برئاسة السيدة الفاضلة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية ورئيس ومؤسس الحركة الدولية للمرأة من أجل السلام اختتمت فاعليات منتدى الأقصر الدولى لمناهضة الإتجار بالبشر والذى تضمن إعلان بروتوكول الأقصر باتفاق 25 مؤسسة معنية بالتصدى لهذه القضية ليواكب إعلان البروتوكول المبادئ الأخلاقية للمائدة المستديرة التى عقدت فى أثينا عام 2006، كما تفضلت سيادتها بمنح أول جائزة لرجال الأعمال باسم (رائد الأعمال) فى مجال التصدى لمناهضة الإتجار بالبشر والتى تم تخصيصها للمرة الأولى للشخصية المميزة والداعمة لقضية منع الإتجار بالبشر. ألقت السيدة سوزان مبارك كلمة فى الجلسة الختامية بالمنتدى أكدت فيها أن قصص النجاح ليست فقط دليلا على القوة ولكن اهتماما من قطاع الأعمال لاقتلاع جذور ومسببات الإتجار بالبشر وإنقاذ حياة الناس.. مؤكدة أن هناك الملايين من النساء والرجال والأطفال سوف يتمكنون من التمتع بحياة خالية من العنف والتفرقة من خلال هذه البداية كحركة قوية يتذكرونكم بها دائماً كرواد لهذه التجربة. وأضافت سيادتها أن اختيار الفائزين بجائزة رواد الأعمال تم من خلال لجنة التحكيم التى ركزت اختيارها حول المنع للإتجار بالبشر والتوعية والحماية والدعم وإعادة التأهيل وتطبيق القوانين، ثم أعلنت سيادتها منح الجائزة لثلاثة رواد للأعمال وهم السيد كريستوفر ديفيز مدير شركات بودى شوب والسيدة مارلين كالسون نيلسون صاحبة شركات كارلسون والسيدة روبيرت ريدجى هول نائب رئيس شركة ليكسين نيكسن. وأعربت سيادتها عن أملها بأن تكون هذه الجائزة حافزا لرجال الأعمال ووعدت بعقد لقاء بعد عامين تلتقى خلاله بأبطال جدد لهم مبادرات واعدة .. وفى الجلسة الختامية أعلن المنتدى توصياته التى ألقتها الأميرة نسمة بنت طلال شقيقة الملك عبدالله ملك الأردن رئيسة إحدى المؤسسات الخيرية التى أكدت فى كلمتها أن الإتجار بالبشر عملية دولية عابرة للحدود وتسعى لاستغلال الاطفال والنساء وأنه شر يجب أن يحارب دولياً مؤكدة على تناول المنتدى للدور المحورى والتشريعى الذى يمكن أن يقوم به القطاع الخاص فى تعزيز الجهود الرامية للقضاء على مختلف أشكال الإتجار بالبشر وتعزيز دور المسئولية الاجتماعية والسياحية والإعلام وقطاع الترفيه، بالإضافة إلى جميع القطاعات. وقد شاركت السيدة سوزان مبارك فى العديد من الجلسات بالمنتدى أكدت فيها على سعادتها البالغة لاستجابة المشاركين من كبار الشخصيات لتلبية الدعوة من المهتمين بمكافحة الإتجار بالبشر فى العالم باختلاف ثقافتهم ولغاتهم وأعمارهم مؤكدة أن انعقاد المنتدى فى محافظة الأقصر له أهمية كبيرة حيث إنها مستودع الحكمة القديمة وفجر الضمير الانسانى حيث تصور الكتابات على الجدران والمعابد قصصاً لا حصر لها من التعاطف والتعاون والانتصارات فى وقت كانت فيه هذه المعانى تبدو مفقودة وأضافت أن كثيرا من الاحصائيات تؤكد على أنه يتم كل عام فى جميع أنحاء العالم بيع وشراء أو نقل أو احتجاز ملايين من البشر معظمهم من الأطفال والنساء ويتم انتهاكهم جنسياً مؤكدة أن هناك دلائل واضحة على أن أعدادا كبيرة منهم يجبرون على العمل فى ظروف أقرب إلى العبودية، وأضافت أن إعلان بروتوكول برليرمو قد أحدث اختلافا حقيقيا حول هذه الظاهرة من خلال العديد من القوانين والتشريعات التى تدخل حيز التطبيق للقضاء على الثغرات القانونية التى كانت تستغل من جانب المهربين لافتراس الضعفاء، وأكدت سيادتها على دور القطاع الخاص فى هذا الشأن مؤكدة أن التجربة أثبتت أنه لا غنى عنه من أجل إنجاز تطلعاتنا المشتركة من خلال دور الشباب النشط من رجال الأعمال مشيرة إلى أن هناك إجراء يتم الإعداد له حالياً وبمقتضاه لن يبدأ أى مشروع اقتصادى فى مصر فى ممارسة نشاطه بدون الالتزام ببند عدم التهاون فى مسألة الإتجار بالبشر، بالإضافة إلى تبنى البرلمان المصرى قانونا شاملاً تحت مظلة لجنة التنسيق القومية بمشاركة كل الأطراف ذات الصلة لتجريم الإتجار بالبشر، بالإضافة إلى الاستراتيجية وخطة العمل الوطنية الشاملة والجاهزة للتطبيق مشيرة إلى أن كل هذه السياسات تمثل قوة دافعة تساعد على تعزيز جهود كل فئات المجتمع، مؤكدة أن كل هذه الاجراءات معنية بحركة مرتبطة بالقاعدة العريضة من البشر ولذلك فنحن لا نريد فقط كبار رجال الأعمال والمسئولين الحكوميين وشركاء التنمية فى بذل الجهود فى هذا الصدد وإنما نريد تعاونا مع سائق السيارة الأجرة وبائعة الفاكهة والخضار فى الأسواق المحلية وايضاً أسر الطبقة المتوسطة فى المدن، وسكان المناطق الريفية. وفى مداخلة للسيدة جوانا سكورينسكا قرينة رئيس جمهورية بولندا الأسبق أكدت أنه يجب أن نسأل أنفسنا ما الذى نستطيع أن نفعله فى مواجهة الإتجار بالبشر؟ مؤكدة أن لو ساعد كل منا شخصا واحدا لكان ذلك كافياً، واضافت أنه من خلال زيارتها إلى مدينة سراييفو منذ سنوات بعيدة توصلت إلى ضرورة التسامح، وشعرت بالخوف عندما تصورت إذا تعرضت ابنتها للاغتصاب، كما أكدت الجلسات أن أكثر نسبة من المضارين هم من الشباب والنساء حيث يشكلون أكبر نسبة من ضحايا الإتجار بالبشر وأن هناك وظائف تطرح للشباب طلباً لأشخاص للعمالة منها الخدمة المنزلية ورعاية الاطفال والعمل كممرضات مما يمثل خطورة على الشباب مؤكدة على ضرورة حماية هؤلاء الشباب وتوعيتهم لحماية أنفهسم من مخاطر التعرض لهذه التجارة غير المشروعة، بالإضافة إلى تشجيعهم على ممارسة أساليب عصرية لحماية أنفهسم من غزو الانترنت. كما أشارت كاميلا تيبيلوس المشاركة من الولاياتالمتحدة إلى موضوع عرض الأفلام المخلة للآداب على شاشة التليفزيون فى غرف الفنادق مطالبة بضرورة منعها.