ألا يستحق مسلسل مثل «ليالى الحلمية» أن تتم دبلجته إلى لغات أخرى غير العربية؟ وألا تستطيع أعمال خالدة مثل «رأفت الهجان» و«الشهد والدموع» و«أبو العلا البشرى» و«أولاد آدم» و«نصف ربيع الآخر» و«لن أعيش فى جلباب أبى» أن تجذب الجمهور فى افريقيا وآسيا والهند وكل دول العالم الثالث التى تعيش نفس ظروفنا وتعانى من نفس مشكلاتنا وتحس بما نحس به من رغبة فى حياة أفضل ومستقبل أحسن لنا ولأولادنا؟!. والحقيقة أنه ليست الأعمال القديمة فقط التى تستطيع أن تفعل ذلك، فهناك مسلسلات وأعمال درامية جديدة تستحق بجدارة أن تتم دبلجتها إلى معظم لغات العالم ومنها «الدالى» و«الرحايا» و»عباس الأبيض» و«شيخ العرب همام» و«الأدهم» وغيرها من الأعمال الدرامية المصرية الناجحة التى يتسمر العرب فى كل مكان أمام شاشات التليفزيون ليشاهدوها، وتصنع لنا شهرتنا ومكانتنا فى كثير من دول العالم، لكننا لا نجيد تسويقها ولانعرف كيف نستفيد منها لفرض ذائقتنا الخاصة فى الحياة وثقافتنا وطريقتنا فى التعبير وتوصيل أفكارنا للآخر فى كل مكان من المعمورة.. ولو تمت ترجمة هذه الأعمال الدرامية الجميلة أو أفلامنا السينمائية الحقيقية المعبرة عنا وعن واقعنا بشكل صحيح الى لغات أخرى لحققت لنا مكاسب مادية كبيرة وأنقذت السينما المصرية من الافلاس وحققت رواجا أكبر وانتشارا أعظم للدراما التليفزيونية المصرية التى تعيش أزهى سنواتها فى العقد الأخير، مما جعل نجوم السينما والمسرح يقبلون عليها ويقدمون تجارب ناجحة فيها. أقول هذا بمناسبة شركة التسويق الجديدة التى أعلن أمين عام اتحاد الإذاعة والتليفزيون المهندس أسامة الشيخ منذ أيام عن بدء تأسيسها لتقوم بتسويق الأعمال الدرامية والبرامج بطريقة أفضل من الوضع الموجود منذ سنوات، والذى يعانى من قدر كبير من الجمود والكسل، وأطالبه بأن يبحث فى ارشيف الانتاج الدرامى عن الأعمال القديمة القيمة ليعيد بيعها وتسويقها من جديد، وأن يستثمر الكنز الكبير الذى يكاد يضيع من فرط الإهمال والسرقات المتكررة ويتمثل فى البرامج الحوارية القديمة مع نجوم الأدب والفن والفكر والصحافة والتى بدأ بعضها يتسرب منذ فترة طويلة إلى قنوات فضائية عربية تذيعها باستمرار دون أن نحصل أو يحصل اصحابها على حقهم المادى فيها، والأولى بنا نحن أن نقوم بتجميع تلك البرامج النادرة ونرمم ما تضرر منها بفعل الزمن وطول التجاهل ونخصص إدارة خاصة فى التليفزيون للحفاظ على تلك الكنوز، ونبدأ على الفور فى دبلجة الأعمال المصرية إلى لغات أخرى،فليست أعمالنا أقل من المسلسلات التركية أو المكسيكية، وكل ما هنالك أننا لم نحاول فقط فى هذا الاطار ولم نكن نمتلك الجهة التى تستطيع أن تقوم بمثل هذه الأعمال التى تحتاج إلى عقليات غير تقليدية وأذهان منفتحة على الأفكار الجديدة ونأمل ان يتحقق ذلك من خلال الشركة التى يؤسسها الشيخ الآن.