مع بداية العام الجارى أدت «ديلما روسيف» المقاومة السابقة والملقبة «بالمرأة الحديدية» اليمين الدستورية لتصبح أول إمرأة ترأس البرازيل، وذلك فى حفل تنصيب حضره عدد من القادة والزعماء فى العالم. وانتخبت ديلما فى أكتوبر الماضى أثر فوزها على خصمها الاشتراكى الديمقراطى جوزيه سيرا، خلفا للرئيس «لويس ايناسيو لولا دا سيلفا» الذى استخدم حضوره القوى ووزنه السياسى لضمان انتخاب هذه الخبيرة الاقتصادية شبه المجهولة من البرازيليين. وعلى الرغم من أن الظروف مواتية بالنسبة لروسيف كونها أول سيدة تتولى منصب رئيسة البلاد مع وجود دعم من الرئيس السابق دى سيلفا، فضلا عن الضع الاقتصادى القوى، إلا أن التحديات أكثر بكثير من الامتيازات التى تتمتع بها روسيف. وفى هذا السياق، ذكر تقارير إخبارية أن روسيف ستستمر فى تنفيذ السياسات الداخلية والخارجية التى تبعها معلمها دى سيلفا من أجل الحفاظ على وعودها الانتخابية، حيث أبقت فى حكومتها على احد عشر وزيرا من عهد دى سيلفا من بينهم وزيرا المال والدفاع، وهما الحقيبتان الأساسيتان فى الحكومة حديثة التشكيل، ومع ذلك فقد أردت روسيف أن تترك بصمتها إذ يتوقع خبراء أن تضم الحكومة الجديدة أكبر عدد من النساء فى تاريخ البرزايل إلا أنه لم يتم الإشارة إليهن بعد. وفى غضون ذلك ، نشرت بعض التقارير أسماء المرشحين لتولى عدد من الحقائب الوزارية فى حكومة روسيف منهم أنطونيو باتريوتا السفير السابق فى واشنطن ليصبح وزيراً للخارجية وسيتولى الملفات الشائكة مثل الملف النووى الإيرانى والحفاظ على السياسات الإيجابية التى انتهجها الوزير السابق سيلسو أموريم، كما سيتم تعين السيناتور إديسون لابو وزيراً للطاقة، فضلا عن الإبقاء على جويدو مانتيجا وزيراً للمالية وفاجنر روسى وزيراً للزراعة، كما سيتم تعيين نيلسون باربوسا السكريتر التنفيذى لوزارة المالية بعد أن كان التوقعات تشير إلى توليه منصب وزير المالية فى الحكومة الجديدة. وفى سياق متصل، نشرت مواقع إخبارية أن نائب الرئيسة روسيف يدعى ميشل تامر وهو أستاذ القانون ورئيس مجلس النواب ومن أصول لبنانية، حيث هاجر والداه عام 1925 إلى البرازيل واستقرا فى مدينة ريفية اسمها «تييتيه» وتبعد 145 كيلومتراً عن سان باولو، وفيها استأجر والده آلة لتقشير الأرز والبن عاش عليها وقام بتربية أولاده. وفيما يتعلق بالتحديات، فأمام روسيف طريق طويل إلى حد ما وغير ممهد وذلك لأنها يجب أن تثبت جدارتها وأنها لا تقل احترافية عن سلفها دا سيلفا من حيث الشعبية والإنجازات وذلك لأن المقارنه بينهما - رغم كونها تليمذته وأحد وزرائه المخلصين - ستكون على أشدها فى فترة الرئاسة الأولى، فضلا عن أن المقارنة ستزداد بينهما إذا فشلت فى تحقيق إنجازات فى الأيام الأولى لها فى السلطة، حيث يرى البعض أنه فى حالة فشل فشل روسيف فستتحول حكومتها إلى حكومة تسيير أعمال حتى الانتخابات القادمة، وتتضمن التحديات التى يجب أن تواجهها روسيف البطء فى قطاعى الصحة والتعليم، بالإضافة إلى إصلاح قطاعات الضرائب والتقاعد والنظام السياسى الذى أصبح امرا ملحا. كما تشكل المطارات والطرق التى تعمل بأقصى طاقتها عراقيل امام التنمية بينما يفترض ان تستضيف البرازيل مباريات كأس العالم لكرة القدم فى 2014 والألعاب الأولمبية فى 2016. ومن جانبها، ترى روزمارى سيجورادو أستاذة العلوم السياسية فى جامعة ساوباولو الكاثوليكية أن روسيف ليست دا سيلفا. فقد انبثقت عن حكومتة وكانت وزيرة اساسية ولم تبدأ من الصفر. إلا أنها ستترك بصماتها الخاصة. وخلال الولايتين الرئاسيتين ل «داسيلفا» خرج 29 مليون شخص من الفقر وأصبح أكثر من نصف مليون برازيلى اليوم جزءا من الطبقة الوسطى بينما يتوقع ان يبلغ النمو هذه السنة 7.6%.