اعتماد الأندية المصرية الكبرى على استقدام المدرب الأجنبى تزايدت معها الخسائر والازمات المادية، ففى الوقت الذى كان يحصل فيه مدرب كمانويل جوزيه عند تدريبه الأهلى على 90 ألف يورو أى ما يقرب من مليون جنيه مصرى شهريا وهنرى ميشيل مدرب الزمالك سابقا تقاضى 35 الف يورو، ومانويل كاجودا الزمالك 143 ألف جنيه و(مارك وات) الإسماعيلى 87 ألف جنيه، (مارك فوتا) مدرب الإسماعيلى الحالى يتقاضى 20 ألف دولار، وهو نفس راتب نوفا مدرب نادى سموحة السابق، وكابرال مدرب الاتحاد السابق كان يتقاضى حوالى 25 ألف دولار شهريا. نجد معها أن حجم الضغوط المادية على تلك الأندية قد تزايد سواء عند التعاقد مع اللاعبين أو دفع رواتب اللاعبين والموظفين العاملين بها، حتى وصل الحال بأندية عريقة كالإسماعيلى إلى التهديد بالحجز عليه بسبب الديون لصالح هيئتى الضرائب والكهرباء، وآخر كالزمالك يتسول من جماهيره لجمع التبرعات، وثالث كالأهلى إلى التأخر فى دفع رواتب موظفيه، فى ظل تميز مدربين وطنيين كحسن شحاتة وطارق العشرى ومختار مختار وفاروق جعفر وحلمى طولان وغيرهم كثيرين. فى البداية يقول مصطفى يونس المدير الفنى لمنتخب الشباب إن كل المدربين الوطنيين الذين تولوا تدريب الأهلى من قبل حصلوا على بطولات بداية من جميل عثمان ونهاية بحسام البدرى الذى كان يستحق الاستمرار فى موقعه الحالى حتى ولو لم يفز ببطولة الدورى بعدما عمل فريقا رائعا للأهلى يجمع بين الأداء الجمالى والتكتيكى، وقام بتصعيد لاعبين ناشئين فى حين لم يكن ذلك فى حسبان المدربين الأجانب الذين كان لا ينظرون سوى لمصلحتهم فقط وعلى رأسهم (مانويل جوزيه) الذى تسبب للأهلى فى العديد من المشاكل التى يعانى منها حاليا سواء كأزمة مالية أو لاعبين هربوا من جحيم النادى الذى لم يهتم بتصعيدهم للفريق الأول ومنهم أحمد مجدى وعمرو الحلوانى اللذين يتالقان حاليا مع انديتهم. وعموما المدرب الوطنى له مزاياه فهو أكثر غيرة على ناديه من المدرب الأجنبى ويرغب فى تحقيق العديد من البطولات لناديه ولكن ما يؤدى لفشله هو حبه لناديه حيث ينصاع لرغبات الإدارة على عكس الأجنبى صاحب القرار الأول والأخير فى شئون الفريق سواء بالتعاقد مع اللاعبين الجدد أو الاستغناء عن البعض الآخر حتى ان الجمهور يحترمه ويثق فيه أكثر من الوطنى، وهناك الكثير من المدربين المصريين المتميزين منهم محمود الجوهرى وهو واحد من أشهر المدربين المصريين والعرب بدأ مسيرته التدريبية مع الأهلى ثم قام بتدريب المنتخب المصرى وحقق معه انجازات عديدة لم يحققها أى مدرب أجنبى تولى تدريب المنتخب فصعد به إلى كأس العالم عام 1990 واحرز معه الميدالية الذهبية فى دورة الألعاب العربية التى اقيمت فى سوريا 1992، وفى سنة 1998 أحرز معه كأس أمم أفريقيا. ونظرا لكفأته العالية استعانت به الأردن لتدريب منتخبها الوطنى واستطاع أن يصل به إلى نهائيات كأس أمم آسيا لأول مرة فى تاريخ المنتخب الاردنى وهناك الكثير من المدربين المصريين الذين تفوقوا على أنفسهم واستطاعوا إحراز الكثير من البطولات منهم حسن شحاتة مدرب المنتخب الوطنى المصرى الذى استطاع احراز كأس أمم أفريقيا ثلاث مرات متتالية، وفاروق جعفر وطه بصرى وحسام حسن والكثير من المدربين المصريين الذين لديهم موهبة رائعة وجعلوا فرقهم من الفرق القوية فى الدورى المصرى. وأشار إلى أنه بدلا من اتجاه معظم الأندية المصرية التى تعانى حاليا من الأزمات المالية إلى التعاقد مع مدربين اجانب تكلف خزائنها الغالى والنفيس فكان يتوجب عليها التعاقد مع المدرب الوطنى من أصحاب المستوى المتميز والتى لن تكلف النادى تلك المبالغ الباهظة التى كان الأجانب يحصلون عليها فمثلا البدرى كان لا يحصل سوى على 60 ألف جنيه فقط، ولا اعلم كيف ستواجه الأندية المعضلة التى تقع فيها حاليا بوجود تلك الأزمة المالية وكيف سيتعاقدون مع لاعبين جدد أو كيف سيستقدمون مدربين أجانب من جديد خاصة بالنسبة للأهلى والزمالك. ويؤيده فى ذلك أنور سلامة المدير الفنى لنادى الجونة والذى تولى من قبل تدريب الأهلى قال إن المناداة بتولى مدرب أجنبى تدريب الأهلى بدعة أكثر منه ضرورة مشيرا إلى ان مدرباً وطنياً قادراً على تدريب الأهلى فى الوقت الحالى وأن حسام البدرى عمل فريقا للأهلى بعكس جوزيه الذى «نفد بجلده» بعدما شعر بعدم قدرة اللاعبين الكبار أبوتريكة وبركات وأحمد حسن ووائل جمعة على العطاء بنفس الدرجة التى كانوا عليها قبل ثلاث سنوات ولكن البدرى تمكن من الاستفادة من قدرات هؤلاء اللاعبين. وأكد سلامة أن المدرب المصرى أفضل بكثير من الأجنبى ضاربا المثل بالبرازيلى كابرال المدير الفنى للاتحاد والذى حصد نجاح سابقه طه بصرى وكذلك الألمانى بوكير الذى خلفه فى تدريب المصرى وتسلم فريقا جاهزا ومع ذلك لم يحقق إضافة فنية للفريق ونفس الحال مع البلغارى مالدينوف المدير الفنى لإنبى والذى تسبب فى انهيار نتائج الفريق ولم يفلح سوى فى الفوز فى 3 مباريات فقط فى الدور الثانى.