يبدو أن مسلسل قتل العلماء فى مجال الذرة لن ينتهى حيث وقع انفجاران فى العاصمة الإيرانية أدى إلى مقتل عالم فيزياء نووية إيرانى مجيد شهريارى وأصيبت زوجته كما أصيب عالم الفيزياء فريدون عباسى دوانى وزوجته حيث زرع المهاجمون قنبلة فى سيارة كل من العالمين. وذكرت وكالة فارس للأنباء أن البروفيسور مجيد شهريارى كان عضوا فى دائرة الهندسة النووية فى جامعة شهيد بهشتى والعضو فى الجمعية النووية الإيرانية وكان له دور مهم فى واحد من أكبر المشروعات النووية للهيئة. ومن جهته أفاد موقع «مشرق- نيوز» أن البروفيسور فريدون عباسى يحمل شهادة دكتوراه فى الفيزياء النووية وكان يقوم بأبحاث لحساب وزارة الدفاع الإيرانية ويعد من أحد الأخصائيين الإيرانيين القلائل فى مجال فصل النظائر المشعة كما فرضت عليه الأممالمتحدة عقوبات بسبب ما قاله مسئولون غربيون عن دوره فى أبحاث يعتقد أنها تتعلق بالأسلحة النووية. هذا وقد وقع الانفجاران قبل اجتماع يحتمل عقده بين إيران والقوى الكبرى الشهر المقبل لبحث برنامجها النووى الذى يعتقد مسئولون غربيون أن هدفه صنع أسلحة نووية وتنفى إيران ذلك. ومن جانبه أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ومساعد وزير الخارجية الإيرانى رامين مهمان برست أن التحقيقات الأولية تشير إلى تورط ما وصفه بمثلث الشر الذى يتألف من «المخابرات الإسرائيلية «الموساد» ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية ال «سى آى إيه» وعملائهما المأجورين فى العمل الإرهابى». وفى لهجة تتسم بالتحدى من جانب النظام الإيرانى، اعتبرت وزارة الخارجية أن مثل تلك الأعمال الإرهابية وتصفية علمائها النوويين لن تثنى طهران أو تعرقل مسيرتها العلمية والتكنولوجية وإنما ستساهم فى تسريعها كما أن الأجيال الصاعدة الإيرانية الموهوبة لن تسمح بفتور الشعلة المتوهجة للتطور العلمى لحضارة الشعب الإيرانى. كما تعهد على أكبر صالحى، رئيس البرنامج النووى الإيرانى بأنه سيقدم المزيد من شهريارى للدولة الإيرانية، ومثل هذه المخططات سوف تعمل على تسريع البرامج النووية الإيرانية. وفى المقابل، نفى مسئول فى المخابرات الأمريكية تورط «سى أى إيه» فى التفجير الذى أسفر عن مقتل شهريارى قائلا «أى إشارة إلى أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لعبت دورا هى خطأ تام». فلم يكن هذا الحادث الأول من نوعه فقد تعرض عدة علماء إيرانيين لاعتداءات أو فقد أثرهم بشكل غير مفسر فى السنوات الماضية. وفى آخر اعتداء من هذا النوع قتل فى 12 يناير الماضى مسعود على محمدى خبير الفيزياء المعروف الذى كان يدرس فى جامعة طهران لكن يعمل أيضا لدى الحرس الثورى الإيرانى. وقتل محمدى فى انفجار دراجة نارية مفخخة فيما كان يخرج من منزله ونسبت السلطات الهجوم إلى إسرائيل.