموقع أن كل المؤشرات تدل على أن أوباما قد اختار خوض مواجهة عسكرية وسياسية مع إيران وحزب الله فى لبنان، فى حال تقويض حزب الله شرعية الإجراءات التى تتخذها المحكمة الدولية. ويدلل الموقع الإسرائيلى على استعداد أوباما لخوض مواجهة عسكرية فى لبنان من خلال ما نقله عن مصادر عسكرية أمريكية عن وصول حاملة الطائرات « يو اس اس انتيربريز» والقوة الجوية البحرية التابعة لها المعروفة ب «انتيربريز كاريير ستريك جروب» والمكونة من خمس سفن حربية بالإضافة إلى ارسال 80 قاذفة للمنطقة التى يعمل فيها الاسطول السادس الأمريكى فى البحر الأبيض المتوسط. من جهة أخرى صرح زعيم حزب الله «حسن نصرالله» أن كتلة المعارضة لن تسمح بتسمية سعد الحريرى رئيسا للوزراء مرة أخرى كما أنها لن تسلم أى من أعضاء الحزب للمحكمة الدولية و لن تسمح بأن تتهم باطلا بقتل رفيق الحريرى . وتعد تصريحات نصر الله رسالة قوية إلى الحريرى و حلفائه وعليهم الاختيار ما بين استقرار لبنان أو المحكمة الدولية . ويبدو جليأ للعيان أن المرحلة القادمة ستحتاج إلى أكثر من قمم عربية ومبعوثين إلى الشرق الأوسط لمنع اندلاع توتر جديد فى لبنان تهدد أمن المنطقة.