عندما تم شق قناة السويس تم جمع الفلاحين من محافظات مصر وجلبهم إلى موقع حفر القناة وإجبارهم بالسخرة على شق طريق القناة وحفره فى الصخر.. وكان هذا نموذجا للسخرة مثل تلك التى نراها فى السجون بالنسبة للمحكوم عليهم وتشغيلهم فى نوع من السخرة فى تكسير أحجار الجبل وهى أعمال لا فن فيها ومن يقم بها لا يحتاج إلى أن يكون مبدعاً أوفنانا لأنه إما أنه يحفر قناة وإما يكسر أحجارا بلا شكل معين. وقد كنت شاهدا على بناء السد العالى فى وقت كان السد يمثل للمصريين معركة كرامة وتحد بعد أن رفض الغرب تمويل المشروع بحجة صعوبته واحتمالات الفشل التى تحيط به وعدم قدرته على تحقيق موارد يسدد منها القرض الذى يقيم به المشروع، ولم يكن المشروع مجرد نسف طريق تحويل النهر العظيم وإنما كان تصميما معمارياً يمثل لوحة من الإبداع فى تحديد أنفاق مرور المياه ومساقطها وقوتها وغير ذلك من التفاصيل الفنية الدقيقة التى ما كان يمكن أن تتم بدون علاقة حب وإيمان بين المشروع الذين يعملون فيه من كل التخصصات، فالحب هو الذى جعل المصريين يواجهون تحدى سباق الزمن وينفذون مشروع السد العالى فى موعده المحدد حيث كانت هناك لوحة كبيرة تتغير كل يوم تحمل عبارة «يا بناة السد باقى كذا يوم». وفوق ربوة عالية وقفت أطل على خلية العمل فى الليل تحت وهج الأنوار والأضواء التى حولت الليل إلى النهار واكتشفت الفرق بين السخرة أو العبودية وبين البناء والإبداع، فليس هناك بناء أو إبداع بدون حب. وقوة السخرة مهما بلغت لا تستطيع أن تقيم علاقة الحب بين الفرد والمشروع. ولهذا كان من الأخطاء التى عمد البعض إلى نشرها مقولة إن العمال المصريين القدماء بنوا الأهرامات بالسخرة والتعذيب والقهر وهو ما يناقض عقيدة البناء والإبداع التى تقوم على أساس من الحب والتضحية. ظل هذا التصور على كل حال إلى أن جاء أخيراً الدليل الحاسم الذى يؤكد أن بناء الأهرام تم بالحب وليس بالسخرة أو القهر، وأنه إذا كان ممكناً الحفر بالسخرة.. حفر الترع والطرق وتكسير الأحجار، إلا أن البناء لابد أن يكون بالحب، فقد تم العثور اخيراً على مجموعة جديدة القبور العمال الذين شاركوا فى بناء أكبر هرم قبل اكثر من أربعة آلاف وخمسمائة سنة مما يقضى على فكرة أن عمال الهرم كانوا من العبيد. وقد تم العثور على تلك القبور قريباً من هرم خوفو الذى بنى ليدفن فيه الملك، الأمر الذى جعل د.زاهى حواس يقول بثقة: «لو كانوا عبيداً لما سمح لهم ببناء قبورهم قرب ملكهم». بالإضافة إلى ذلك فإن الاكتشاف الجديد يلقى الضوء على طريقة معيشة العمال الذين كان عددهم يناهز العشرة آلاف، وأنهم كانوا يعملون بالتناوب فى إطار جدول يقضى بعمل كل عامل ثلاثة اشهر فى العام وأنهم كانوا يتناولون طعام (كل يوم 21 بقرة و 23 خروفاً). وفى رأيى أن كل عمل إبداعى تركه لنا القدماء لابد أن يكون قد بنى بحب، من الآثار التى لا أنساها ما خلفه شعب «الإنكا» الذى يعود إلى الهنود سكان البلاد الأصليين الذين كانوا موزعين فى ذلك الوقت فى أمريكا الجنوبية فى المنطقة من كولومبيا إلى الأرجنتين مرورا ببيرو وإكوادور ويعيشون فى جبال الأنديز الممتدة بطول القارة يمارسون عاداتهم القديمة المتوارثة بعيدا عن المدنية، وقد صنعوا لأنفسم حضارتهم الخاصة التى لها طابعها الفنى والثقافى. ولم يشتهر هذا الشعب إلا بعد أن برز منهم قائد اسمه «إنكا» تمكن من جمعهم وتوحيدهم فى إمبراطورية كبيرة مركزها فى «بيرو» وكون منهم جيشاً قوياً من المحاربين، وقد نظم «إنكا» صفوفهم حتى أصبحوا معروفون باسم إمبراطورهم «إنكا» الذى جعلوا له قداسة خاصة.. وفوق قمم الجبال أقام شعب الإنكا معظم بيوتهم ومعابدهم من أحجار ثقيلة يزن الحجر الواحد أكثر من طن، وكان من أهم بناياتهم التى أقاموها ما عرف باسم «ماشو بيشو» وهى مدينة أو قلعة تتجلى عبقريتها فى أنهم أقاموها من الأحجار على مساحة 13 كيلو مترا مربعاً بين قمتين ترتفعان اكثر من 2800 متر فوق سطح البحر ولها درجات حجرية تبلغ 3000 درجة، وبسبب الموقع الخفى لم ير من ينظر إلى قمتى الجبل المدينة التى ظلت مجهولة حتى إكتشفها عالم تاريخ امريكى بالصدفة عام 1911، وكان هذا العالم مغرما بالتجول فى الجبال وحده، وقد لاحظ فتى صغير فى العاشرة من عمره هذا الاهتمام فعرض على أن يدله على مكان غير مأهول لو أن لأمريكى أكرمه وأعطاه مبلغا كبيرا، وسأل الأمريكى وكان اسمه «هيرام بينجهام» الفتى عن «المبلغ الكبير» الذى يطلبه، فقال له الغلام بسعادة: 50 سنتاً!!. وهذه الخمسين سنتا أو النصف دولار وإن كانت فى وقتها لها قيمة كبيرة، هى التى قادت إلى كشف القمة المسحورة التى ظلت مختفية مئات السنين إلى ان أطل عليها «بينجهام» وأطلق عليها اسم «المدينة المفقودة» وبعدها عرف العالم سر هذه المدينة التى كلفت مكتشفها نصف دولار!!. إلا أنه من سوء الحظ أن إمبراطور الإنكا أراد أن يجنب ولديه متاعب الإرث بعد أن يموت فقام فى حياته بتقسيم الإمبراطورية بينهما، وما أن مات الإمبراطور حتى تكررت بين الأخوين حكاية قابيل وهابيل فقاتل كل منهما الآخر طمعاً فى الاستيلاء على نصيبه، ومات أحد الأخوين ولكن الآخر خرج من الحروب محطماً فى الوقت الذى تعرضت فيه البلاد لأوبئة قاتلة أنهكت الجيش الكبير مما مكن مجموعة محدودة من الجنود الأسبان من الاستيلاء دون عناء علىالإمبراطورية التى تقاتل الأخوان من أجلها واستولى الأسبان على الامبراطورية ولم يخرجوا منها إلا بعد أكثر من 300 سنة. ??? المشروبات الدايت والسرطان هل تسبب مشروبات الدايت السرطان؟.. لقد راجت فى الفترة الأخيرة أحاديث كثيرة عن أضرار المشروبات الدايت لدرجة أن البعض خرج يحذر من تأثيرها فى أمراض السرطان؟.. ومثل هذا الكلام لا يجب أخذه بخفة خصوصاً وأن هذه المشروبات لها سنين كثيرة وهى تستخدم فى دول الغرب التى تعتبر الاهتمام بصحة الإنسان فى مقدمة المهام التى عليها مراعاتها، ولهذا إذا كان هناك شك فى أضرار مشروبات الدايات لكانت هذه الدول قد أوقفت استخدامها. والسبب فىالشكوك حول هذه المشروبات الدايت الغازية أنها تضيف حمض البنزويك وهو مادة مضادة للجراثيم وفيتامين سى، وتحت ظروف معينة من الضوء والحرارة فإن البنزويك وفيتامين سى يكونان البنزين فى المشروبات الغازية، ولأن التعرض لكمية كبيرة من البنزين تسبب السرطان فقد ثارت الشكوك حول هذه المشروبات، فإن وكالة الأغذية الأمريكية قامت باختبار أكثر من 200 مشروب غاز وأصدرت بيانا بمستويات حمض البنزويك فيها، وفى مختلف التحاليل وجد أن مستوى البنزين الذى تم تعقبه فى معظم المشروبات الغازية أقل من خمسة أجزاء فى المليار التى تعتبر درجة آمنة للإنسان.