أثار فيلم «الشوق» بطولة روبى وسوسن بدر إعجاب النقاد والصحفيين الذين حضروا العرض الخاص وشاركوا فى الندوة التى أقيمت حول الفيلم ضمن فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، خاصة بعد الجدل الذى أثير حول الفيلم بسبب ما أشيع حول وجود مشاهد زنا محارم وعلاقة سحاقية بين روبى وشقيقتها فى الفيلم والتى تقوم بتجسيد شخصيتها الحقيقية «كوكى» فى أول تجربة لها فى السينما. وقال الناقد د. رفيق الصبان الذى أدار الندوة: إن الفيلم رغم أنه يتناول قضية العشوائيات والمهمشين فى المجتمع والتى سبق تناولها فى أكثر من فيلم خلال السنوات الماضية، إلا أنه جاء غير تقليدى أو نمطى فى معالجته لهذا الموضوع، مشيدًا بأداء الممثلين وخصوصا المجتهدة سوسن بدر. ويرصد الفيلم حالة الفقر التى تعانيها أسرة تتكون من أم وأب وثلاثة أبناء يتعرض الابن الأصغر للإصابة بمرض الفشل الكلوى الذى يجبر العائلة على طرق كل الأبواب حتى يجمعوا المال اللازم لغسل الكلية كل أسبوع ثلاث مرات وثمن الجلسة الواحدة 300 جنيه ولكن دون فائدة، وهو ما أدى إلى وفاة الطفل فى النهاية، بعد أن انقلب حال الأسرة وتحولت الأم إلى شخصية حاقدة على المجتمع وعرفت الفتاتان طريق الشذوذ والانحراف. أما الفنانة سوسن بدر فقالت إن دور الأم فى الفيلم من أصعب الأدوار التى قدمتها على الإطلاق، وإن أصعب مشهد كان يبكينى حقا هو مشهد موت الطفل بعد كل المحاولات لجمع المال لإنقاذه. وأيضا المشهد الذى تضطر فيه إلى ممارسة مهنة التسول باعتباره الوسيلة الوحيدة للحصول على المال اللازم لإجراء عمليات غسيل الكلى للطفل المسكين. من جانبه قال المخرج خالد الحجر إن الفيلم يتضمن عدة رموز منها السلطة وما يحصل للشعب وللبلد كله، مشيرا إلى أن سوسن بدر ترمز فى الفيلم إلى البلد أما روبى وأختها فهما جزء من الشعب، أو الشعب الذى لا يحب بلده لدرجة أنه يدمرها. وعن تعاونه مع المؤلف سيد رجب لأول مرة رغم أنه فى الأساس كاتب مسرحى.. قال الحجر: «رجب حكواتى كتب السيناريو على شكل حكاية، وهذا ما جذبنى إلى السيناريو، فيه حكاية عادية جدا، وحين قرأت القصة أعجبتنى وطلبت منه أن يكتبها سيناريو، فاتصلت به وقلت له إننى أريد إخراج هذا الفيلم وإنتاجه، وفعلا كنت منتج الفيلم لفترة وتم اختياره من عدة مهرجانات وصناديق لدعم الأفلام وقدموا لنا الدعم فى مهرجانى كان ومراكش وغيرهما، وشاركنا فى ورش فنية للبحث عن تمويل ثم قدمت طلبا لفوند سوث صندوق الجنوب» فى فرنسا وحصلنا على التمويل وبعدها اتصلت بالمنتج اللبنانى الكبير محمد ياسين الذى يعمل فى مصر، فعرضت عليه المشروع فأحبه ودخل كمنتج مع فرنسا.وحول اختياره لمدير تصوير إنجليزى للفيلم أوضح الحجر: كنت أود التعاون مع مدير التصوير نيستور كالفو فقد عشت معه وتعلمت منه الكثير فى إنجلترا، وقد كان مدير التصوير فى مشروع تخرجى وثلاثة أفلام قصيرة لى، وقد حضر معنا إلى ورشة مراكش، وجاء إلى مصر قبل بدء التصوير بشهرين حيث قمنا بتقطيع المشاهد، وكنت أرغب بتصوير كل مشهد بلقطة واحدة دون تقطيع كثير وقد وافقنى على ذلك، وأمضينا وقتا كثيرا ونحن نرسم على الورق حركة الكاميرا، وأنا أحب تصويره جدا فهو موهوب وحساس إضافة إلى كوننا أصدقاء توجد بيننا ألفة، وهذه العلاقة أثرت على نوعية الصورة لأننا كنا نتحدث عن كل لقطة والإحساس الذى تتضمنه هذه اللقطة، لذلك كان نيستور أحد العناصر المهمة فى خروج الفيلم بالشكل الذى كنت أريده.