لاشك ان انسحاب حزب الحركة القومية المتحدة ثانى أكبر أحزاب الائتلاف الحاكم فى باكستان وانضمامه الى مقاعد المعارضة فى المجلس الوطنى ومجلس الشيوخ قد يؤدى الى سقوط حكومة الرئيس آصف على زردارى خاصة بعد أن تفقد أغلبيتها فى المجلس الوطنى .. خصوصاً أن التحالف الحكومى بقيادة حزب الشعب الباكستانى أصبح لا يتمتع الا بدعم 160 نائبا من اصل 342. فمنذ فترة طويلة والخلاف مشتعل بين الحركة القومية المتحدة وحزب الشعب الباكستانى الذى يتزعمه الرئيس آصف على زرداري، وذلك بسبب مشاكل عدة ابرزها العنف السياسى فى كراتشى والاصلاحات المالية التى يطالب بها صندوق النقد الدولى والفساد والتضخم اللذين يقوضان اقتصاد البلاد خاصة بعد تراجع الاستثمارات الاجنبية المباشرة فى باكستان بمقدار 21.5% فى الاشهر الخمسة الاولى من عام 2010 لتصل الى 573.3 مليون دولار بسبب عوامل من بينها عنف المتشددين. وعلى الرغم من اغلاق الاسواق المالية على ارتفاع قدره 28% فى عام 2010 بما يرجع جزئيا الى حركة الشراء من جانب الاجانب فهذه الاموال من السهل سحبها من السوق الباكستانية فى حالة وقوع أزمة كما انها من ارخص الاوراق المالية فى المنطقة. ومن المتوقع أن يبدأ المستثمرون فى بيع اسهمهم فى حالة سقوط الحكومة. وقال محللون ان تشكيل ائتلاف جديد سيكون عملية صعبة وتستغرق وقتا طويلا وان الارجح هو اجراء انتخابات مبكرة قبل موعدها المقرر فى 2013. ومن الممكن أن تحرك المعارضة الان تصويتا فى البرلمان لسحب الثقة من الحكومة. ويحاول مساعدو الرئيس الباكستانى اصف على زردارى كسب تأييد جماعة علماء الاسلام وهى شريك صغير فى الائتلاف الحاكم خرج من الحكومة الشهر الماضى بسبب عزل أحد وزرائه وانضم الى المعارضة. ومن جانبه اكد رئيس الوزراء الباكستانى يوسف رضا جيلانى ان حكومته لن تنهار بعد انسحاب شريك رئيسى من الائتلاف الحاكم وانه لا يتوقع اية ازمة بسبب هذا الانسحاب لأنه يعمل على تشكيل تحالف جديد لتفادى التصويت على سحب الثقة من حكومته وبالفعل قام جيلانى بمباحثات مع زعماء المعارضة للتشاور بشأن تشكيل ائتلاف جديد ومن ضمنهم تشودرى شجاعت حسين زعيم حزب الرابطة الاسلامية قائد الحزب الذى يعد ثانى أكبر حزب معارض ويشغل 50 مقعدا فى الجمعية الوطنية، من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد عبدالباسط ان بلاده مستعدة لاستئناف حوار هادف مع الهند لحل المسائل العالقة ودفع العلاقات الاقتصادية والثقافية إلا أن الحوار غير كاف من دون اتخاذ خطوات جادة من جانب الهند لازالة العقبات وحسم القضايا الاستراتيجية حيث إنه من الصعب تحقيق الاستقرار والسلام فى منطقة جنوبى القارة الآسيوية مالم يتم حل القضايا الجوهرية.