يحمل عيد الأضحى المبارك الكثير من المعانى والدلالات السامية التى تؤكد عظمة الإسلام عقيدة وتاريخاً وحضارة خالدة بمشيئة الله.. ولعل أبرز هذه المعانى هو الوحدة والتضامن والتآلف.. من خلال هذا المشهد العظيم فى يوم عرفة.. حيث يجتمع ملايين الحجيج على صعيد واحد.. صعيد طاهر.. فى رحاب الله وضيافته.. ويتساوى كل المسلمين من الحجيج.. فلا فرق بين أعجمى وعربى أو بين أبيض وأسود وأصفر.. الكل ينصهر فى بوتقة الإيمان.. وينسى متع الدنيا وملذاتها ويرتدى ثوباً واحداً أقرب إلى الكفن.. مما يجعل إغراءات الحياة وملذاتها تنزوى وتتوارى، إن هذا المشهد العظيم يمثل رسالة كبرى للعرب والمسلمين.. كى يتوحدوا وينبذوا الخلافات والانقسامات والصراعات.. خاصة فى مواجهة هذه التحديات الجسام ومؤامرات اللئام التى تستهدف تمزيق الممزق وتشتيت المشتت، نعم إن الحج يمثل أكبر دعوة للوحدة والتضامن والتكاتف فى ظل عالم يموج بالمشاكل والأزمات ويجتهد الأعداء لإثارة الفتن والقلاقل بين المسلمين. أيضاً فإن رسالة الحج السامية تدعونا إلى التضحية والفداء، ومن خلال نحر الأضاحى نتذكر الواقعة التاريخية المشهورة عندما أسلم إسماعيل لأبيه إبراهيم «ففديناه بذبح عظيم»، هذه واقعة الفداء الكبرى تؤكد أن الله أراد تكريم الإنسان.. ففداه بذبح عظيم.. كما أنها تشير فى جوهرها إلى الطاعة المطلقة من إسماعيل لأبيه إبراهيم.. عليهما وعلى نبينا أفضل الصلوات والتسليم. والتضحية من أجل الوطن تدخل فى إطار هذا المفهوم الإيمانى الواسع.. فنحن جميعاً مطالبون بتقديم أغلى ما لدينا من جهد وعمل ومال فداءً للوطن.. فمصر أرض الكنانة.. هى أغلى ما نملك.. وتستحق منا أعظم التضحيات.