شهد الرئيس محمد حسنى مبارك احتفالات مصر والقوات المسلحة بالعيد ال 37 لانتصارات أكتوبر بوضع إكليلين من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول بمدينة نصر وضريح الرئيس الراحل أنور السادات. كما قام بوضع إكليل من الزهور على ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وترأس اجتماع المجلس الاعلى للقوات المسلحة. وعقب ذلك شهد الرئيس مبارك، القائد الأعلى للقوات المسلحة يرافقه المشير حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى والفريق سامى عنان رئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية وكبار رجال القوات المسلحة والدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء والسيد محمد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى وشيخ الأزهر د.أحمد الطيب وعدد من الوزراء احتفال القوات المسلحة بهذه المناسبة، وتضمن العرض الذى أقيم بميدان النصر بالجيش الثانى الميدانى بمحافظة الإسماعيلية عرضا فنيا وبيانا عمليا للعبور يوم السادس من أكتوبر. كما تضمن الاحتفال اصطفاف عناصر رمزية من تشكيلات ووحدات الجيش الثانى الميدانى التى شاركت فى حرب أكتوبر لتقديم التحية للرئيس مبارك، صاحب الدور البطولى فى الحرب. وردد رجال القوات المسلحة عددا من الأغانى والأناشيد الوطنية تأكيدا لولائهم المطلق للوطن، وتمسكهم بالمبادئ والقيم التى تحفظ للوطن عزته وكرامته، وعبرت سماء العرض ست طائرات هليكوبتر تحمل علم مصر وصورة الرئيس مبارك، وأعلام القوات المسلحة والأفرع الرئيسية. وقد أظهر العرض ما وصل إليه رجال القوات المسلحة من تدريب عال وقدرة وكفاءة قتالية تؤهلهم لتنفيذ كل المهام المكلفين بها تحت مختلف الظروف. كما أدلى الرئيس حسنى مبارك بحديث لجريدة القوات المسلحة بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لنصر أكتوبر هنأ فيه شعب مصر بذكرى المناسبة الغالية وأكد انه لولا نصر أكتوبر ما اضطرت إسرائيل لإبرام معاهدة السلام مع مصر التى حررت بموجبها كامل ترابها الوطنى كما تطرق الحديث إلى التحولات فى الأوضاع الدولية والإقليمية ودور مصر الإقليمى والدولى. ونوه الرئيس إلى أن مصر ستواصل الاتصالات من أجل إنقاذ عملية السلام ..وقال «سنواصل اتصالاتنا مع الجانب الإسرائيلى والولاياتالمتحدة وأوروبا لإنقاذ السلام». وحذرالرئيس حسنى مبارك من أن عملية السلام لا تتحمل فشلا جديدا.. وقال: «أحذر فيما أقوم به من اتصالات من تصاعد العنف والإرهاب فى المنطقة وعلى اتساع العالم إذا انهارت المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل». وأضاف: ما من زعيم فلسطينى أو عربى يمكنه التفريط فى القدسالشرقية أو التنازل عن حق اللاجئين فى العودة قلت لهم ان التفاوض لابد أن يتأسس على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وأن المستوطنات تلتهم الأراضى الفلسطينية ولابد أن تتوقف على الفور وطوال مرحلة المفاوضات بما فى ذلك الكتل الاستيطانية فى محيط القدس وداخلها بعيدا عن محاولات تهويد المدينة المقدسة وقلت لقادة إسرائيل أن اشتراط الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل يضع عقبة جديدة فى طريق السلام.. فماذا عن حق العودة؟ وماذا عن عرب 1948؟. وقال الرئيس مبارك « إننى فى ذكرى حرب اكتوبر أعاود دعوتى لشعب اسرائيل وقادته أن يحسموا أمرهم ويختاروا بشجاعة بين السلام والأمن والاستقرار وبين استمرار الاحتلال غير المشروع للأراضى الفلسطينية والتمسك بمواقف ثبت عدم جدواها فالاحتلال مصيره إلى زوال والأمن يصنعه السلام وليس القوة المسلحة. وفرض الأمر الواقع لا يثبت وضعا ولا يضفى شرعية ولا يترتب عليه حق لأحد وكل ما يترتب عليه هو اطالة الصراع واراقة الدماء وتهديد مستقبل المنطقة والأجيال القادمة». وقال:إن القضية الفلسطينية هى جوهر النزاع العربى الإسرائيلى ومفتاح تسويته وتحقيق تقدمه وصولا لاتفاق سلام على المسار الفلسطينى يفتح الطريق أمام تحقيق تقدم مماثل واتفاقات مماثلة على المسارين السورى واللبنانى. وأضاف: رئيس الوزراء الإسرائيلى اتصل بى مرتين فى محاولة لإيجاد مخرج من المأزق الراهن . وقال الرئيس « علاقتنا بالولاياتالمتحدة استراتيجية ومتميزة وهذا لا يعنى تطابق مواقفنا حول كافة القضايا أو فى كافة الأحوال.. وعندما تختلف وجهة نظرنا مع وجهة النظر الأمريكية فإننا نعبر عن هذا الاختلاف بصراحة ووضوح دون افتعال مواجهة أو الدخول فى مهاترات، ولابد أن ندرك أن لكل دولة أهدافا ومصالح قومية تعمل على تحقيقها وهذا أمر مشروع بشرط ألا يكون على حساب مصالح الآخرين ولابد أن ندرك أيضا أن الولاياتالمتحدة تضطلع بدور رئيسى على الساحتين ومع ذلك فعلاقاتنا طيبة ومميزة ليس فقط لأنها قوة عالمية عظمى يعتد بها وبدورها. ولكنها أيضا قائمة على مصالح مشتركة على الصعيدين الثنائى والإقليمى». وأضاف « مصر بحجمها وقامتها ودورها وتاريخها وشعبها وجيشها لا تسمح ولن تسمح لأحد كائنا من كان أن يحدد لها دورها أو يملى عليها ما يجب أن تفعله وما لا تفعله.. فمواقفنا ثابتة وواضحة ولا تقبل الضغط.. مواقفنا دائما صريحة ونحن لا نعمل إطلاقا فى الخفاء. ما نقوله فى الغرف المغلقة هو نفسه ما نقوله فى العلن. وتتطابق أفعالنا مع أقوالنا. فمصر كانت دائما ولاتزال وستبقى إلى الأبد بإذن الله صاحبة الدور المؤثر فى منطقتها من العالم لأنها بلد يملك مقومات التأثير.. فمصر استطاعت دائما أن تعتمد على دورها فى تقديم النموذج المقبول للاعتدال والتحديث فى المنطقة» .