جاء رحيل ريتشارد هولبروك المبعوث الأمريكى لأفغانستانوباكستان أو «كسينجر البلقان» كما يطلقون عليه ليمثل ضربة لجهد أوباما فى أفغانستان خلال الفترة القادمة، حيث تأمل واشنطن فى أن تبدأ فى وضع القوات الأفغانية فى المقدمة، وبدء سحب القوات الأمريكية فى يوليو المقبل، وقد أثنى أوباما على الدور الذى لعبه هولبروك فى أفغانستانوباكستان قائلا: إن التقدم الذى أحرزناه فى أفغانستانوباكستان ينسب بجزء كبير إلى الجهود التى قام بها هولبروك من دون كلل من أجل المصلحة الوطنية لأمريكا. يذكر أن هولبروك شغل عدة مناصب متنوعة منذ حصوله على درجة البكالوريوس من جامعة براون، فعمل ككاتب ورئيس تحرير مجلة ومسئول بمصارف استثمارية ومستشارا ثم مديرا ببنك (ليمان برازرز)، بالإضافة إلى نشاطه فى مجال السلام، وعضوية العديد من الهيئات والجمعيات مثل المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية ولجنة العلاقات الأمريكية الصينية ولجنة الإغاثة الدولية. أما عن نشاطه الدبلوماسى فبدأ منذ حوالى 50 عاما وتحديدا عام 1962 عندما عيّن موظفا فى السلك الدبلوماسى ثم تعلم اللغة الفيتنامية والتحق بفيتنام ليقضى ست سنوات من الخدمة فى مجموعة متنوعة من الوظائف أبرزها مساعد للسفير، ثم عاد عام 1966 ليعمل موظفا بالبيت الأبيض ضمن فريق فيتنام بإدارة الرئيس جونسون، كما تولى العديد من المسئوليات الدبلوماسية أبرزها مديرا لهيئة السلام بالمغرب عام 1975 ومساعد وزير الخارجية لشئون آسيا والمحيط الهادى فى الفترة من 1977 حتى 1981 وهى الفترة التى أقامت فيها الولاياتالمتحدة علاقات دبلوماسية كاملة مع الصين ثم سفيرا للولايات المتحدة لدى ألمانيا عام 1993، وفى 1995 تولى مهام مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية وعيّنه كلينتون مبعوثا خاصا للبلقان، ثم أصبح سفيرا للولايات المتحدة لدى الأممالمتحدة فى الفترة من 1999 حتى 2001. وأخيرا المبعوث الخاص لباكستانوأفغانستان فى 2009، وقد لعب هولبروك أدورا دبلوماسية فى عدة منازعات مثل حرب البوسنة التى انتهت فى 1995 باتفاقات «دايتون» للسلام التى يعد أحد أبرز مهندسيها، كما لعب دورا مهما فى نزع فتيل أزمة بين اليونان وتركيا حول السيادة على إحدى الجزر غير المأهولة ببحر إيجه، أما مهمته الأخيرة فى باكستانوأفغانستان، فقد كانت الأصعب حيث كان يتولى الشق المدنى من الجهد الذى تقوم به الولاياتالمتحدة منذ حوالى عشرة أعوام، وقام الدبلوماسى الأمريكى بالعديد من الزيارات إلى أفغانستانوباكستان خلال تلك الفترة.